Laali Saniyya Fi Tahani Sultaniyya
اللآلئ السنية في التهاني السلطانية
Nau'ikan
ولهذا نؤمل من الصحف وأرباب الصحافة نفعا عظيما للأمة. إني أقدر الانتقاد حق قدره وأعترف بفوائده، ولكن حق الانتقاد أن يكون في محله وليس انتقادا مطردا، أو كما يقول الفرنسويون “Systėmalique”
لمجرد الطرق على سندان واحد. أما الفائدة العظمى التي تجني من الصحافة فهي النصائح المفيدة الخالصة للأمة وعلى الخصوص النصح بالاعتدال، فأرجو أن تكون صحفنا معتدلة، وأن تجعل الاعتدال رائدها، وأن تنصح قراءها أيضا بالاعتدال، فالخط المعتدل كما تعلمون أقصر الخطوط وأقربها إلى الغرض.
ويحسن بالجرائد أيضا أن تجعل لمطالبها ومقاصدها خططا معينة واضحة ولسياستها مبادئ معلومة ثابتة بحيث يعلم قراؤها منها سياستها وغايتها.
ثم التفت إلى الجالسين من الصحافيين عن يمينه وعن يساره وقال:
أرجو منكم رجاء صادرا من صميم فؤادي أن تعاونونا في خدمة وطننا، وأن توجهوا قوة صحفكم إلى ما فيه الخير للأمة، ولكم والله أسأل أن يوفق مساعينا، ثم وقف ووقفوا وحياهم وخرجوا من الحضرة داعين لعظمته بالعز والتأييد والعمر المديد. (9) زيارة عظمة السلطان للوكالة البريطانية
توجه صاحب العظمة السلطان حسين الساعة السادسة مساء الاثنين 21 ديسمبر يحف به الحرس السلطاني إلى الوكالة البريطانية، وكانت ثلة من الجنود الإنكليزية مصفوفة هناك، فلما وصل عظمته صدحت الموسيقى الإنكليزية بالنشيد المصري وأدت الجنود التحية، واستقبله جناب المستر ستورس عند أسفل السلالم في مدخل الوكالة، وصعد مع عظمته إلى أعلاها حيث كان باستقباله جناب المستر شيتام وكبار موظفي الوكالة، فاستقبلوا عظمته بمزيد الإجلال وساروا به إلى ردهة الاستقبال حيث قضى عظمته معهم نصف ساعة من الزمان ثم ودعهم فشيعه جناب المستر شيتام والمستر ستورس وسائر الموظفين إلى أسفل السلالم بما قابلوه به من الجفاوة والتعظيم، وكان بمعية عظمته في هذه الزيارة عطوفة رشدي باشا رئيس وزرائه وسعادة سعيد باشا ذو الفقار كبير الأمناء وسعادة إسماعيل باشا مختار سرياور عظمته. (10) الزينات في العاصمة
العلم المصري الجديد
وما توارت الغزالة وراء الحجاب وأسدل الليل جلباب الظلام حتى ردت أنوارها الأنوار الساطعة التي تلألأت في جميع أنحاء المدينة، فكان نورها يخطف الأبصار ويدهش الأنظار. وقد اشترك الآهلون على اختلاف طبقاتهم في إقامة الزينات الباهرات إكراما لذلك اليوم المجيد والعهد السعيد الذي دخلوا فيه، فكانت العاصمة كلها كأنها في مهرجان فخيم وفرح عظيم، ولم تقتصر الزينات على العاصمة بل اشتركت مدينة الإسكندرية وعواصم المديريات فبرهنت بما أقامته من الزينات الباهرة على ما خامر أفئدة الجميع من السرور والانشراح.
يا من رأى العلم المصري قد سطعت
في أفق مصر له بالنصر أنوار
Shafi da ba'a sani ba