97

Lataif Macarif

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

Bincike

ياسين محمد السواس

Mai Buga Littafi

دار ابن كثير

Lambar Fassara

الخامسة

Shekarar Bugawa

1420 AH

Inda aka buga

بيروت

Nau'ikan

Tariqa
﵉ شكرًا لله ﷿. فقال النبيُّ ﷺ: أنا (^١) أحقُّ بموسى وأحقُّ بصوم هذا اليوم، فأمَرَ أصحابَهُ بالصَّوم (^٢). وفي الصحيحين عن سَلَمة بن الأَكْوَعِ (^٣) ﵁: "أن النبيَّ ﷺ أَمَرَ رجلًا مِن أَسْلَمَ: أنْ أذِّنْ في النَّاسِ: مَنْ أَكَلَ فليَصُمْ بَقيَّةَ يومِهِ، ومَنْ لَمْ يَكنْ أكَلَ فلْيَصُمْ؛ فإنَّ اليومَ يومُ عاشوراءَ" (^٤). وفيهما (^٥) أيضًا عن الرُّبَيِّعِ (^٦) بِنْتِ مُعَوِّذ، قالت: "أرسلَ رسولُ الله ﷺ غَداةَ عاشوراءَ إلى قُرَى الأَنْصَار التي حولَ المدينةِ: مَنْ كان أصبَحَ صائمًا فليُتِمَّ صَوْمَهُ، ومَنْ كانَ أصبَحَ مفطِرًا فليُتِمَّ بقيَّةَ يومِهِ. فكُنَّا بعدَ ذلك نصومُهُ، ونُصَوِّم صِبيانَنا الصغارَ منهم، ونَذْهَبُ إلي المسجد فنجعَلُ لهم اللُّعْبةَ مِنَ العِهْنِ (^٧)، فإذا بكى أحدُهُم على الطَّعامِ أَعْطَيْناهُ إيَّاها حتَّى يكونَ عند الإِفطار". وفي رواية (^٨): "فإذا سألونا (^٩) الطَّعامَ أعطيناهم اللعبةَ تُلْهِيهِم، حتى يُتِمُّوا صَوْمَهُم. وفي الباب أحاديثُ كثيرة جدًّا. وخرَّجَ الطبرانيُّ بإسنادٍ فيه جَهَالة، أن النبيَّ ﷺ كان يدعو يومَ عاشوراءَ برُضَعَائِهِ ورُضَعَاءِ ابنتِهِ فاطمةَ فَيَتْفُلُ في أفواهِهِم، ويقولُ لأمَّهاتِهم: لا تُرْضِعوهُم إلى الليل، وكان ريقُهُ ﷺ يجزئهم. وقد اختلفَ العلماءُ ﵃، هل كان صومُ يومِ عاشوراءَ قبلَ فرضِ شهرِ رمضانَ واجبًا أم كان سنةً متأكدَةً (^١٠)؟ على قولين مشهورين؛ ومذهبُ أبي حنيفةَ أنَّه كان واجبًا حينئذ، وهو ظاهرُ كلام الإمام أحمد وأبي بكر

(^١) في آ: "أنا أحق بصوم هذا اليوم". (^٢) رواه أحمد في "المسند" ٢/ ٣٥٩ - ٣٦٠. (^٣) هو سلمة بن عمرو بن سنان الأكْوَع الأسلمي، صحابي، قيل: شهد مؤتة، وهو من أهل بيعة الرضوان. غزا مع النبي ﷺ سبع غزوات، وكان شجاعًا بطلًا راميًا عدَّاءً، وهو ممن غزا إفريقية في أيام عثمان، له ٧٧ حديثًا، توفي في المدينة سنة ٧٤ هـ، ﵁. (^٤) رواه البخاري رقم (٢٠٠٧) في الصوم، باب صيام يوم عاشوراء، وباب إذا نوى بالنهار صومًا؛ وفي خبر الواحد، باب ما كان يبعث النبي ﷺ من الأمراء والرسل واحدًا بعد واحد. ورواه مسلم رقم (١١٣٥) في الصيام، باب مَن أكل في عاشوراء فليكفّ بقية يومه. (^٥) صحيح البخاري رقم (١٩٦٠) في الصوم، باب صوم الصبيان؛ وصحيح مسلم رقم (١١٣٦) في الصيام، باب من أكل في عاشوراء فليكفّ بقية يومه. (^٦) هي الرُّبَيع بنت معَوِّذ بن عفراء الأنصارية، من بني النجار. لها صحبة ورواية، وقد زارها النبي ﷺ صبيحة عرسها صلة لرحمها. وأبوها من كبار البدريين، قتل أبا جهل. عمِّرت دهرًا، وروت أحاديث. توفيت في خلافة عبد الملك سنة بضع وسبعين، ﵂. (^٧) العهْن: الصوف. (^٨) هي عند مسلم رقم (١١٣٦) في الصيام: باب صوم يوم عاشوراء. (^٩) في آ: "سألوا". (^١٠) في ع: "مؤكدة".

1 / 104