Waƙar 'Yanci da Shuru
لحن الحرية والصمت: الشعر الألماني في القرن العشرين
Nau'ikan
Abgelegene Gehöfet ، وظهرت معها بعض «العلامات» الدالة على طابع الشعر المعاصر: الصور التي لم تأت من الأفكار، بل ألفت بينها مجموعة من التركيبات اللفظية والصوتية، الاقتصار على «الهنا» و«الآن»، «تعقيل» اللغة إلى الحد الذي أصبحت معه قادرة على استيعاب الواقع الجديد بلا صيغ مسبقة أو كليشهات محفوظة، التشكك في العواطف والمشاعر التقليدية المتجانسة إزاء واقع قاس مجرد من كل عاطفة وتجانس، تجريد الشعر من عاداته القديمة وكأنه مريض يعالجه الطبيب من أدوائه المزمنة، واحتفاظه مع ذلك بنبض الشعر وعصبه الحي، على الرغم من مبضع الجراح وأدواته الحادة! ولا نبالغ إذا قلنا: إن عذاب الأسر والاعتقال والجوع والحيرة المطلقة أمام الأسئلة المصيرية «من أين؟ وإلى أين؟» التي أصبحت تغرز في جلد البشر بعد أن كانت من نوع القلق الفلسفي والميتافيزيقي الذي علاه الصدأ - كل هذا جعل الشعر ضرورة ملحة كالخبز والماء والعلب المحفوظة، التي كان يعيش عليها الشعراء بعد المحنة!
وبدأ الحوار النقدي مع الأسلاف، وسؤال النفس وحسابها، وبحث الشاعر عن اتجاهه وطريقه في ديوان لاحق لنفس الشاعر هو «رسائل المطر
Botschaften des Regens »، أو في قصائد كارل كرولوف
Karl Krolow (1915م-...)، تحولت القصيدة إلى أداة لا غنى عنها، سكين أو فتاحة علب محفوظة، إنها تستخدم في غرض حيوي أو يومي، دون أن يكترث الشاعر في كثير أو قليل بقيمة ما ينتجه، بل دون أن يسأل نفسه إن كانت له قيمة على الإطلاق، فالشاعر الذي تألم وجاع وأهين في معسكرات الأسر والاعتقال والسخرة، وراح يلتقط أعواد القش أو أدوات التعذيب والعصي التي ضرب بها ليصنع منها آلة موسيقية يعزف عليها، أو زخرفة تعزيه عن الجمال الذي حرم منه؛ هذا الشاعر لن يبالي بقيمة ما يكتب، لقد تخلى عن طموح سلفه القديم ودعاواه العريضة وأحلامه الضخمة، ورد الشعر إلى وظيفته البدائية عندما كان مرتبطا بضرورات الحياة الأولية ارتباط الأخ بإخوته، وعندما كان ينشر رموزه وعلاماته السحرية في حقل التجربة البشرية الضيق المحدود، إنه لا يحلم بإنشاء أسطورة أو سرد حكاية؛ لأنه يعي الأخطار المحدقة به من كل ناحية، أقصى ما يتطلع إليه أن يتمتم لنفسه بتعاويذه السحرية؛ ليحميها من الخطر المباشر الذي يتهدده، إنها ليست حكايات أو أساطير يرويها الآخرين، ولا هو يضني نفسه بالتماس الكلمة العذبة الرنين أو اللحن الموسيقي الصافي - كما كان يفعل آباؤه من الرومانتيكيين الجدد أو الرمزيين مثل: رلكه وجورجه وهسه ... إلخ - وليست القصيدة التي يفزع إليها من قبيل السحر؛ لأنه لا يبالي إن خرجت تعاويذه وتمتماته لنفسه، كما تخرج همهماته الآلات الصاخبة أو نشيج الأطفال الجياع، أو أصوات الأطلال المتداعية في المدينة المحتضرة ...
ومع هذا، فإن الشاعر إذا كان لا «يسحر» ولا «يطرب»، فهو لا يحرم نفسه من حرية اللعب، ها هو ذا واحد من أشعر أبناء الجيل القديم - وهو كرستيان مورجنشتيرن (1871-1914م)
Christian Morgenstern
يستنكر على بني وطنه ما اتهمهم به نيتشه من «الجد الوحشي»، فيبعث بنماذجه العجيبة في «أغاني المشنقة» (1905م)
Galgenlieder
عبثه البريء العميق الساخر، وها هو ذا يواخيم رنجلنتز (1883-1934م)
Joachim Ringelnatz
Shafi da ba'a sani ba