Lawaqih Anwar
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
Mai Buga Littafi
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
Shekarar Bugawa
1315 هـ
فلست أبالي من رماني بريبة ... إذا كنت عند الله غير مريب
ثم قال للرسول: اكتب إليه الجواب من هذا اللاش حميد إلى سيدي الشيخ إبراهيم البستي رضي الله عنه أما قولك الذي ذكرته فإن الله تعالى خلقني كما يشاء، وأسكن في ما يشاء وإني أريد من صدقاتك أن تدعو لي ولا تخليني من حلك، وحلمك فلما وصل الكتاب إلى البستي هام على وجهه، فما عرفوا إلى أين ذهب، وكان رضي الله عنه إذا علم أن الفقراء يريدون أن يضربوا أحدا من إخوانهم لزلة وقعت منه يستعير منه ثيابه، ويلبسها، وينام في موضعه فيضربونه فإذا فرغوا من ضربه، واشتفوا منه يكشف لهم عن وجهه فيغشى عليهم كيقول لهم: ما كان إلا الخير كسبتمونا الأجر، والثواب فيقول: بعض الفقراء لبعضهم تعلموا هذه الأخلاق، وقال رضي الله عنه لأصحابه يوما من رأى في حميد منكم عيبا فليعلمه به فقام شخص.
فقال: يا سيدي فيك عيب عظيم فقال: وما هو يا أخي فقال كون مثلنا من أصحابك فبكى الفقراء وعلا نحيبهم وبكى سيدي أحمد معهم، وقال أنا خادمكم أنا دونكم، وكان لسيدي أحمد شخص ينكر عليه وينقصه في نواحي أم عبيدة فكان كلما لقي فقيرا من جماعة سيدي أحمد رضي الله عنه يقول: خذ هذا الكتاب إلى شيخك فيفتحه سيدي أحمد فيجد فيه أي ملحد أي باطلي أي زنديق، وأمثال ذلك من الكلام القبيح ثم يقول سيدي أحمد رضي الله عنه: صدق من أعطاك هذا الكتاب ثم يعطي الرسول دريهمات، ويقول: جزاك الله عني خيرا كنت سببا لحصول الثواب فلما طال الأمر على ذلك الرجل وعجز عن سيدي أحمد مضى إليه فلما قرب من أم عبيدة كشف رأسه، وأخذ مئزره، وجعله في وسطه، وأمسكه إنسان، وصار يقوده حتى دخل على سيدي أحمد فقال: ما أحوجك يا أخي إلى هنا فقال: فعلي فقال له سيدي أحمد رضي الله عنه: ما كان إلا الخير يا أخي.
ثم طلب منه أخذ العهد عليه فأخذه عليه، وصار من جملة أصحابه إلى أن مات، وكان رضي الله عنه يقول: إذا قصت إلى الصلاة كان سيف القهر يجذب في وجهي، وكان رضي الله عنه يقول: لا يحصل للعبد صفاء الصدر حتى لا يبقى فيه شيء من الخبث لا لعدو ولا لصديق ولا لأحد من خلق الله عز وجل، وهناك تستأنس الوحوش بك في غياضها، والطير في أوكارها، ولا تنفر منك، ويتضح لك سر الحاء والميم وقال له: شخص من تلامذته، يا سيدي أنت القطب فقال: نزه شيخك عن القطبية فقال له: وأنت الغوث فقال: نزه شيخك عن الغوثية قلت: وفي هذا دليل على أنه تعدي المقامات، والأطوار لأن القطبية والغوثية مقام معلوم، ومن كان مع الله وبالله فلا يعلم له مقام، وإن كان له في كل مقام مقام والله أعلم.
قال يعقوب الخادم رضي الله عنه: ولما مرض سيدي أحمد رضي الله عنه مرض الموت قلت له تجلى العروس في هذه المرة قال نعم فقلت له لماذا فقال: جرت أمور اشتريناها بالأرواح، وذلك أنه أقبل على الخلق بلاء عظيم فتحملته عنهم وشريته بما بقي من عمري فباعني وكان يمرغ وجهه وشيبته على التراب ويبكي ويقول: العفو العفو، ويقول: اللهم اجعلني سقف البلاء على هؤلاء الخلق وكان مرض الشيخ رضي الله عنه بالبطيت فكان يخرج منه في كل يوم ما شاء الله فبقي المرض بالشيخ شهرا فقيل له من أين لك هذا كله، ولك عشرون يوما لا تأكل، ولا تشرب فقال: يا أخي هذا اللحم يندفع، ويخرج. ولكن قد ذهب اللحم، وما بقي إلا المخ اليوم يخرج، وغدا نعبر على الله تعالى فخرج منه شيء أبيض مرتين أو ثلاثا، وانقطع ثم توفي يوم الخميس وقت الظهر ثاني عشر جمادى الأولى سنة سبعين وخمسمائة، وكان يوما مشهودا، وكان آخر كلمة قالها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، ودفن في قبر الشيخ يحيى البخاري، وكان الشافعي المذهب قرأ كتاب التنبيه للشيخ أبي إسحاق الشيرازي وما تصدر قط في مجلس، ولا جلس على سجادة تواضعا، وكان لا يتكلم إلا يسيرا، ويقول: أمرت بالسكوت رضي الله عنه.
ومنهم الشيخ علي بن الهيتي
رضي الله تعالى عنه
هو من أكابر مشايخ العراق وأعيان العارفين وهو أحد من ينسب إلى القطبية العظمى، وكانت عنده الخرقتان اللتان ألبسهما أبو بكر الصديق رضي الله عنه لأبي بكر بن هوار في النوم واستيقظ فوجدهما عليه، وهما ثوب
Shafi 123