Laali Saniyya Fi Tahani Sultaniyya
اللآلئ السنية في التهاني السلطانية
Nau'ikan
وإني الآن أوافيكم بمرسومي هذا مصرحا بما حق علي من الشكر لكل من كانت له يد بيضاء في تأسيس هذا المعهد الشريف، وإيصاله لهذه الدرجة الممدوحة التي يغبطه عليها غيره داعيا له بالاستمرار في هذه الخطة الحميدة متمنيا لباقي المعاهد العلمية السير على منهاجه. وإني قد أمرت بتخصيص جائزتين من خزينتي الخاصة السلطانية سنويا: الأولى ستون جنيها، والثانية أربعون جنيها للأول والثاني من الناجحين في الامتحان السنوي من طلبة هذا المعهد اعتبارا من آخر السنة الدراسية الحاضرة. وأرجو الله سبحانه وتعالى أن ينير بصائرنا للسعي في أمور ديننا ودنيانا على ما يرضيه من الخير والتقوى وحسبنا في أعمالنا قوله عز وجل:
وأن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى * ثم يجزاه الجزاء الأوفى
صدق الله العظيم.
ثم تشرف بعد ذلك بمقابلة عظمته لجنة إدارة مدرسة القضاء الشرعي، فرفعوا إلى عظمته فروض الشكر لتنازله إلى زيارة المدرسة، وتعطفه بتنشيط القائمين بأمرها، فلقوا من لطف عظمته وعنايته ما أطلق ألسنتهم بالدعاء والثناء.
وقد نال شرف المقابلة معهم الطالبان الشيخ عبد الوهاب خلاف والشيخ محمد راضي عثمان، فقرأ أحدهما ما تيسر من القرآن الكريم وتلا ثانيهما خطبة لطيفة، فنالا الرعاية السلطانية والعطف العالي، وقد أنعم عظمته على كل منهما بساعة من الذهب مع سلسلتها. (3) في مدرسة المعلمين الناصرية
تأسست مدرسة دار العلوم (المعلمين الناصرية الآن) في سنة 1289ه/1872م في عهد وزارة مولانا السلطان الكامل للمعارف العمومية، فيكون قد مضى عليها اثنان وأربعون سنة وهي سائرة في طريق الرقي والتقدم، وقد تخرج منها من حين نشأتها إلى اليوم 614 معلما التحقوا بوظائف التعليم وغيرها بالمدارس الأميرية ومعاهد التعليم وبعض مصالح الحكومة ومجالس المديريات والمحاماة شرعية وأهلية، والموجود بها الآن من الطلبة 331 طالبا وفيها اثنان وعشرون أستاذا.
وقد تفضل صاحب العظمة مولانا السلطان فزار عند الساعة العاشرة والربع من صباح 3 ربيع الثاني سنة 1333 / 17 فبراير سنة 1915 مدرسة المعلمين الناصرية قادما من قصر عابدين بموكبه الحافل، فاستقبل عظمته في مدخل المدرسة صاحب السعادة إسماعيل حسنين باشا وكيل وزارة المعارف والمستر دنلوب مستشارها وحضرة صاحب العزة عبد الرحيم أحمد بك ناظر المدرسة وغيرهم من كبار الموظفين والمفتشين والمدرسين، وحيته ثلة من رجال البوليس التحية الواجبة. وبعد أن صافح عظمته جمهور المستقبلين دخل إلى المدرسة، فإذا تلاميذها كلهم في فنائها منقسمون إلى صفين، فلما طلع عليهم نادوا بملء أفواههم ثلاث مرات: «ليعش مولانا السلطان»، وأعاد المجتمعون هذا النداء ثم انصرف التلاميذ إلى صفوفهم بأسرع من لمح البصر وبدأ عظمته يتعهد الصفوف، فلما دخل إلى الفصل الأول أو الفرقة الأولى قرأ طالب سورة «الفتح» وتلا آخر الكلمة الآتية محييا بها عظمته قال:
يا صاحب العظمة!
إن سعي عظمتكم الكريم، ومزيد عنايتكم بزيارة دور العلم ومعاهد التربية وشغفكم برقيها وإسعاد أبنائها، لهو أجل منقبة تضاف إلى مناقبكم الغراء، التي كللتم بها تاريخ عظمتكم المجيد المملوء بالعمل الصالح للأمة المصرية من فلاحيها وصناعها إلى سراتها وعلمائها.
وإن زيارتكم لمدرستنا التي هي غرس يمينكم في عهد توليتكم نظارة المعارف المصرية؛ لأجمل ذكرى يسطرها التاريخ بين ابن بار وأب رحيم.
Shafi da ba'a sani ba