============================================================
مكتبة القاهرة وأخبرنى بعض الصوفية قال: رأى شيخنا شيخه فى المتام بعد موته مقبوضا فقال له: يا أستاذ مالك مقبوضا؟ قال له: يا بنى القبض والبسط مقامان من لم يوفهما في الدنيا وفامسا فى الآخرة، وكان هذا الشيخ الغالب عليه فى حياته اليسط، وقوله من على بعد، اى: بعد شهود عدم استحقاق الإجابة أو من على بعد من دعواى لا صاف الربوبية أو من على بعد بوجود شهور الاساءة.
وقال الشيخ أبو الحسن: ما طلبت من الله حاجة إلا قطعت إساءتى أمامى، فإن قلت فحديث الثلاثة الذين دخلوا الغار فانحطت عليهم صخرة فدت ياب الغار، فقالوا ليذكر كل واحد منكم أرجى عمله، ذكر أحدهم بره بأبويه، والآخر عفافه عن ابنة عمه مع حبه إياها والتمكن منها، وذكر الآخر تثميره لأجر أجير إلا آجره، فلما وجده دفع ذلك كله إليه فكشف الله صا أنسزل بهم وزالت الصخرة عن فم الغار فخرجوا، وهذا معنى الحديث مختصرا رواه مسلم والبخارى فى صحيحيهما وغيرهم من الأثآمة.
فاعلم أن هؤلاء الثلاثة لم يذكر طاعتهم إلا وقد شهدوها فضلا من الله عليهم فتولوا إلى نعمته كما أخبر الله عن ذكريا بقوله تعالى (( ولم أكن بدعائك رب شقيما )(1) فتوسل إلى الله بسابق حن عوائده فيه وسألت امرأة يعض الملوك فقالت: إنك أحملت إلينا أول عام، ونحن محتاجون إلى إحسانك إلينا العام، فقال: أهلا عن توسل لإحسانتا بإحاتتا وأعطاها وأجزل لها العطاء، ومن فتح له هذا الباب جاز له الاخبار بطاعته ووجود معاملته لأنه حينتذ متحدث بنعم الله بانه وقد كان بعض السلف يصيح فيقول: صليت البارحة كذا كذا ركمة وتلوت كذا كذا سورة، فيقال له: اما تخشى من الرياء؟ فيقول: ويحكم وهل رأيتم من يرائى بفعل غيره وكان يفعل مثل ذلك، فيقال له: لما لا تكتم ذلك؟ قيقول: الم يقل الحق ببحاته (وأما بنعمة ربك فحدث (1) وأنتم تقولون لا تحدث.
وقال عين: كان الانسان بعد أن لم يكن وسيفنى بعد أن كان من كلا طرفيه عدم فهو عدم، ومعنى كلام الشيخ هذا: أن الكائنات لا يثبت لها رتبة الوجود المطلق، لأن الوجود الحق إنما هو لله وله الأحدية فيه، وإنما للعوام الوجود من حيث أثبت لها، فاعلم أن من (4) (الضحى: 11) () رمريم:4)
Shafi 129