============================================================
كتبة القاهرة واما رفع همته: فكان ظاهرا من ذلك بالعجب العجاب، وقد تقدم من رفع همته عن ولاة الأمور مع استعراضهم لحوائجه وتطارحهم عليه، قال قوما لأصحابه: جامنى الطواشى بهاء الدين وهو مشد الديوان إذ ذاك والفقيه شمس الدين الخطيب وهو يومئذ ناظر الأجياش فقال لى: إن هذه القلعة تحتاج إلى حصر وزيت وقناديل وتحتاج الفقهاء فيها إلى ما يأكلون ونحن حكام الوقت نطلق لها شيئا كل شهر، فقلت لهم: حتى آشاور أصحابى وأنتم أصحابى فماذا تشيرون؟ فلم يرجع إليه أحد جوابا فأعاد مرارا قلم يجبه أحد، فقال: اللهم أغتنا عنهم ولا تفننا بهم إنك على كل شىء قدير، ولم يحجبهم الى ما ذكروا ومات الشيخ رحمه الله تعالى - وليس للكان مرتب ولا معلوم : وسمعته يقول: والله ما رأيت العز إلا فى رفع الهمة عن الخلق، وسمعته يقول رأيت كلبا فى المحجة ومعى شىء من الخيز فوضعته بين يدي قلم يلتفت اليه فقربته من فسه فإذا على يقال لى: أف لمن يكون الكلب أزهد منه وته يقول: خرجت يوما آشترى حاجة من بعض من پرفنى بنصف درهم فقلت فى نفسى: ولعله لا يأخذ منى، فإذا على يقال لى: البلامة فى الدين بترك الطمع فى المخلوقين، فأتيت إلى الموضع الذى كنت مقيما به ودخلت وأغلقت الباب وأنا جالس وإذا يانسان قد فتح الباب على بمرة وقال: بماذا تكون السلامة فى الدين؟ فقلت له: بترك الطمع فى المخلوقين، فأخذها كأنما كانت ضالة وجدها، فتبين من حاله أن الشيخ كان قد قال له: اذهب إلى موضع كذا فاكتل لك ثلاث ويبات، فذهب فاكتال لنفسه أرديا فيلغ ذلك الشيخ، فقال: أفرغوا ما اكتال فى موضعه وأعطوه ثلاث ويبات التى كنا أعطيناه إياها وقال الطمع ثلاثة أحرف كلها مجوفة، فهو بطر كله، فلذلك صاحبه لا يشبع أبدأ.. وكان يقول للناس أسباب، وسيبنا نحن الإيمان والتقوى، قال الله سبحانه ( ولؤ أن أقل القرى ء امنوا واثقؤا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض )(1) .
(0) وللأعراف: 96)
Shafi 81