Lataif Macarif
لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف
Bincike
ياسين محمد السواس
Mai Buga Littafi
دار ابن كثير
Lambar Fassara
الخامسة
Shekarar Bugawa
1420 AH
Inda aka buga
بيروت
Nau'ikan
Tariqa
في قبرِهِ، فنَبَشُوه ليأخذوا الفأسَ، فإذا عُنقُه وَيداهُ قد جُمِعَتْ في حَلْقَةِ الفأسِ، فردُّوا عليه الترابَ، ثم رجَعُوا إلى أهلِه فسألوهم عن حالِهِ، فقالوا: صحِبَ رجلًا فأخَذَ مالَهُ، فكان يَحُجُّ منه.
إذا حَجَجْتَ بمالٍ أصلُهُ سُحُتٌ … فما حَجَجْتَ ولكنْ حَجَّتِ العِيرُ
لا يَقبَلُ الله إلا كُلَّ صالِحةٍ … ما كل مَنْ حَجَّ بَيْتَ اللهِ مَبْرُورُ
مَنْ حَجُّهُ مَبْرورٌ قليلٌ، ولكنْ قد يُوهَبُ المسيءُ للمحسنِ. وقد رُويَ أن الله تعالى يقول عشيَّةَ عَرَفَةَ: "قد وَهَبْتُ مسيئكم لمحسِنِكُم". حجَّ بعضُ المتقدمينَ، فنامَ ليلةً، فرأى مَلَكَيْنِ نَزَلا من السَّماءِ، فقال أحدُهما للآخر: كم حجَّ العامَ؟ قال: ستمائة ألفٍ، فقال له: كم قُبِلَ منهم؟ قال: ستةٌ، قال: فاستيقظَ الرجُلُ وهو قَلِقٌ ممَّا رأى. فرأى في الليلة الثانية كأنَّهما نزلا وأعادا القولَ، وقال أحدهما: إن الله وَهَبَ لكل واحدٍ من الستةِ مائةَ ألفٍ. كان بعضُ السَّلفِ يقولُ في دعائه: اللهم إن لم تقبلْني فهبني لمن شئتَ من خَلْقِكَ. مَنْ رُدَّ عليه عملُه ولم يُقْبَلْ منه فقد يعوَّضُ ما يعوَّضُ المُصَابُ، فيُرحَمُ بذلك.
قال بعضُ السَّلفِ في دعائه بعرفةَ: اللهم إن كنتَ لم تَقْبَلْ حَجِّي وتَعَبِي ونَصَبِي، فلا تَحْرِمْنِي أجرَ المُصيبةِ على ترككَ (^١) القَبُولَ مِني. وقال آخر منهم: اللهم ارحمني؛ فإنَّ رحمتَكَ قريبٌ من المحسنين، فإن لم أكن محسنًا فقد قلت ﴿وكانَ بالمؤمِنينَ رَحِيمًا﴾ (^٢)، فإن لم أكُنْ كذلك فأنا شيءٌ، وقد قلْتَ: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُل شَيء﴾ (^٣)، فإن لم أكنْ شيئًا فأنا مصابٌ بِرَدِّ عَمَلِي وتعَبي ونَصَبِي، فلا تحرمْنِي ما وعدْتَ المُصَابَ من الرَّحْمةِ. قال هلالُ بن يساف (^٤): بلغنِي أن المسلم إذا دعا الله فلم يستجبْ له كُتِبَ له حسنةٌ. خرَّجه ابنُ أبيَ شيبةَ. يعني جزاءً لمصيبةِ رَدِّهِ.
(^١) في آ: "ترك". (^٢) سورة الأحزاب الآية ٤٣. (^٣) سورة الأعراف الآية ١٥٦. (^٤) في ط "يسار"، وهو هلال بن يساف، وقال: ابن إساف، الأشجعي الكوفي. كان ثقة، كثير الحديث. من الثالثة. (تهذيب التهذيب ١١/ ٨٦).
1 / 134