كتاب شفاء الامراض فنقول انه لما كانت الاحوال التي ليست بطبيعية صنفين امراض اواعراضا تتبع الامراض وكانت الامراض ايضا صنفين اما امراض منسوبة اولا الى الاعضاء االمتشابهة الاجزاء وثانيا الى المركب وتلك /هي اصناف سوء المزاج الثمانية المادي وغير المادي واما امراض منسوبة الى الاعضاء الالية وجب ان نبتدي اولا فنعرف وجه الحيلة في ازالة الامراض المنسوبة الى المتشابهة الاجزاء المادي منها وغير المادي ثم نعرف كيف الحيلة في ازالة امراض الاعضاء الالية ثم نسير بعد ذلك الى شفاء الاعراض فانها وان كانت منطوية بالقوة في شفاء الامراض اذ كان بزوال المرض يرتفع العرض من جهة ما هو مسبب له فان في تخصيصها بالقول منفعة ما سننظر فيها بعد. فلنبتدي اولا بالقول في الامور العامة الذي بها يكون ازالة الامراض المتشابهة الاجزاء مادية كانت وغير مادية ثم نصير الى القول في نوع نوع منها وذلك بحسب الترتيب الانفع ها هنا فنقول ان الغرض في شفاء المزاج الغير مادي هو غرض واحد فقط وذلك ابطاله وصرفه الى الحال الطبيعية وذلك انما يكون بالذات واولا بضده كما قيل شفا للضد والاضداد التي بها تبطل الاصناف الحادثة من سوء المزاج في بدن الانسان هي الادوية اكثر ذلك والاغذية المضادة بقواها الاول لسوء المزاج المرضي اعني اذا كان حارا يابسا كان شفاؤه بالاغذية والادوية الباردة الرطبة وانما قلنا ان ابطال سوء المزاج انما يكون او لا وبالذات عن ضده لانه قد يتفق ان يبطل بالعرض عما هو من نوعه مثال ذلك ان الماء البارد قد يبطل سوء المزاج البارد بسده لمسام البدن وعكسه الحرارة الغريزية الى قعر البدن لاكن هذه المداوات ينبغي ان تحذر كل الحذر ولا تستعمل الا حيث الضرورة والاطباء اكثر ما يستعملونها في هذه الصناعة كما سيلوح لك واما الغرص من ابطال سوء المزاج المادي فشيئان احدهما استفراغ المادة والاخر اصلاح المزاج الحادث عن المادة في العضو المستفرغ والذي به يكون الاستفراغ اشياء احدها فصد العروق والثاني شرب الادوية المسهلة والمقيئة والحقن. وبالجملة جميع الادوية الملطفة المقطعة التي تدر البول والعرق وتلين الطباع وهذا النوع من افعال الادوية انما يكون لها بقواها الثواني والثوالث والخواص كما ان ابطال سوء المزاج المفرد انما يكون لها بالكيفيات الاول وقد يكون الاستفراغ بالتجويع والرياضة والاستحمام والتدلك الا ان الاستفراغ بالرياضة انما يمكن فيمن لم يمرض بعد فاما المرضى فليس يمكن فيهم الاستفراغ بالرياضة واما الاستفراغ بالفصد فقد يوقف على انه فعل طبي بالتجربة والقياس اما التجربة فيحصل عنها علم ذلك لمن زاول شياء من اعمال هذه الصناعة. واما القياس فانه يظهر ذلك به من جهتين احداهما انا نرى الطبيعة تشفي باستفراغ الدم في كثير من الامراض الدموية وكذلك ايضا يشفي باستفراغ الاخلاط انفسها وهذا هو ادل دليل على استعمال الاستفراغ بالادوية المسهلة وغير المسهلة في شفا الامراض واما الوجه الثاني الذي يمكن ان يظهر به ان الفصد علاج طبي في سوء المزاج المادي فهو انه غير ممتنع ان يكون بعض الناس يسرف في تدبيره في المطعم والمشرب حتى يجتمع في بدنه من الدم كمية زايدة على المجرى الطبيعي والزيادة ينبغي ان تستفرغ ضرورة وليس يكفي في مثل هذه الرياضة ولا التجويع لان هذه انما تحلل من البدن مقدارا يسيرا بالاضافة الى ما يحتاج من استفراغ من به الامتلاء الذي بحسب التجاويف ولذلك حكى جالينوس انه جاه فتى شاب فذكر له انه كان يرى في نومه كانه يسبح في بركة من دم وراى علامة غلبة الدم عليه ظاهرة فامره بالفصد فمشى الفتى الى بعض الاطباء الذي كانوا على راي ارسطراطيس في ترك الفصد فامره بالرياضة فلما شرع الفتى في الرياضة تحللت اخلاطه وذابت فانطفت حرارته الغريزية دفعة على جهة ما ينطفي السراج عن الزيت الكثير اذا صب عليه دفعة فاما في اي موضع يستعمل واحد واحد من هذه الاستفراغات او اكثر من واحد منها فقد ينبغي ان نحددها اولا وحينئذ نسير الى معالجة صنف/ صنف من اصناف سوء المزاج بعد ان نعدد ايضا الامور التي يستدل منها اما استدلال موافقة واما استدلال مضادة على كمية الاستفراغ وابطال سوء المزاج وتلك هي طبيعة المرض والقوة والمزاج والسن والبلد وساير الاشياء التي تذكر بعد. فنقول ان الاستفراغ انما يجب بالجملة متى خرجت الاخلاط في جميع البدن او في عضو من اعضايه عن طبيعتها اما في الكمية واما في الكيفية او في كليهما فخروجها في الكمية يعرض عنه الصنف من الاعياء المعروف بالتمددي وهو الامتلاء المعروف امتلاء بحسب الاوعية. واما الامتلاء المعروف بحسب القوة فيكون عن خروج الاخلاط في الكمية والكيفية حتى يثقل القوى الغاذية والقوى المحركة وبالجملة القوى الفاعلة ضرورة لانه اذا ضعفت القوى لم تفعل في الاخلاط الفعل الطبيعي وكثيرا ما يتبع هذا الصنف من الامتلاء الحالة المسماة اعياء قروحي لرداة الاخلاط الموجودة في هذا الصنف من الامتلاء فهذه هي جميع الاحوال التي متى كانت في جميع البدن او في عضو منها اقتضت الاستفراغ. واما الحالة التي ينبغي ان يستفرغ فيها الدم اولا واكثر ذلك فهي الحالة التي تخرج فيها الاخلاط في البدن عن كميتها الطبيعية وذلك ليس اكثر من تزيد الدم في كميته اذ كانت الاخلاط محمولة فيه بالقوة وهذا التزيد كثيرا ما يصحب عنه الاعياء الممدد كما قلنا واما الحالة الثانية التي ينبغي ان يستفرغ فيها لاكن دون هذا الاستفراغ فمتى كان خروج الاخلاط في كميتها وكيفيتها معا وبخاصة متى كانت كيفية غير مضادة لطبيعة الدم ولا بعيدة من جوهره كالاخلاط الخامية وهذه الاحوال سواء كانت في جميع البدن او في عضو منه الا انها متى لم يكن الا من عضو واحد او اكثر من عضو وبالجملة متى لم تكن في جملة البدن فقد يكون الاستدلال الماخوذ من طبيعة جملة البدن في اكثر الامر استدلالا مضادا لاستفراغ ذلك العضو والاعضاء على ما سنقول بعد وقد يستعمل استفراغ الدم في هذه الصناعة بضرب من العرض وذلك في امراض الاستفراغ مثل استعمالهم الفصد في قطع الرعاف وقطع دم البواسير وغير ذلك لاكن هدا كما قلنا من الاستعمال العرضي فينبغي ان يتجنب ما وجد السبيل الى غيره وقد يستعمل هذا النوع من الاستفراغ في نقل المادة عن العضو فقط الى ضد الجهة لا ان نقصد بذلك خروجها عن البدن واكثر ما يستعمل هذا مع قلة الدم ورداة كيفيته وقد يجتمع هذان الغرضان في استفراغ الدم وذلك حين يقصد استفراغ المادة الفاعلة للمرض وحفظ تزيد المرض. واذا قصد الاستفراغ فقط كان شق العرق في اقرب موضع من العضو الالم فقط واذا قصد تميبل المادة الى جهة اخرى كان شق العرق في اكثر الاعضاء مضادة في الموضع للعضو العليل واذا قصد الغرضان جمعا معا والاستفراغ الاول يسمى جذب استقامة والثاني جذب مخالفة فاما في اى موضع يجب ان يجمع الامرين جميعا او ان يرجح احدهما على الاخر فسيبين من قولنا عند معالجة امرا الاعضاء انفسها ولهذا السبب بعينه لم تكن العروق المقصودة عروقا واحدة باعيانها في جميع الامراص بل يقصد في بعض الامراض الباسليق وفي بعضها القيفال وفي بعضها الاكحل وربما فعلنا ذلك من اليد اليمنى وربما كان ذلك من اليسرى كما سياتى بعد فهذه هي المواضع التي فيها يستفرغ الدم والاغراض المقصودة في استفراغه. واما المواضع التي فيها يستفرغ بالدواء المسهل فهي اولا خروج الاخلاط في كيفيتها فقط وذلك الذي يعون برداة الاخلاط هذا متى لم تكن الاخلاط في كيفيتها خروجها انما هو الى الخاصية. واما الموضع الثاني الذي قد يسعمل فيه الدواء فهو اذا اجتمع الامران جميعا اعني خروج الاخلاط في الكمية والكيفية وحينئيذ يجب الجمع بين الاستفراغين لاكن اي الاستفراغين ها هنا يجب ان يقدم موضع نظر فقد حكى الرازي في التجاريب المرستانية انه راى قوما مشرضين فصدوا من غير ان يسهلوا فمانوا وذلك ان الكيفية الردية كانت مغمورة بالكمية فلما ظهرت بالفعل قتلت وقد نرى ايضا بعض مواضع يضطر فيه الى تقديم الفصد لضيق الوقت ولظهور الانتفاع به سريعا والحق انه يجب ان يقدم اهمها في الغرض المقصود. وقد قال ابو مرون بن زهر انه لا ينبغي ان يستعمل الفصد الا بعد تليين الطبيعة ولعل ذلك لان الاعضاء اذا استفرغت من الدم جذبت من الثفل ما ليس شانه ان يتغذا به وذلك لموضع استفراغها فتعتريها رداة كيفية مع انه قد يكون ذلك سببا لتحجر الثفل وذلك انه اذا امتصت منه الاعضاء الرطوبة وبين قولنا دواء ملين ومسهل فرق فان المسهل هو الجذاب والملين هو المقطع او المزلق وما اشبه ذلك مما يعين على اخراج الثفل فقط. واما متى كان خروج الاخلاط في كيفيتها انما هو الى الخامية والغلظ فليس ينبغي حينيذ ان يستعمل الفصد ولا الاسهال اما الفصد فالامر فيه بين واما الاسهال فلانه لا يجيب الى الخروج لعسرها وتخرج الاخلاط الجيدة وجالينوس يستعمل في استفراغ هذه اما من قبل ان يحم صاحبها بالادوية فقط المسخنة الملطفة واما اذا حموا فالذلك مع الادوية الملطفة القليلة الاسخان وقد فصل كيف استعمال ذلك قبل الحمى في كتاب حفظ الصحة وسنفصل بعد كيف استعمال ذلك مع الحمى وقد يستعمل ايضا الاسهال بالدواء بضرب من العرض في مداواة الاسهال وذلك على جهة اخراج الخلط الفاعل للاسهال لاكن مثل هذا الاستعمال هو غير مامون وذلك انه وان كان يقاوم السبب فهو يزيد في المرض ضرورة زيادة عظيمة وهو بالجملة من باب المداواة بالشبيه لا بالضد والحقن انما تستعمل اكثر ذلك عندما يقصد بها استفراغ ما في الامعاء انفسها او من جهة جذب المخالفة فان اخراج الاخلاط بالدواء قد يقصد منه هذا الغرض ولذلك يحمد القيي في الامراض السلفية كما يحمد الاسهال في الامراض الفوقية وقد يستعمل الحقن حيث لا يمكن الدواء المسهل اما لان العليل لا يقدر ان يزدرد شياوامالان المعدة منه او الكبد مؤفة فينكوها مرور الدواء به واما الاستحمام فانما يستفرغ الاخلاط الرقاق فقط ولذلك لا يستعمل في الامراض التي هي عن اخلاط غليظة الا بعد النضج وذلك انه اذا استعمل والاخلاط غليظة ذوبها ولم يومن انتشارها في البدن وانصبابها الى الاعضاء الرئيسية. واما الاستفراغ بالتجويع فهو ايضا احد ما يستعمل في الامراض وبخاصة الغريبة المنتهى الحادة على ما سيظهر من قولنا فهذا هو القول في جميع الاشياء التي يداوا بها سوء المزاج المادي وغير المادي والمواضع التي تستعمل فيها صنف صنف من هذه الاصناف او اكثر من صنف واحد وقد ينبغي بعد ان ننظر في الامور التي يستدل منها على هذه الاشياء استدلال موافقة فيزاد في كمية الاستفراغ او استدلال مخالفة فينقص من كمية الاستفراغ ومن ادخال الضد او ترك استعماله اصلا وبخاصة الاستفراغ فانه يظن ان ها هنا مواضع لا يجب ان يستفرغ فيها وان اقتضت ذلك كل الاقتضاء طبيعة المرض وكذلك يشبه ان يكون ثم ايضا مواضع هذه حال استعمال الضد فيها اعني انه يجب الا تستعمل اصلا وان اقتضت طبيعة المرض استعمال ذلك فنقول انه لما كان قصدنا اما في ابطال سوء المزاج غير المادي فيرده الى ما كان عليه ولم يكن يتهيا ذلك الا بان يكون الضد الذي يقابله في درجته من الخروج وجب ان نعنى بمعرفة مقدار خروج البدن من الصحة الى المرض وذلك انما يكون بمعرفة مزاج البدن الصحي قبل فيلزم لهذا ان يكون احد ما يستدل عليه من استعمال كمية الضد هو مزاج البدن الطبيعي وسنه والبلد ايضا والفصل من اوقات السنة والتدبير وذلك ان هذه كلها يحدث في الابدان الصحيحة احوالا ما والعادة ايضا قد يظن انها تنفع في هذا المعنى على ما سيلوح بعد/ لاكن من غير هذا الوجه وكذلك القوة والسبب والعرض فان هذه كثيرا ما يكون الاستدلال منها مضادا للاستدلال من تبريد سوء المزاج وتسخينه وذلك انما يلحظ اكثر ذلك اعني السبب والعرض والقوة حيث يكون السبب في سوء المزاج مادة. واما اذا كان سوء المزاج الغير مادي في عضو ما فقد يستدل على مقدار ادخال الضد عليه من مزاج العضو نفسه ومن منفعته ومن مشاركته ومن وضعه ومن ذكاء حسه. واما الاستفراغات التي يداوى بها المزاج المادي فلما كان القصد منها انما هو ان يستفرغ الزايد فقط لا اقل من ذلك ولا اكثر وجب ايضا ان نعرف الاشياء التي تكون اسبابا في زيادة المواد في بدن الانسان وفي نقصانها وتلك هي طبيعة البدن ومزاجه فان بعض الابدان يكثر فيه تولد خلط من الاخلاط والمواد وكذلك ايضا سنة والفصل من اوقات السنة والبلد والتدبير وانقطاع ما جرت العادة بسيلانه مثل انقطاع دم البواسير او دم الطمث او قطع الرياضة او استفراغات بالجملة اعتادها الانسان وللعادة في هذا مدخل ما والقوة من اكثر الاشياء التفاتا في هذا الجنس فانها كثيرا ما تضاد طبيعة المرض في استفراغ واعني هنا بالقوة القوى الفاعلة كالقوة النبضية وبالجملة الغاذية والقوة المحركة. وقد يوخذ ايضا الاستدلال على مقدار الاستفراغ في جميع البدن من الاعضاء المؤفة وبخاصة الرئيسية كمن به مرض يوجب فصده وهو ضعيف فم المعدة واما اذا كان المقصود بالاستفراغ عضوا ما من اعضاء الابدان فقد يوخذ الاستدلال على استفراغه من وضعه ومشاركته ومنفعته وحسه وشكله وهيئته ومن حالة ذلك العضو ايضا من جميع البدن فانه ربما شهد له البدن بالاستفراغ وربما لم يشهد له وذلك فان لا يكون في ذلك البدن الا في ذلك العضو والحمل ايضا في النساء من احد ما يستدل له على مقدار الاستفراغ او عدمه فهذه هي جميع الاشياء التي يستدل منها على مقدار استعمال الضد في الشفا او لا استعماله اصلا وعلى مقدار الاستفراغ او لا استفراغ اصلا وينبغي ان نقول في قوة دلالة كل واحد منها ووجه دلالته وذلك في الصنفين جميعا اعني في استعمال الضد والاستفراغ اذ كان ليس طريق لعلاج سوء المزاج غير هذين الطريقين ونبتدي من ذلك بوجه دلالتها على استعمال الضد فنقول اما المزاج فاذا كان مناسبا للمرض وكان البلد ايضا كذلك والسن فان الاطباء زعموا ان مثل هذا السوء مزاج لم يخرج في مثل هذا المرض عن الطبيعي خروجا كثيرا مثال ذلك ان يكون شابا حار المزاج في بلد حار وزمان صيف اصابته حمى حادة فيلزم على هذا ان يكون شفاؤه بالبارد الذي ليس بقوي البرد قالوا واما متى كان المزاج والسن والبلد والفصل غير مناسب للمرض فقد تباعد هذا البدن عن مزاجه الصحي بعدا كثيرا فينبغي ان يقابل هذا بما هو اكثر تضادا مثال ذلك ان يكون شيخ بارد المزاج قد مرض في بلد بارد وفصل بارد من مرض حار فان هذا على قياس اقاويلهم يحتاج الى ادواء اكثر تبريدا وهذا كله خلاف ما تقتضي المشاهدة فانا نجد الفتا الذي وصفنا قبل ليس ينتفع بشي من التبريد والترطيب الا الذي يكون في الغاية كما الدلاع وماء الخيار ونجد الشيخ الذي بهذه الصفة متى سقناه ماء الخيار هلك ضرورة وخمدت حرارته الغريزية فنقول ان وجه الغلط في ذلك هو ان يوضع خروج بدن الشيخ الذي بهذه الصفة في سوء المزاج الحار وبعده عن مزاجه الطبيعي هو بعينه خروج بدن الشاب الذي وصفنا في سوء المزاج الحار الذي اصابه عن مزاجه الطبيعي فضلا عن ان يكون خروج بدن الشيخ اكثر منه لانه لو كان الامر هكذا للزم ان تكون المبردات المستعملة في بدن هذا الشيخ هي المبردات المستعملة في بدن الشاب او اكثر تبريدا كانك قل ادوية في الدرجة الرابعة او الثالثة من البرد وليس الامر في نفسه هكذا لانا متى انزلنا شابا صفراويا/ هو من مزاجه الطبيعي في الدرجة الاولى من الحرارة واصابته حمى خرج بها مزاجه الى الدرجة الثانية فهذا انما خرج درجته مثلا عن مزاجه الطبيعي وشفاؤه ليس يمكن ان يكون بما هو بارد في الثانية لشدة استحالة الادوية الى الجوهر النارى في بدن هذا الشاب ودلك لبعده في الحرارة عن المزاج المعتدل واما الشيخ الذي ذكرنا فلنفرض مزاجه الطبيعي من البرودة في الدرجة الاولى وهو قد مرض مرضا خرج به الى الدرجة الثانية من الحرارة فهذا ضرورة قد تباعد عن مزاجه الطبيعي كما قيل اكثر مما تباعده الشاب لان الشاب تباعد درجة وهذا درجتين او ثلث درج الا ان الشيخ يهلك قبل ان يخرج الى هذه الدرجة ولذلك الذي يشعى الشيخ الذي قد مرض مرضا حارا في الغاية من الحرارة هو دواء في الدرجة الثانية من البرودة لا اكثر من ذلك لانه ان كان ابرد من ذلك حطه عن مزاجه الطبيعي فقتله اذ كانت الاعضاء الاصلية من الشيوخ باردة وايضا فليس في بدن الشيخ جودة استعداد لان تستحيل فيه الادوية في هذا المرض الى جوهر ناري كالحال في الفتيان فالشيوخ بالجملة ولو مرضوا امراضا هي اي الغاية من الحرارة ليس ينبغي ان يتجاوز بهم الدرجة الثانية من البرودة وذلك انهم وان كانوا كما قلنا قد بعدوا عن مزاجهم فلم يبعدوا بعد الشباب لان الشيخ لا شك يهلك قبل ذلك وايضا فلو قدرنا شيخا يخرج في الحمى المحرقة الى الدرجة بعينها التي يخرجها الشاب وامكن فيه ان يعيش وقتا ما لما امكن ان يداوي لان الادوية الباردة التي تضاد ذلك المزاج كانت تعود فتفسد اعضاؤه الاصلية بردها فكان يزيد ذلك الخروج بعدا عن الاعتدال والبعد عن الاعتدال هالك او مرض ضرورة وايضا فلو سلمنا وجود مثل هذا فادويته ادوية الشباب بعينها ضرورة واما الشاب فلو اعطي ادوية تبرده اكثر من مزاجه الاصلي لكان ذلك صلاحا به لانه كان يقرب من الاعتدال بذلك. واحد ما يتدبر به صحة الفتيان هو رد امزجتهم الى الاعتدال كما قيل في كتاب الصحة وهذا ايضا احد اسباب في احتمال الشبان الادوية التي في غاية البرد فعلى هذا ينبغي ان تفهم الامر في وجه دلالة السن والمزاج والبلد والفصل مع مناسبة المرض او لا مناسبته وقد يسئل سايل فنقول كيف يمكن ان يتوهم شيخ بهذا الصفة يمرض مرضا حارا فان الاخلاط ليس تنزل من السماء وانما تكون في الابدان فنقول انه غير ممتنع ان يعرض ذلك من جهة التدبير والاغذية واما متى فرضنا الاغذية والتدبير مناسب فليس يمكن فيه ضرورة ان يعرض له مرض حار فان الامراض انما يكون حدوثها كما قيل في كتاب المرض من احد شيئين اما من قبل مزاج الاعضاء انفسها واما من قبل الاشياء التي من خارج واذا كان الهواء والمزاج والسن والبلد مضادا لمرض هذا الشيخ فلم يبق شيء يكون سبب هذا المرض الا الاغذية والتدبير وينبغي ان يفهم ها هنا مع الفصل الطبيعة الجربية الذي تكون لذلك الفصل في تلك السنة والهواء بالجملة متى كان مضادا للمرض فينبغي للطبيب ان يفرح به ومتى كان مناسبا له فينبغي للطبيب ان يسعى في صلاحه وذلك بان يميله الى ضد المزاج الذي هو عليه وان كان حارا ابرده وجعل مسكن العليل في البيوت الشمالية واجرى فيها المياه من علو وفرشه بالازهار الباردة وان كان باردا سخنة بوقد النار فيه وتوحي المساكن الشرقية او القبلية وسد الابواب واما كيف يتصور الاستدلال في مثل هذا التداوي من العادات فان الماء البارد مثلا الذي نسقيه في الحميات المحرقة كما سيقال بعد اذا كانت عادة العليل شربه في صحته فينبغي الا يتخوف عليه من شربه وان كانت كبده او فم معدته باردة واما ان لم تكن عادته فاما الا تسقيه الماء البارد اصلا واما ان اسقيناه فاقل كمية واقل بردا وذلك ان العادة من شانها ان تصير الضد شبيها وملايما وذلك ان الضد متا ورد عليه ضده شيا فشيا وطال وروده عليه استعد بذلك لمقاومته ومتى ورد عليه دفعة من غير ورود متقدم افسده ولذلك متى هجم على الابدان الحر او البرد مرضت وهذه احد الامور المقصودة في تدريج الفصول /لان الابدان لو خرجت من فصل الشتا الى فصل القيظ دفعة لهلكت وقد بلغ من تاثير العادة ان قوما فيما زعموا تعودوا السموم على تدريج فان تناولوا منها اولا مقدارا يسيرا ولم يزالون يزيدون شيأ شيأ فيما يتناولون منها حتى صارت لهم اغذية او عادت لا تضرهم اصلا ولهذا السبب بعينه ينبغي للطبيب ان يبدل الادوية في العلاج وذلك انه اذا دام على الدواء الواحد الفته الطباع فلم تتاثر عنه واما القوة فالامر فيها ايضا ظاهر انه يجب ان يكون احد ما يتامل عند المعالجة وبخاصة المعالجة التي تكون بالاستفراغ. واما المعالجة التي تكون بمقاومة الضد فقد يظهر ان القوة تجب ان تتامل فيها ايضا مثال ذلك اصحاب الدق فان الاستحمام بالماء البارد يشفيهم لاكن اذا صاروا الى حد قد ضعفت فيه قواهم لم يومن ان ينكا الماء اعضاهم الاصلية فيكون ذلك سببا لهلاكهم كما حكى جالينوس عن الفتى الذي كان به سوء مزاج غير مادي في معدته حار وكان الاطباء يحمونه الماء فلما اشتد به الالم شرب ماء كثيرا دفعة بقصد ان يموت اذا رأى ان الموت خير له من تلك الحياة فبريء من سوء المزاج الذي في معدته الا انه حدر منه المري فمات لانه لم يقدر ان يبتلع شيا فاما سوء المزاج اذا كان مع عادة وهي الحال التي يحتاج فيها الى جميع النوعين من العلاج فقد يكون الاستدلال الماخوذ من مضادة سوء المزاج مخالف للاستدلال الماخوذ من استفراغ المادة مثال ذلك في الحميات العفونية فانها من حيث هي سوء مزاج حار يابس يحتاج الى التبريد والترطيب الا ان التبريد مما يعجج الخلط الفاعل لسوء المزاج. وفي مثل هذا الموضع يحتاج الطبيب ان ينصرف الى اهم الامرين من غير ان يفعل الاخر. مثال ذلك ان الاهم في حمى الصفراء ابطال سوء المزاج واما اذا تساويا في مقدار الخطر فينبغي ان نصرف العناية اليهما بالسواء. واما اذا لم يهم سواء المزاج فينبغي ان يبدا اولا بقطع السبب فانه لا سبيل الى تمام البرء الا بهذه الجهة. وهكذا ينبغي ان يفهم الامر في الامراض المركبة والعرض المضاد للمرض مثل الحمى والغشى فان الحمى تقتضي التبريد والغشي يقتضي التسخين وايضا فان الغشي يقتضي التغذية والحمى تقتضي الاستفراغ على ما سيقال بعد. وينبغي ان تعلم ها هنا ان العرض المضاد للمرض انما يكون ضرورة تابعا لمرض حادث مضاد للمرض الاول مثل الغشي العارض عن الاستفراغ المضاد للامتلاء. واما اذا كان سوء المزاج ليس السبب فيه مادة فليس يلفى فيه هذا الاستدلال كالحال في حميات يوم وكذلك سوء المزاج اذا كان عارضا عن الاشياء التي من خارج وغير متمكن لمن يستدل عليه من القوة كالحال في هذه الحمى فهذه هي الاشياء الماخوذ منها الاستدلال على معالجة سوء المزاج الغير مادي اذا كان في جميع البدن. واما اذا كان في عضو منه فانه يستدل عليه كما قلنا بمزاج العضو مثال ذلك الدماغ فان الاطباء يقول اذا اصابه سوء مزاج بارد استدللنا على ان علته يسيرة فتكون مداواته بالاشياء الضعيفة الحرارة. واذا اصابه سوء مزاج حار استدللنا بذلك على انه قد خرج من مزاجه خروجا كثيرا فعالجناه بالاشياء البالغة بالبرد هذا هو قياس قولهم في ساير الاعضاء وان كانوا لم يصرحوا بذلك في الدماغ وهذه المسئلة بعينها هي مسئلة الشيخ والشاب بل متى احتجت ان تسخن الدماغ فسخنه بلا توق ومتى احتجت ان تبرده فتوق ان تضره وكذلك ساير الاعضاء الباردة كالعصب والاعضاء الحارة ينبغي ان تبردها بلا توق والا تسخنها اذا بردت الا وانت حذر من ان تضر بها وكذلك اليابسة والرطبة فان كل موجود انما يدخل الضرر عليه من جهة الاسطقس الغالب عليه. واما منفعة العضو فاذا كانت في البدن كثيرة وكان رئسيا له افعال كثيرة فهو احوج شيء الى توفير قواه وانما كان ذلك كذلك لمشاركة امثال هذه الاعضاء للقلب الذي هو ينبوع الحرارة ومعدن الحياة ولذلك لا ينبغي ان يصرف في ادخال الضد على مثل هذه الاعضاء وبخاصة الكيفية الباردة ولهذا ما يتوق اذا حدث بالكبد مزاج حار ان تبرده بالاشياء الباردة في غاية التبريد. وان كان هذا الاستدلال هو على مقدار الاستفراغ ادل اعني الاستدلال الذي يكون من جهة شرف العضو. واما مشاركته فقد يوخذ منها ها هنا ايضا استدلال فان فم المعدة لمشاركته للدماغ ينبغي الا تبرد تبريدا شديدا وان اصابه سوء مزاج حار لمشاركة العضو البارد وكذلك الكبد لا ينبغي ان تبردها تبريدا شديدا لمشاركتها للقلب وبالجملة فينبغي في استعمال الضد في الاعضاء الرئيسية ان تشد العناية بامر القلب لموضع مشاركته لهذه الاعضاء فانه جميعها بالقوة وان كان واحدا بالفعل على ما تبين في كتاب الصحة فمتى كان في الكبد سوء مزاج حار فينبغي ان يقصد مع تبريده تبريد القلب ايضا بالادوية التي تفعل ذلك فانه غير ممتنع ان يكون السبب في سوء مزاح الكبد القلب او يعود ضرورة سوء مزاج الكبد فيوثر في القلب فلهذا ما ينبغي الا تهمل العناية بامر القلب في الاعضاء الرئيسية وليس ينبغي ان يفهم هذا في التبريد والتسخين والترطيب والتيبيس بل وفي جميع الافعال من التقوية وغير ذلك من الافعال الثواني والثوالث. واما الاستدلال من الوضع ها هنا فظاهر ايضا وذلك ان سوء المزاج اذا كان في عضو ظاهر الجسم لم يحتج من الادوية الى ادوية قوية الكيفيات. واما اذا كان داخل البدن فانه يحتاج الى ادوية قوية لانها تضعف عند مرورها بساير الاعضاء كالحال مثلا في الرئة فهذا هو القول في دلالة هذه الاشياء على كمية المعالجة في الضد وقد ينبغي ان نقول بعد في دلالتها على كمية الاستفراغ وبخاصة نوعي الاستفراغ الذي هو الفصد والاسهال. فنقول اذا اقتضت طبيعة المرض الفصد فيبقى ان ننظر ايضا الى السن والهواء والمزاج والتدبير والعادة فان كان جميع هذه مناسبا للمرض فليقدم على الفصد من غير توق وكذلك ايضا متى لم يكن في البدن عضو رئيسي به افة او مرض يضاد بذلك دلالة الاستفراغ مثل ان يكون بارد فم المعدة او يكون في البدن حالة لا يصلح معها استفراغ الدم مثل التخمة او يكون العليل له مريض اياما حتى ضعفت قوته. اما السن الذي يناسب اخراج الدم فهو سن الشباب واما السن الذي يقع فيه الفصد في غير سن الشباب لاكن ممن بعد ان تنقص من كميته فهو من اول الاسبوع السادس في الاكثر الى السبعين وان كان قد يوجد من يتحمل الفصد وهو ابن ثمانين. واما من دون الاسبوعين على راي جالينوس فلا يفصدون اصلا وان حثت على ذلك طبيعة المرض كل الحث قال ابو مرون بن زهر اما انا ففصدت ابنا لي من ثلث سنين وانقذته بذلك من الموت واما القوة فاذا كانت ضعيفة جدا فليس ينقص من كمية الفصد بل قد يمتنع منه اصلا وان كان ذلك العليل لا يعيش دون ان يفصد لم يكن سبيل الى برءه كالحال في كثير من امراص الشيوخ. واما الفصل المناسب لاخراج الدم فهو فصل الربيع. واما فصل الصيف فيضاد اخراج الدم لضعف القوى فيه وتحلل الارواح لاكن اذا اوجب ذلك طبيع المرض فانما له تاثير في كمية الاستفراغ فقط. واما فصل الشتا فيضاد ايضا الفصد لجمود الدم في ذلك الفصل وغلظه. واما فصل الخريف وان قارب ان يشبه الربيع في اعتداله في البرد والحر فلموضع يبسه وتشتت القوى فيه وضعفها من فعل الصيف المتقدم قد لا يلايم ايضا ذلك الفصد لاكن هذه كلها انما تنقص من كمية الاستفراغ اذا اوجبت ذلك طبيعة المرض. وان كان المقصود بالفصد عضوا ما من اعضاء البدن ولم يكن الامتلاء الا في ذلك العضو كان دليلا على نقصان كمية الدم. وينبغي في مثل هذه المواضع ان تخرج في مرتين او ثلاث ليلا يلحق عن ذلك ضرر في اخراجه دفعة واما شرب الدواء المسهل فانه يستدل على مقدار الاستفراغ فيه من هذه الاشياء فلا يستفرغ به الصبي اصلا ولا الشيخ الهرم ولا يستفرغ به في الصيف ما لم تدع الى ذلك ضرورة وذلك انه لا يومن لموضع يبس الفصل وحره ان يورث العليل مزاجا شبيها بهذا المزاج وكذلك لا يستعمل في فصل الشتوة لعسر اجابة الاخلاط واما الخريف والربيع فاحمد الاطباء استعماله وذلك ان الاخلاط في الخريف اكثر ذلك انما هي خارجة عن الطبع في كيفيتها لاكن راوا من لم يضطره الى ذلك امر وانما يوخذ الدواء /على وجه حفظ الصحة ان ياخذه بعد نزول المطر لان المطر حينيذ يكسر من يبس الفصل واما شهادة المزاج للاستفراغ بالدواء فاذا كان الخلط مناسبا للمزاج فينبغي ان يستفرغ بلا توق واذا كان بخلاف ذلك نقص من كمية الاستفراغ. والعادة لها تاثير في هذا الموضع كما لها تاثير في غير ذلك من الاشياء. واما اذا كان المقصود استفراغه عضو من اعضاء البدن فقد يستدل على استفراغه كما قلنا من وضعه ومشاركته مثال ذلك الدماغ متى اردنا ان نستفرغه بالفصد قصدنا القيفال لمشاركته للدماغ اكثر من الباسليق. والمشاركة نافعة جدا في الاستفراغ الذي به يقصد الجذب الى خلاف مثال ذلك انه اذا افرط دم الطمث وضعنا المحاجم بين الثديين. واذا افرط الرعاف وكان من المنخر الايسر وضعنا المحاجم على الطحال. وأن كان من الايمن وضعناها على الكبد واما من الوضع فمثل ان العضو اذا قصد استفراغه وهو في اعلى البدن كان استفراغه من اسفل انجع اذ يجتمع في مثل هذا الاستفراغ والجذب الى خلاف. ولهذا يحمد القييء في الامراض التي في اسفل البدن والاسهال في الامراض التي في اعلى البدن. واما شكل العضو وخلقته فمنها ايضا يوقف على جهة استفراغه مثال ذلك انا قد علمنا من خلقة المعدة انها تستفرغ من جهتين بالقييء والاسهال وكذلك علمنا من خلقة الكبد انها تستفرغ من محدبها بادوار البول من مقعرها بالاسهال وعلمنا ايضا من خلق هذه الاعضاء وكونها طريقا للادوية انه لا ينبغي ان تستفرغ الاورام الحادثة فيها بالاسهال لموضع مرور الدواء المسهل بها ونكيه لها ولاورام الحلق بالغرغرة. واما عضو منفعة العضو وشرفه فقد يدعونا ايضا الى توفير قواه في الاستفراغ من جهة مشاركة العضو الرئيسي باطلاق وهو القلب مثال ذلك ورم الكبد اذا تناهى فان الورم من حيث هو ورم في هذا الوقت يوجب التحليل ومن حيث هو في هذا العضو يجب الا يخلوا الدواء المسستعمل مما فيه قبض وعطرية وكذلك العضو الذكي الحسي لا يحتمل قوة الاستفراغ. واما نفس سوء المزاج فقد يظن به ايضا انه يضاد الاستفراغ للمادة الفاعلة له وذلك بالاستفراغ الذي يكون بالادوية فقط لموضع زيادة الادوية بحرارتها في سوء المزاج وايضا فان الاختلاف بنفسه يحر المزاج وهذا هو احد الامور الذي دعت بعض الاطباء الا يستعمل الدواء المسهل في اول الحميات مع عسر الاخلاط في ذلك الوقت وسنتكلم في هذه المسئلة فيما بعد واما الحامل فان ابقراط راى الا تفصد اذا تحفظ بجنينها الا من الشهر الرابع الى الشهر السابع اذا كانت الاخلاط في بدنها هايجة واباح استعمال المسهل وانا اقول اما استعمال الفصد اذا كان هناك امتلا زايد على ما يحتاج اليه الجنين فلا باس به. واما استعمال الادوية المسهلة فاني لا امن غايلتها على الجنين من جهة ان فيها جوهرا سميا. وايضا فان الجذب ربما تعدا الى اخلاط الجنين فقتله وايضا فان الادوية المسهلة مدرة للبول والمدر للبول من جنس المدر الحيض والمدر للحيض مسقط. فهذه جميع القوانين والدستورات الكلية التي تنزل من معالجة سوء المزاج المادي وغير المادي منزلة الاسطقسات والمبادي بجميع ما يراد ان يتكلم فيه من معالجة سوء المزاج فلنبتدي بمعالجة صنف صنف منه ولنجعل تقسيما ها هنا له على هذه الجهة وان كانت على غير الجهة التي سلفت في كتاب المرض لان هذه الجهة هي الانفع ها هنا. فنقول ان سوء المزاج المادي وغير المادي اما ان يكون في جميع البدن واشهر هذا الصنف هي الحميات واما ان يكون في عضو منه وهذا ايضا اذا كان ماديا صنفان اما ان يكون مصبوبا في تجويف ذلك العضو او مشربا في جرمه فقط من غير ان يعتريه غلظ خارج عن الطبيعة وهو المسمى ورما فنبتدي نحن اولا بذكر سوء المزاج العام وهي الحميات ثم نذكر سوء المزاج الذي يوجد في عضو ما من اعضاء البدن اي عضو كان المادي من غير ذلك او غير المادي ثم نذكر الاورام ونذكر ايضا مع ذكرنا الاورام والحميات مقاومة الاعراض التي كثيرا ما تعرض معها فتعوق عن علاجها ولنبدأ من الحميات باكثرها دورا وهي حمى يوم حمى يوم فنقول ان هذه الحمى المقصود من شفايها غرضان احدهما قلع سوء المزاج الحار اليابس الذي هو جوهرها وذلك يكون بالبارد الرطب والاخر بالعناية بان يورد على البدن شياء مضادا للسبب الفاعل للحمى الذي من خارج وذلك ان هذه الحمى ليست شيا اكثر من سوء مزاج غير مادي يعرض عن الاشياء التي من خارج كما لاح ذلك في كتاب المرض. وهذه الحمى يوخذ الاستدلال على مقدار تبريدها وترطيبها من المزاج والهوا والسن والعادة والتدبير ومن السبب الفاعل له ايضا والتبريد يستعمل في جميع هذه الحميات بالذات وبالعرض. اما الذي بالذات فالادوية والاغذية. واما التي بالعرض فالاستحمام بالماء الفاتر فان هذه الحمى لما كانت حمى الروح لزم ان يعرض عنها في البدن ابخرة دخانية متى لم تحلل اشعلت الجسم ولم يومن من ان تعود نوبتها ثانية وثالثة حتى لعلها تفضي الى حمى العفونة فلذلك كان دخول الحمام لجميعهم مداواة عامة اعني الماء من الحمام فقط وهم يختلفون في استعماله بقدر اختلاف الاسباب الفاعلة لحمى حمى من هذه الحميات فلنذكر من اصنافها اكثرها دورا فمن ذلك ان هذه الحمى كثيرا ما تحدث عن استحصاف الجلد وذلك اما لبرد او لاستحمام بالاشياء القابضة كالشبث والامتناع من دخول الحمام واما من يبس البدن كالتعرض للهوا الحار واكثر وقوعا في هذه الحميات هم اصحاب الامزجة الحارة اليابسة وهم الذين كلامنا فيهم في هذا الموضع ثم بعدهم اصحاب الامزجة الحارة الرطبة ثم يليهم اصحاب الامزجة الحارة فقط فاقول اما من حم من استحصاف مسامه لترك دخول الحمام او لاستحمامه ببعض المياه القابضة فان العلاج الذي يجب ان يكون ها هنا مقابل الشيء الذي من خارج هو الاستحمام بالماء الفاتر بعد انقضاء توبة الحمى والدلك الذي يرخي المسام بالدهن الفاتر الذي ليس فيه كيفية قابضة ولست تحتاج ان تدخله الحمام مرتين وثلاثا كما كان يفعل جالينوس فان ذلك انما هو تدبير ينبني على عادتهم في كثرة دخول الحمام. واما استعمال الماء البارد بعد الاستحمام بالماء الحار في صاحب هذه الجمى فاني ارى ان فيه تكشفا للمسام الا ان تحدس ان المسام قد تفتحت باكثر مما ينبغي او استحر الجسم اكثر مما ينبغي فحينيذ يجب ان تغمسه في الماء البارد ثم عند الخروج من الحمام اذا كان حار المزاج يابسه وكان الفصل حارا فاوفق الاغذية له ماء الشعير وذلك انه يبرد ويرطب مع انه يعين على خروج الفضول من جميع سبلها فاذا انهضم ماء الشعير فليكلوا السمك الرخص الرضراض ولحوم الجدا او الفراريج وما اشبه ذلك بالخبز المحكم الصنعة فان عاودت توبة ثانية فينبغي ان تجتهد في تفتيح المسام وفي الجملة في رفع السبب الذي اعادها وذلك باستحمامه مرة ثانية وتدبيره ذلك التدبير بعينه وقد يحدث ايضا هذه الحمى كثيرا عن السهر والغضب والهم والتعرض للشمس. ومداواة هولا تخالف مداواة تلك من جهة خلاف السبب الفاعل فقط اما من حم بسبب غضب فهم محتاجون الى التبريد اكثر ممن حم عن سهر او غمم وليس يحتاج واحد من هولاء الى الدلك اصلا ويحتاج من حم من سهر ان ينوم ومن حم من حزن او يورد عليه سبب مضاد للحزن وكل هولاء يستعملون من الحمام الماء الفاتر فقط وصاحب السهر والغم يحتاجون الى الترطيب اكثر واما من حم من قبل التعرض للشمس فهو يحتاج الى تبريد اكثر ولذلك قد ينبغي ان يكثر المقام في الماء الفاتر ويمزج بالادهان الباردة كدهن البنفسج. واما راسه فيجب ان ينطل اذا شكا صداعا من الحر بدهن من ورد مبرد في البير او في الثلج ويصب على راسه من علو ولا يزال يفعل ذلك به الى وقت انحطاط الحمى. واما من حم من سبب برد اصابه فقد ينبغي ان يدخل الحمام وهو يحتاج الى الهواء الحار منه ويكون الطعام الذي تتناول بعد خروجه من الحمام معتدلا او مايلا قليلا الى الحر واوفق الاشياء لهم ماء العسل ثم يتناولون بعد خروجه من الحمام معتدلا او مايلا الى الحر عن المعدة بعض الطيور التي فيها خفة مع يسير اسخان كاليمام والسمان وما اشبه ذلك وقد ينبغي ان تنطل رؤس هولاء بدهن السوسن وما اشبهه من الادهان الحارة بعد الحمام وقبله كما تنطل رؤس من اصابة الشمس بالادهان الباردة بعد الحمام وقبله وكما ان هذه الادهان نتحرى ان تكون باردة بالفعل وكذلك ينبغي ان تكون الادهان الحارة حارة بالفعل وذلك ان تسخن في اناء مضاعف ومعنى ذلك ان يكون طبخها بوساطة الماء وبالجملة كماقلنا دخول الحمام علاج عام لاصحاب حمى يوم الا من به زكام سببه برد او حم من قبل ورم في اطرافه او عقر اصابه معه ورم الاربيتين والاباط. قال جالينوس واما ان كان سبب الزكام حارا فينبغي ان يدخلوا الحمام وانما كان كذلك لان الحمام يفي بانضاج الاخلاط اللطاف واخراج ما ليس شأنه منها ان يقبل النضج. واما الاخلاط الغلاظ فتنتشر في الحمام وتذوب وتسدد وانما يستعمل الحمام فيها بعد ان يظهر النضج. والانبذة المائية البيض الالوان العطرية نافعة لجميع هولاء ان كانوا ممن جرت عادتهم باستعمالها بعد ان تاخذ الطعام في الهضم اعني يستعملونها بدل الماء اما صرفا واما ممزوجة وذلك ان فيها منافع ليست في الماء وذلك انها تمنع الطعام ان يطفو في فم المعدة وتحل النفخ وتدر البول والعرق وتعين الطباع على اخراج جميع الفضول فان اكثر من يحم بهذه الحمى تضعف هضمه ضرور ولا سيما من حمى من سهر او غم واما من حم من اعياء فتدبيره تدبير صاحب الاعياء الا انه يمال به الى البرد ويكثر من كمية غذائه من غير ان يتخم ومن حم من الجوع فينبغي ان يطعم طعاما سريع الغذاء الى البرودة والرطوبة ولذلك امثال هولاء لحقتهم في اول ما تظهر بهم الحمى فاطعمتهم لم يحموا واما من حم حمى يوم من سدد تصيبه فان وفي هذا التدبير بتفتيح سدده في ثلاثة ايام بعد ان تزيد في ذلك ان تدلكه بشيء ينقي بدنه مثل بزر البطيخ او دقيق الشعير او دقيق الباقلى واقوى من ذلك دقيق الكرسنة وان تسقيه ايضا بعض ما فيه تفتيح السدد مثل شراب السكنجين مع عود السوس وحشيشة البرشاوشان وزهر البنفسج فهي من جنس هذه الحمى وان لم يف هذا التدبير به وبقيت به هذه الحمى الثلاثة الايام او زكنت من اول الامر ان بعض الامتلاء ما ان استعملت معه التفتيح دون استفراغ عام اضررت المريض وذلك ان الابدان المملوءة هذه الادوية احرى ان تزيد في سددها من ان تفتحها فعلاجها داخل في جنس اخر من الحميات كانه وسط بين حمى يوم وحمى عفونة وهو الفصد او تليين الطبيعة وذلك بحسب ما تراه من الدلائل التي سلف ذكرها وبحسب ما يستعيد من القوة التجريبية فان ما وصف من ذلك بالقول ليس يوقف منه على المقدار الذي ينبغي ان يستعمل من ذلك في شخص شخص بل انما ذلك الى القوة الفكرية التجريبية ولذلك ما كانت هذه الصناعة تحتاج بعد فصول الامور الكلية التي فيها الى تجربة يحصل منها مقدمات جزئية تستعمل في شخص شخص وليس يمكن ان نكتب هذه المقدمة في كتاب اذ كانت غير متناهية وهذا الجزء من الطب هو الذي ارى ان يعوقنا عن الكمال في هذه الصناعة وذلك اني لم ازاولها كبير مزاولة اللهم الا في نفسي او في اقرباء لنا او اصدقاء ولم اكن ايضا اتولى علاجهم بل كنت اتصفح ما يعرض لهم من التعابير عند معالجة الاطباء لهم في وقتنا الذين هم ابعد خلق الله عن هذه الصناعة ما خلا هولاء القوم بنو زهر وبخاصة ابي العلا وابنه ابا مرون هذا المعاصر لنا فان هولاء القوم كما قلنا هم على الطريقة الطبية. وكثيرا ايضا ما تصيب هذه الحمى عن التخم وبخاصة الحارة وذلك للناس الذين ابدانهم حارة يابسة وهم الذين كلامنا فيهم ها هنا وذلك انمايكون اذا استحالت الاطعمة في معدهم الى الدخانية ولان كثيرا ممن تعرض لهم هذه التخم اما ان يصيبه ذرب وذلك لمكان فساد الطعام ولذعه واما ان يصيبه امساك البطن وهذا اردى الصنفين وانما يعتري ها هنا امتساك لموضع اليبس والحرارة واختلال القوة الدافعة فقد ينبغي ان نفصل علاج كل واحد منهما اما الذي يصيبه الاستفراغ فانه ينبغي ان يتامل امره فان كان الخلط قد خرج باسره وانقطع الاستفراغ فليدخلوا الحمام وليغذوا باغذية فيها تقوية للمعدة وتدهن معدهم بالادهان القوية. واما متى افرط الاستفراغ فان الاجود الا يدخلهم الحمام هكذا يقول جالينوس واما الحدث من الاطباء فانهم يعالجون استفراغ البطن الشديد بادخال الحمام وذلك ان فيه جذبا الى ضد الجهة وهو وان كان كما زعموا فهي مداواة بالعرض اذ كانت بالتيبسة وينبغي ان يتجنب ما امكن ذلك بل تغذوهم من غير ان تدخلهم الحمام بعد ان تعنى بامر معدهم وذلك يكون ان كان الاستفراغ قد انقطع بان تضع على معدهم صوفا مبلولا بزيت طبخ فيه افسنتين وان كانت تلك الصوفة مغموسة في دهن الناردين حتى يصير في قوام وسخ الحمام ثم يغمس فيها لبدا وتضعها على فم المعدة قال وينبغي ان تكون هذه الادهان مسخنة في اناء مضاعف اذا اردنا استعمالها فان الفاتر يرخي فم المعدة وبالجملة الاعضاء الرئيسية ليس ينبغي ان يقرب منها دواء باردا بالفعل وان كان باردا بالقوة وان كان الالتهاب في فم المعدة ظاهرا فلنخلط مع هذه الادهان شيئا من السفرجل وعصارة اطراف الكرم وقد تركب هذه الادوية على القير ويتخذ منها قيروطي ليكون لزومها المعدة اوفق. وقد يعترض معترض هذا العلاج ويقول هولاء فم المعدة منهم حارة فما بال جالينوس يعالجهم بدهن الناردين مسحوقا بالمصطكي فنقول نحن ان الاستدلال الماخوذ ها هنا من سوء المزاج نفسه غير الاستدلال الماخوذ من العضو نفسه وذلك ان هذا العضو من شان هذه الادوية تقويته اعني الادوية التي فيها قبض يسير ومرارة مع عطارة ولهذا ما كان اصحاب التجارب لا يعالجون ضعف المعد باكثر من هذه الاشياء فكانوا ربما اضروا كثيرا من الناس كما حكى جالينوس انه عرض لمن به سوء مزاج يابس فقط في معدته او يابس حار وان كان ذلك كذلك نظرنا فان كان سوء المزاج في حد ليس يجب ان تصرف العناية اليه تشاغلنا بالمقوية لفم المعدة. وان كان في حد يجب صرف العناية اليه مزجنا الامر وذلك بان نضيف الى تلك الادوية ادوية باردة لكن نتحرى مع ذلك انه تكون موافقة لها في قوة القبض وهذه الادوية كثيرة واما متى كان الاستفراغ بعد لم ينقطع فقد يجب مع هذا كله ان نغذوه بما فيه قبض وذلك ايضا بحسب قوة الاستفراغ وضعفه يكفي في اليسير منه الخبز المحمر بشراب الورد او شراب السفرجل وان كان اقوى من ذلك فاعتمد في ذلك على الادوية القابضة. والسويق المعمول من الشعير مع ماء السفرجل او ماء الكمثرا وماء الرمان غذاء صالح لهم كما يقول جالينوس. واما ان كان الاسهال قد انقطع فحسو فتات الخبز جيد لهم. ومتى عرض لهولاء سقوط الشهوة فقد ينبغي ان يعطوا جوارش السفرجل مع يسير مصطكي وشيء من اطراف الكرم وجالينوس يطعمهم في هذه الحال الدواء المتخذ من السفرجل الذي وصف تركيبه في اخر كتابه من كتاب تدبير الصحة وهو دواء يقع فيه فلفل واشياء حارة ينبغي ان تتجنب قي اقليمنا وبخاصة في زمان الصيف في المحرور من المزاج فاما من احتبست منهم طبيعته فقد ينبغي ان ننظر اين وقوف الطعام فهم هل في معدهم او فيما دون المعدة من الامعاء فان كان وقوف الطعام في المعدة فان جالينوس يامر ان يعطوا الدواء المتخذ بالثلاثة فلأقل ولا يكون من الكثير الادوية القوى لكن من الذي ذكرنا تاليفه في كتاب تدبير الاصحاء وهذه المعالجة لعمري هي في الاستحالة الى الحموضة معالجة مطابقة. واما في مثل هذه التخم الحارة فكيف يمكن ان يكون هذا علاجا لها ولكن لمحتج ان يحتج لجالينوس ويقول الم يتبين في كتاب المرض ان اقوى الاعضاء تضعف عن سوء المزاج الحار كما تضعف عن البارد اذ كان كل عضو انما يفعل فعله بحراة مقدرة ويكون ضعفها اما عن المزاج البارد فبالذات ومن جهة ما هو ضد واما عن الحار فبالعرض مثل الشمس التي تطفي النار والسراج الذي ينطفي اذا ادخل في التنور مع ما يحدث اللذع في هذه التخم الحارة / من ضعف المعد واذا كان هذا هكذا فانما لحظ جالينوس من البرد العرضي الذي اصاب المعدة في مثل هذه التخمة فقصد الى معالجته وهذا وان كان الامر فيه على هذا فقد كان ينبغي له ان يصرف من العناية خطا لسوء المزاج الحار حتى يخلط العلاجين ولكن بغيته على هذا اقليمه اما انا فارى في هذا الموضع ان انفع الاشياء لهم جوارش السفرجل المتخذ بالعود والمصطكي والقرنفل وذلك بان تتوخى في تاليفه ان تكون برودة السفرجل تقاوم حرارة تلك حتى يكون الدواء معتدلا في الحر والبرد ولن يخفى عليك كيف تاليف مثل هذا المركب من القوانين الكلية التي ذكرناها في التركيب وان كسرت قوى هذه الادوية الاول بغير السفرجل ايضا مثل اطراف الكرم وغير ذلك من الاشياء الباردة القابضة كان حسنا. والمعالج انما يعمل في هذه الاشياء بحسب ما يرى صرف العناية اليه اهم ولذلك قد يكون الاول في بعض المواضع بان نضيف من هذه الادوية الى لحم السفرجل ما يكون المجموع منها حرارته في الاولى اذا رأينا ان الاهم صرف العناية الى برد المعدة كما انه ايضا في بعض المواضع قد تقلل كمية تلك الادوية الحارة اذ كان الاهم صرف العناية الى سوء المزاج الحار وجالينوس يامر ايضا ان ينطل البطن من هولاء بالماء الحار يقصد بذلك الارخاء لكن من حيث الارخاء مضر بالمعدة فقد ينبغي ان يستعمل فيها بحذر فان الارخاء وان كان موافقا لهذا المرض اذ كان احد ما يعرض عند احتباس الطعام ضيق المجاري فان طبيعة هذا العضو يقتضي ضد ذلك ولذلك ينبغي ان نمزج الامرين او تصرف العناية الى اهمهها واما متى كان الطعام قد انحدر عن المعدة فالنطول لهم دواء جيد الا انه قد يخاف ايضا منه انتشار ذلك الغذاء الفاسد في الاعضاء المنطولة والحقن في هذا الموضع افضل الاشياء باسهالهم اما متى لم يكن هناك لذع ولا نفخة فيكفي في ذلك الحقن المؤلفة من العسل والزيت ويسير ملح وان كان هنالك لذع فشحم البط او شحم الدجاج. وان كان هنالك نفخة فليطبخ مع الزيت شيء من سذاب وبروز تحلل الرياح مثل بزر الكرفس والكمون وبزر الرازيانج والكرويا وحدوث النفخ في هذه التخم دليل على ان الحرارة الغريزية فيها ضعف ولذلك ليس ينبغي ان يقصد فيها الى التبريد فقط ولا الى التسخين بل امزج الامرين وربما تمادت الحمى بهولاء الى الثلاثة الايام فلا تجزع ودبرهم بعد انطلاق بطونهم وانقضاء نوبتهم بدخول الحمام والاغذية الخاصة باصحاب هذه الحمى. قال واما التخم الحامضة فليس يكاد يعرض عنها هذه الحمى اذ كانت هذه التخمة ليس يتولد منها جوهر دخاني يلهب الروح وليس يمنع ان يعرض ذلك من جهة السرد فقط. وينبغي ان تعلم ان اصحاب الامزجة الباردة الرطبة قليلا ما تعرض لهم هذه الحمى وكذلك الباردة اليابسة والباردة مفردة واليابسة مفردة . وكأن البدن البارد الرطب هو في مقابلة هذا البدن الذي وصفنا انه اكثر شيء استعدادا لقبول هذه الحمى وهو الحار اليابس ولذلك اضر شيء على هذه الابدان التجويع والرياضة وترك الاستحمام واوقع شيء لها في حمى يوم واكثرالابدان احتمالا لهذه الاشياء هي الابدان الرطبة الباردة. واما من حم من ورم في الحالبين او في الابطين فالعناية بامرهما انما هو معالجة تلك الاورام. وينبغي ان يتحرى الاسهال فيمن حم من زكام او الفصد ان ظهرت علامة غلبة الدم فان بذلك تحفظهم من ان يقعوا في امراض صعبة وجالينوس يدخل اصحاب اورام الاربيتين الحمام ويقول انهم يحتاجون منه الى الهواء الحار فلست ارى ذلك اللهم الا بعد الانحطاط وهذا الذي قلناه كاف في معرفة ما تعالج به حميات يوم من ساير الاسباب الاخر التي عددت في كتاب المرض وينبغي بعد هذا ان نسير الى القول في الحميات المطبقة اذ كانت الحميات كانها وسط بين حمى يوم والعفونية. فنقول انه قد لاح في كتاب المرض ان هذه الحمى انما تعرض من قبل السدد لكثرة الدم وانها صنفان صنف لم يتعفن فيه الدم بعد/ وصنف قد اخذ فيها الدم في التعفن وان كل واحدة من هذين اما ان تكون متساوية الى اخر انقضائها وذلك اذا كان ما يتولد فيها من الابخرة الدخانية مساويا لما يخرج من المسام واما ان تكون متزيدة وذلك ايضا اذا كان المتولد فيها من الابخرة اكثر مما يتحلل ويخرج واما ان تكون منتفضة وذلك ايضا اذا كان الامر فيها بعكس اعني ان يكون المتولد اقل من المتحلل فمن حيث هذه الحمى انما تعرض عن الامتلاء الذي بحسب الاوعية فمعالجتها ضرورة انما يكون بفصد العرق وبخاصة التي لم يتعفن فيها الدم بعد وذلك ايضا بعد ان نقدر ساير الاشياء التي تدل على كمية الاستفراغ وجالينوس يرى في هذا الموضع اذا كانت القوة قوية ان يخرج لهم من الدم الى ان يغش عليهم ولا بد. قال فان بذلك تبرد ابدانهم على المكان بردا سريعا وربما انطلقت طباعهم بمرار او قيء وبالجملة فيرى ان هذا العلاج ضروري في هذه الحمى وانا ارى ان هذا المقدار من الاستفراغ غير صناعي وان صاحبه مخطيء قطعا وذلك يظهر من ان الصناعة انما تقيل ابدا الطبيعة ولم يقع قط بحران محمود بدم يبلغ به صاحبه الى الغشي بل انما يقع ذلك في البحارين الردية وهي التي تفرط فيها القوة الدافعة فتدفع اكثر مما يجب دفعه. وايضا اذا كان المقصود في الاستفراغ بما هو استفراغ انما هو ازالة الكمية الزائدة على الكمية الطبيعية للدم افترا انسانا يخرج من دمه حتى يبلغ الغشي ولم ينتقص كمية الدم الطبيعي في بدنه هذا شيء لا اراه ممكنا وانما قصد جالينوس بهذا تبريد البدن دفعة فكانها معالجة بالعرض مع ما فيها من الخطر والاولى ان تبقى من الحرارة الغريبة شيء من ان يذهب شيء كثير من الحرارة الغريزية مع انه غير مامون ان يكون من هذه حالة ربما كان في بدنه استعداد لتعفن خلط ما فعندما تقل حرارته الغريزية يتعفن ذلك الخلط وقد ذهبت قوته فيموت ضرورة وهذا كله مع ان العلامة التي يوقف بها على ان الحمى خالصة من العفونة علامات ظنية تخمينية وكم في هذا من الضرر. واما متى ظهرت في هذه الحمى علامة العفونة وذلك في البول والنبض فليس ينبغي ان يقصدوا الى الغشي وذلك ان الحمى العفونية لا بد لها ان تبقى بعد الفصد الى ان تنقضي في السابع او الرابع فتحتاج اذ ذاك ان تبقى من القوة ما يفي بمقاومة بقية المرض قال جالينوس واما متى عالجت هذه الحمى يعني الدموية العفونية وقد ضعفت القوى قال وليس ضعف القوة بعدد الايام ويشير الى الذين يجدون وقت استعمال الفصد باول المرص فقد ينبغي حينئذ ان تسقيهم الماء البارد المثلج حتى تخضر ابدانهم على المكان لكن بعد شروط احدها ان يكون المرض قد نضج وان لا يكون لذلك العليل عضو ضعيف مثل ان يكون بارد فم المعدة قال وكذلك متى لم يكن العليل قد اعتاد شرب الماء البارد وانما كان ذلك كذلك لان ما يستدعي سوء المزاج مضادا لما يستدعيه قلع السبب او العضو الضعيف او العادة وذلك ان الماء البارد من شانه ان يهيج الاخلاط ويمنعها من انضج والحمى ليس يمكن فيها ان تقلع اقلاعا تاما ما دام السبب الفاعل لها في البدن موجودا وكذلك متى شربه من به ضعف فم المعدة لم يومن ان تصيبه رعشة او خدر او غير ذلك من امراض سوء المزاج البارد. وقد شرب قوم ماء باردا دافعة فاصابهم على المكان ضيق تنفس لبرد العصب المحرك للحجاب واخرون امتنعوا من الازدراد واما متى شرب والطبيعة قد انضجت الخلط فانه يكون في ذلك الوقت عونا صالحا للطبيعة لانه ليس هنالك مرض الا سوء المزاج الحار فاذا ابطله الماء البارد وقلع عنها سوء ذلك المزاج فعلت الطبيعة حينئذ في ذلك الخلط اتم افعالها من تميم ينضجه ودفع ما شأنه ان يندفع وذلك ان سوء المزاج على حال كان عائقا لها ولذلك تنطلق بطون هولاء اذا شربوا الماء البارد بمرار او يستقيونه. فهذا كله هو معنى قول جالينوس في سقي الماء البارد. وانت فينبغي لك ان تعلم ان لهذه الحميات في قلة الحرارة وكثرتها عرص كبير ولذلك خصت الحرارة الكثيرة منها باسم المحرقة وان/ وان هذا يختلف بحسب الاقاليم والبلدان اختلافا كثيرا فرب حمى محرقة في بلد حار ومع سن الشباب والفصل الحار والتدبير الحار ان في اول الامر الى سقي الماء البارد اما ان يحترق العليل قبل ان يظهر النضج فيموت واما ان كان في قوته محتمل الى ظهور النضج فيكون النضج نضجا خبيثا ويكون حينئذ لا معنى لسقيهم الماء البارد اذ قد فات الامر فيهم مثل الغمامة السوداء الظاهرة في البول واكثر من ذلك الثفل الراسب الاسود فلذلك الاولى والاحزم في هذه الصناعة ان يبادر لمن هذه حاله بقيه الماء البارد من اول الامر وان لم يظهرنضج فان المادة الفاعلة لمثل هذه الحمى التي هي في غاية الحرارة ليس العائق لها عن النضج شيء غير الكيفية لا غلظ ولا لزوجة فعندما تبرد تلك الكيفية بنضج المرض على الحين. وايضا فان الاولى فيمن هذا شانه ان تقلب حماه الى حمى لينة كثيرة الايام فيتمكن من معالجتها من ان يموت على الحين وانما يعتري هذا اذا كان الخلط فيه غلظ ما او افرطت في التدبير وبالجملة فالخطأ الواقع في تبديل مزاج الحمى اخف من الموت وهذا الفعل من افعال هذه الصناعة هو اشرف افعالها اعني التخليص من الموت واما اصحاب الحميات الذي ينتظر بسقيهم الماء البارد ظهور النضج المحمود فاظنهم لو خلوا طبائعهم لبرؤا لكن في زمان طويل ومع مشقة كثيرة فليس فعل هذه الصناعة في هذه الحال غير التسهيل وعون الطبيعة وهو من قلة الشرف بالاضافة الى الاول بحيث ترى ذلك وقد حكى الرازي ان فتيين كانا سافرا في زمن حر شديد وكان احدهما مولى والاخر عبدا له فحم كل واحد منهما حمى محرقة في غاية الاحراق فتشاغل بالمولى عن العبد سقيه الماء البارد ولم يسق العبد فنجى المولى وهلك العبد وبلادنا هذه هي في الحر والبرد متوسطة بين بلاد جالينوس وبلاد الرازي ولكن على حال بلادنا هذه البطاحية يعرض فيها مثل هذه الحميات كثيرا وقد خرجنا عما كنا قصدنا له فان القول في مداواة هذه الحمى هو جزء من القول في مداواة حمى العفونية فينبغي اولا ان نخص بالعلاج المشترك لها ثم نردف بالعلاج الخاص لصنف صنف من اصناف الحميات فنقول ان الحميات من حيث هي سوء مزاج مادي فالغرض فيها اولا غرضان ابطال سوء المزاج واستفراغ المادة ولان المادة ها هنا مع حرارة عفونية فقد يلحق ايضا ها هنا غرض ثالث وهو ابطال الاسباب المعينة على العفونة في الابدان وتلك هي قلة التنفس من انسداد المسام وانسداد المسام يعرض اما من قبل اشياء قابضة او باردة او ميبسة وقد يعرض انسداد المسام من الاخلاط وذلك ايضا اما بكثرتها او بغلظها واما بلزوجتها وقد تجتمع هذه كلها فالغرض الثالث اذا من اغراض مداواة الحميات هو ان يدفع كل واحد من هذه بما يقابله فان العفونة ليس سبيل الى ارتفاعها ولا الى منع تزيدها الا برفع جميع هذه او ما كان منها موجودا في بدن المحموم مع استفراغ المادة فاذا كان ذلك كذلك فكثيرا ما تضاد استدلالات هذه الاعراض في العلاج وبخاصة اذا طرا هنالك عرض مضاد للاستدلال على مداوات الحمى لكن متا كان الامر هكذا اعني ان يتضاد الاستدلال المأخوذ من نفس الحمى ومن اسبابها ومن اعراضها فينبغي للطبيب ان لم ترهقه الحمى ولا العرض ان يعني اولا بقلع السبب فان بذلك ينقلع الحمى مثل حمى السوداء وان ارهقته فينبغي ايضا ان يصرف العناية اليها مع الا يغفل امر السبب كالحال في حمى الصفراء الخالصة الا ان تكون الحمى من العظم بحيث لا يلتفت مع ذلك لسببها فالحميات المحرقة وربما كان الاهتمام بها على السواء فحينئذ ينبغي ان نمزج الامران كلاهما وهكذا حال العرض مع الحمى والسبب اعني انه اذا ارهق امره اشتعل به وان كان ذلك زائدا في الحمى وفي سببها مثل الغشي العارض في الحميات ونحن انما نذكر اولا من الحميات ما ليس فيها اعراض مانعة من علاجها ثم نسير بعد ذلك الى مقاومة الاعراض التي كثيرا ما تضاد علاج الحميات فان القول في مقاومتها غير القول في شفائها اذ كان شفاؤها انما يكون بحسم اسبابها ومقاومتها انما هو مقابلتها بما يبطلها في الحين وربما كان زائدا في سبب العرض مثل سقي الافيون في الاوجاع الباردة فنقول اما التبريد والترطيب في جميع الحميات فانه يستعمل بالاغذية والادوية التي ترد داخل البدن والتي توضع من خارج وذلك بالقوى الاولى منها فقط وقد يستعمل التبريد ايضا بالهواء وذلك اذا كان باردا في ذاته مثل ما نامر اصحاب حمى الدق بتنشيفه وان كان حارا باصلاح كيفيته وتبريده وقد تستعمله هذه الصناعة بان ينقل العليل من اقليم الى اقليم ومن بلد الى بلد مثل ما نامر من به قرحة الرئة ان ينتقل الى البلاد الجنوبية مثل بلاد النوبة وبلاد العرب واما الاستفراغات في الحميات فانها تكون ايضا بالفصد وبالادوية وذلك بالقوى الثواني منها والثوالثوالخواص وقد يكون بالتجويع وقد يكون بالاستحمام والدلك. واما الرياضة فلا يتصور الاستفراغ بها في الامراض وينبغي ان ننظر اين يستعمل واحد واحد من هذه في الحميات او اكثر من واحد وفي اي وقت يستعمل فان الوقت احد ما يهم في هذه الصناعة ولذلك يقول ابقراط والوقت ضيق بمعنى ان وقت المعالجة ضيق العرض فنقول اما الاستفراغ بشق العرق فلذلك يكون حيث تظهر علامة كثرة الدم سواء كانت هنالك رداة من الاخلاط او لم تكن الا انه احمد اذا لم تكن هنالك رداة اصلا وقد حددنا هذه الاحوال فيما سلف. واما وقت اخراجه فهو ما دامت القوة قوية ولما كانت القوة هذه الصفة في الاكثر في اوائل الامراض راى بعضهم ان يحد زمان الاستفراغ باول المرض. والحق في ذلك خلاف هذا فرب مريض يحتمل الفصد بعد التابع وكمية الفصد وتؤخذ من عظم المرض ومن المزاج والسن والفصل والعادة والتدبير والقوة وكان جودة القوة ورداتها تابعة لرداة المزاج وجودته لكن جعلتها الاطباء جنسا اخر. واما الاستفراغ الذي يكون بتفتيح السدد وتقطيع الاخلاط وتلطيفها وانضاجها واصلاح ما شأنه ان يقبل منها الاصلاح واخراج ما ليس شانه ان يقبل منها الاصلاح فهو في جميع وبخاصة الحميات الغير محرقة وهو في جميع اوقات المرض وذلك ان المادة العفونية انما تصلح هذين الفعلين اعني ان يخرج منها ما ليس شانه ان يقبل الاصلاح ويصلح منها ما شانه ان يقبل الاصلاح كما نرى الذين يعالجون اصلاح جميع الاشياء العفنة من خارج يفعلون ويلزم عن هذا الفعل ضرورة تليين الطبيعة دائما وادرار البول الا ان هذه الادوية لما كانت في اكثر الامر حارة يابسة مثل بزر الكرفس والرازيانج قد يضاد استعمالها حرارة الحمى فلذلك ينبغي ان تكسر قوى هذه الادوية الاولى بالاشياء التي هي في طباعها باردة ولها مع هذا عضد لهذه القوى المطلوبة منها وذلك مثل بزر البطيخ وبزر القثاء وبزر الهندباء والادوية التي تلغي لها هذه الافعال وهي مع هذا معتدلة او قليلة الحرارة فينبغي ان يتوخى في علاج الحميات وذلك مثل البرشاوشان والقرصعنة والهندباء وبالجملة ينبغي كما قلنا متى استعملت الادوية الحارة ان تكسر من قواها ولكون السكنجبين جامعا لهاتين الخصلتين جميعا اعني التقطيع والتلطيف وادرار البول مع التبريد كان من اشهر الادوية المستعملة في الحميات الا انه قد يلزم عنه السحج واخلال بالمعدة والكبود وبخاصة في اواخر الحميات المزمنة فلذلك ما ينبغي ان يخلط به ما يقوي الاعضاء الرئيسية مثل ان يغلى في الماء الذي يشرب به يسير مصطكي او يستعمل بمهروس المربا ورد او بعض اقراص الورد التي ليست بكثيرة الافاويه وذلك بحسب ما يكون احد الامرين اهم اعني التقوية او التلطيف او التقطيع وقد يلحق عنه ايضا عرض اخر وهو ان الخلط المتولد عنه بارد يابس فان اتفق ان يعارض بجوهره الخلط الفاعل للحمى فينبغي ان تتجنب مثل سقيه في حمى الربع. وان استعمل فيستعمل مكسورا من يبسه بمثل عروق السوس وشراب البنفسج الا ان في البنفسج ارخاء فلذلك ينبغي ان يحجب متى استعمل وحجبه بالزبيب في مثل هذا الموضع جيد وبالجملة فحجب/ اليبس من شراب السكنجبين ضروري لموضع تحسينه للاعضاء العصبية كالمريء و المعدة والمثانة وقصبة الرئة والسكنجبين ايضا المعمول على مياه البزوري التي وصفنا نافع في اكثر الحميات ولما كان ايضا ماء الشعير باردا رطبا منقيا لسبل الفضول جلاء غسالا لها غير منفخ كان ايضا من احمد الادوية في هذا الشان ولذلك كان السكنجبين وماء الشعير محمودين في علاج الحميات الا ان ماء الشعير كثيرا ما يخل بفم المعدة فينبغي ايضا ان يحجب بان تضع فيه يسير مصطكي مثل ان تضع قيراط مصطكي في نصف رطل منه وذلك ايضا بحسب اهم الغرضين والادوية المحمودة في تليين الطبيعة هي ايضا ما جمع هاتين الخصلتين اعني الاستفراغ من غير ان يضاد علاج الحمى. وهذه الادوية هي ايضا مثل التمر الهندي والبنفسج والترنجين ولب خيار شنبر والاهليلجات الا ان لموضع القبض الذي فيها قد ينبغي ان تنتخب قبل النضج واللبلاب ايضا دواء جيد في اول الحميات وان كان فيه بعض حرارة وترتيب هذه الادوية في تليين الطبيعة هي كما اصف الترنجين اولا ثم البنفسج والتمر الهندي واللبلاب ثم اللب خيار شنبر ثم الاهليلجات وينبغي مع هذا كله ان يتحرى في جميع الحميات الادوية المضادة بجملة جوهرها للعفونة الا ان هذه الادوية هي في الاكثر الحارة اذ كانت الادوية التي بهذه الصفة في الاكثر هي الافاويه لكن يجب ان يستعمل منها يسير وذلك بعد ان تكسر قواها الاولى واما الادوية التي لها هذا الفعل من غير احرار فلتستغنم في هذا الموضع وتلك الادوية هي ماء الرمانين والصندلين والطباشير الا ان الصنادل والطباشير فيها بعض تسديد واذا استعملت تلك الاولى محجوبة بهذه كان عن ذلك علاج نافع واما الادوية التي يقصدبها التبريد والترطيب فهي كثيرة ايضا مختلفة بحسب اختلاف مراتب الحميات في قوة الحرارة وضعفها فاول مراتب الادوية الباردة هي ماء الشعير كما قلنا وشراب الجلاب ولست احمد من شراب الجلاب ان يكون معمولا على ماء الورد وحده كما حمده قوم من الحدث لمكان اليبس الذي ياتي فيه بل ان يكون الماء والماء الورد بنصفين او يكون ماء الورد اقل من ذلك وذلك ايضا بحسب الحال واقوى من ذلك الاشربة التي تتخذ من عصارات النباتات الرطبة الباردة مثل عصارة القرع والقثاء والخيار والدلاع. واقوى من هذه كلها استعمال هذه العصارات من غير سكر وبخاصة الدلاع قانه مضاد بجملة جوهره للصفراء. واما الموضع الذي يجب ان تستفرغ فيه المادة بالادوية الجذابة فهو عند غلبة رداة الاخلاط وخروجها في الكيفية وقد رسمنا هذه الحالات واما الوقت فهو ما دامت القوة قوية وذلك في الاشهر والمجمع عليه اذا ظهر النضج والسبب في ذلك انه الوقت الذي يقع فيه الاستفراغ المحمود من الطبيعة وذلك ان القوة انما تتحرك لدفع الفضل على المجرى الطبيعي عند كمال النضج والصناعة من حقها ان تتقبل افعال الطبيعة وايضا فان النضج اذا كمل فليس هناك عسر جذب لا من قبل غلظ ولا لزوجة ولا سدد واما قبل ان يظهر النضج ففي ذلك موضع فحص واختلاف بين الاطباء وذلك ان جالينوس وجل الاطباء يرون ان ينتظر بالاستفراغ النضج الا ان يكون المرض في غاية الحدة وهو الذي يفهم من قول ابقراط الا ان يكون المرض مهتاجا وذلك ان المرض اذا كان في غاية الحدة كانت الاخلاط فيه ضرورة في غاية الهيجان ولم يومن ان تنصب الى بعض الاعضاء الرئيسية فتورمها ان لم تستفرغ من اول الامر وايضا فان الاخلاط التي هذه الصفة هي ضرورة في غاية من اللطافة والحدة فلا غلظ هناك ولا لزوجة تعوق فعل الدواء المسهل وانما يلحق عن ذلك شي واحد فقط وهو ان الادوية المسهلة تضاد بكيفياتها الاول هذه الحمى لكن يصلح ذلك بكسرها باشياء باردة رطبة لموضع الضرورة الى ذلك واما اذا لم تكن الامراض في غاية الحدة في بلاد ابقراط هي ها هنا حادة مطلقة وناهيك من ان الحميات الحادة انما كان يعالج فيها ابقراطا/ بماء الشعير والاقرمال ومعناه ماء العسل واذا كان ذلك كذلك فليعمل على ان الامراض الحادة باطلاق في بلادنا او فيما هو احر منها يجب ان يستفرغ بالادوية الجاذبة في اول الامر. وهذه الامراض الحادة الخلط الفاعل لها انما هو اكثر ذلك في الاوراد التي حول فم المعدة والكبد وبالجملة في اشرف العروق واعظمها ولذلك قد ينبغي متى الفى فيها كثرة الدم ولو ادنى كثرة ان تستفرغ فان ذلك مما ينفع منفعة عظيمة ويسكن بها على المقام سورتها الا ان يكون هنالك شيء يعوق عن ذلك من الاشياء التي عددت فيما سلف واما متى كانت الامراض غير حادة وهي مع هذا عن اخلاط خامية نية فباجماع ايضا منهم الا تستفرغ الا بعد ان تلطف وتقطع ويظهر للطبيعة فيها نضج ما والا لم تجب الدواء الى الخروج. واما الامراض الغير حادة التي تكون عن الاخلاط الرقاق مثل العب الخالصة التي ليست تنوب اكثر من سبعة ادوار فان ابن سينا يرى ان ننتظر ايضا ها هنا ولا بد النضج فان نضج الخلط الرقيق التغليظ كما ان نضج الغليظ الترقيق والخلط الغليظ كما يستعسر على الطباع لغلظته كذلك الرقيق يعسر على القوة الدافعة دفعه لمكان تشذبه عليها وتفرقه فان كان الامر في جذب الدواء هذه حاله مع الاخلاط اعني انه يعسر عليه جذب الاخلاط الغليظة لسدها المنافذ والسبل الرقيقة لتشذبها فنعم ما راى في ذلك. وان كانت الادوية المسهلة كلما كانت الاخلاط ارق كانت اسرع الى الاجابة ولذلك قل ما يسقى دواء لاي خلط كان الا ويخرج معه الصفراء لرقتها وايضا فمتى افرط فعل الدواء كما قيل فيما شانه ان يخرج سوداء او بلغما فانه يتبع فناء ذلك الخلط الخاص بذلك الدواء خروج الصفراء. وبالجملة فالحس يشهد ان الاخلاط كلما كانت ارق كانت اسرع الى الاجابة بالدواء المسهل وليس كذلك الامر عند الطبيعة ولو كان الامر كذلك لكان اولى شيء ان يحذر الاسهال في الامراض التي في الغاية من الحدة فان الاخلاط ارق ما تكون في هذه الامراض لانه على هذا الراي يلزم كلما رق الخلط عسر خروجه فاذا كان هذا كله كما وصفنا فينبغي الا نتوقف في الاسهال في الامراض الصفراوية وايضا متى انتظر النضج في كثير من هذه الامراض لم يومن ان يغلب الخلط الطبيعية بكيفيته فيكون نضجا ردي لا يرجى معه خلاص فاذا الاحزم في الامراض الحادة باطلاق الاستفراغ بالدواء المسهل والفصد ان امكن بعد كسر حر الادوية المسهلة ويبسها واما الحمى البلغمية والسوداوية فان الرازي ايضا يسهل في اوائلها لانه الذي يرى هذا الراي باطلاق اعني ان يسهل في اوائل الحميات. فاما جالينوس فقد صرح في حمى السوداء انه لا ينبغي ان يسهل في اولها وذلك في رسالته الى اغلوقن وايضا فان هذه الحمى سليمة العاقبة وليس يخاف فيها ظهور نضج ردي واما البلغمية فوخيمة العاقبة فلذلك ينبغي عندي ان نحتال اولا في استفراغها وان لم يكن نضجا لكن يتقدم الطبيب اولا فيقطع ويلطف نحوا من اسبوع فان الحرارة في هذه الحمى ليست تضاد هذا الفعل لضعفها في هذه الحمى فاذا فعل هذا بادر الطبيب فاسهل وقد يشهد لهذا ما تراهم يفعلون في السكات والامراض الصعبة الباردة فانهم يبادرون ويستفرغون فيها وذلك بان يضعوا في الدواء المسهل ادوية تذوب وتلطف وما احسب احدا يلزم شرب شراب السكنجبين المعمول على ماء الايرسا وبزر الكرفس وعود السوس اسبوعا الا وقد تهيات في بدنه الاخلاط للخروج فان لم يكن جملة الخلط الفاعل للمريض لكنه تجفف بذلك على الطبيعة ثم يعود ايضا ثانية فيقطع ويلطف اسبوعا اخر ثم يسهل بذلك القدر الذي خمن انه قد سهل جريته من الاخلاط فان الحال في هذا كالحال فيمن لا يقدر ان يحمل حملا ثقيلا باسره فيقسمه في مرات فيحمله حتى يخف الامر على الطبيعة ويظهر النضج محمودا او الى جهة الاصلح ان شاء الله تعالى فان هذا اولى من ان يسلم/العليل الى الطبيعة والمرض فان غلبت الطبيعة وظهر النضج المحمود طلبنا حينئذ ان تنهضها وذلك كما قلنا ليس من اشرف ا فعال هذه الصناعة وان لم تقهر الطبيعة لم تنفع العليل بشيء بل نكون قد اسلمناه ويمكن ان نفعل هذا المعنى بعينه في الحمى السوداوية وكما ان الذين نريد ان نسهلهم وهم اصحاء نتقدم اولا فننقي مجاريهم ونلطف اخلاطهم كذلك ينبغي ان نفعل في المرض الا ان فعلنا في المرض ينبغي ان يكون باكثر عناية اذ كانت الاخلاط فيهم اقل نضجا وقد يشهد لهذا ما نرى جالينوس يفعل في الاعياء الحادث من تلقاء نفسه وهي حالة قريبة من الحمى فانه يسهل جميع الاخلاط الفاعلة للاعياء ما خلا الخلط الخامي فان هذا مجمع عليه الا يستفرغ ولذلك يرى جالينوس ان يستفرغ من به حمى من هذا الخلط بالدلك الا ان كما قلنا للاقاليم في هذا حكم عظيم فليس ينبغي ان يثبت القول في هذه الاشياء على جهة واحدة بل الاخلاط الخامية في البلاد الحارة يمكن عندي يستفرغ على النحو الذي قلنا بعد ان نتقدم في تلطيفها وتقطيعها مدة طويلة لكن يكون اقصر من مدة ظهور النضج فان بذلك يخف الامر على الطبيعة فياتي النضج محمودا وينبغي ان يجرب هذه الاشياء فان للتجربة في هذه الاشياء قوة عظيمة واما مقدار ما يمكن ان نبلغ بالقول في هذه الاشياء فهو المقدار الذي كتبناه. واما التدبير بالاغذية فبودنا كان الا يطعم العليل شيئا الى منتهى المرض لتفرغ الطبيعة لانضاج الخلط الفاعل للحمى ودفعه لكن لما كانت القوة لا تحتمل ذلك نظرنا فان كان المرض من الامراض الحادة قريب المنتهى مثل ان يكون بحرانه في السابع وكانت القوة قوية وانما تكون القوة قوية اذا كان المزاج معتدلا او قريبا من الاعتدال او يكون سن الشباب اقتصرنا من الغذاء على ماء الشعير فقط او مع يسير فتات خبز معمول بالماء السخن من اوقيتين الى ثلث هذا هو الذي ينبغي ان يكون الطف تدبيرا في اقليمنا هذا وبجسب عوايدنا. واما القدماء فانما كان عندهم التدبير اللطيف ان يبقى العليل الاسبوع الاول كله دون غذاء ويتناول ماء العسل فقط وذلك شيء لا يحتمله اهل بلادنا هذه لمكان مزاج الهواء والعادة. واما في تلك الاقاليم فان الابدان فيها اقل تحللا وكانوا مع هذا يشربون الخمور وياكلون لحوم الخنازير وهذان من اكثر الاشياء تغذية وبالجملة فينبغي ان نلتفت في الغذاء العادة فان من الناس من اعتاد ان ياكل في النهار ثلاث مرات وهولاء هم اقل الناس صبرا على الجوع ولا سيما الذين امزجتهم امزجة حارة متخلخلة واما ان زكنا ان المنتهى يبعد وان القوة تضعف قبل المنتهى فقد ينبغي ان يطعم للعليل اكثر مما حددناه قبل فاذا ظننا ان المنتهى قد قرب لطفنا حينئذ الغذاء هذا كله انما يفعل مع ثبات القوة وثبوت القوة انما يكون في الامزجة الموثقة. واما الامزجة الحارة اليابسة فقل ما تحتمل التجويع ولا سيما في الامراض المناسبة لها وفي الفصل الحار فان كثيرا ممن هذه صفته اذا جوع انقلبت حماهم بعد ان كانت لينة فصارت محرقة وربما وقعوا الى الذبول وذلك ان امثال هولاء المانع لهم من النضج انما هو رداة الكيفية فاذا جوعوا استزادت تلك الرداة وتشيطت اخلاطهم. واما وقت الغذاء فينبغي ان يكون بعد انحطاط النوبة وقبل عودتها مرة ثانية لتفرغ الطبيعة في وقت النوبة الى نضج الاخلاط هذا هو المختار وانما ساعدت القوة ولم يعرض عرض خطير يوجب التغذية مثل حدوث الغشي او توقع حدوثه واما متى خفنا شيئا من هذه الاعراض فانا قد نغذوا العليل في اول ابتداء النوبة فان بذلك يمكن ان نحفظه من حدوث الغشي كما فعل جالينوس بالفتى الذي قص قصته حين كان اطباء وقته جوعوه الثلاثة الايام المشهورة عندهم في تجويع المرض وقد نغذوه ايضا في نفس النوبة بعينها. واما متى كانت الحمى غير مفترة فقد ينبغي ان نتخير لغدائهم اخف اوقاتها وتنحفظ بالعادة وافضل الاوقات لهم هي الاوقات الباردة كالغدوات والعشيات واما الحمام فلما كان كما قلنا من شانه ان يستفرغ الفضول/ اللطاف حمد في الحميات بعد النضج واما قبل فلانه يهيج النافض بزيادته للسدد ويذوب الاخلاط وينشرها في الجسم فلا بد من ان يورم بعض الاعضاء الشريفة الا انه كما قلنا وان كان يستفرغ الفضول فهو يزيد في حرارة الحمى ويبسها ولا سيما اذا استعمل منه الجزء الهوائي او في الحرارة فقط اذا استعمل الحر المائي المسخن وليس تمكن في ابدان هولاء ان يتلافى ذلك منهم باستعمال الماء البارد من بعد فانه يهيج اخلاطهم فلهذا ينبغي ان لا يستعمل الحمام الا بعد الانحطاط التام وفي الحميات الغير حادة واما الانبذة والاشربة العطرية القليلة الاحتمال فان الاطباء حمدونها بعد ظهور النضج وبخاصة في الحميات التي تكون العناية فيها اهم بقطع السبب مثل حمى البلغم والسوداء. واما المحرقة فينبغي ان نتجنب الاشربة فيها كل التجنب. واما الدلك فان جالينوس يستفرغ به في الحمى التي تكون عن الاخلاط الخامية. وفي ذلك موضع نظر فان الدلك لا يومن منه ان يستثير الاخلاط في البدن وقد امر هو في كتاب الصحة لمن به اعياء وجسمه مملوء من هذه الاخلاط الا يستعمل حركة اصلا لا استحمام ولا دلك ولا غير ذلك وايضا فان الدلك انما يستفرغ من الاخلاط ما تحت الجلد وفي العضل. واما ما كان من ذلك في العروق فيعسر ذلك الا على جهة جذب الطباع وايضا فما اظن ان صحيحا ذلك الدلك الذي يصفه هو الا اصابه اعياء ضرورة وتورم جلدة لانه دلك خشن في نهاية الكثرة وكيف واصحاب هذه الامراض لا ينفكون من وجود مس الاعياء فهذا ما كان ينبغي ان يقوله في مداوات الحميات العفونية باطلاق وينبغي بعد ان نسير الى مداواة واحدة واحدة منها في حمى الصفراء وهذه الحمى اذا كانت الغب الخالصة وتحققت امرها فالاولى في هذه الحمى لمكان سلامتها وعلمنا فان الطبيعة لا بد ان تستوفي عليها ان لا تحرك الطبيعة بدواء جذاب مثل السقمونيا فان الدواء لو حجب ما شاء الله ان يحجب لا بد ان يخل بالاعضاء الرئيسية فتضعف القوة لذلك ويزيد في حرارة الحمى ويبسها ولو لم يكن فيه شيء غير نفس حركة الاختلاف لكان في ذلك ضرر كبيرلاحرارها هذا المزاج فاذا ظهر النضج فلا باس باستعمال الدواء الجذاب اما في اول الامر فلين الطبيعة بزهر البنفسج والتمرالهندي مع ما يحجب اخلالها بفم المعدة مثل يسير من المصطكي والراوند في ذلك افضل لانه مع انه يحجب اضرارها يعاضدها في الاسهال ومقدار ما تسقيهم من الراوند من ثلثة ارباع الدرهم الى نصف درهم ثم يستعملون بعد ذلك شراب الجلاب والسكنجبين شطرين بخمسة امثالها من ماء بارد ثم بعد ذلك يتناولوا ماء الشعير هذا كل يوم ان لم تجب الطبيعة من ذاتها بمقدار ما يحتاج من دلك ودلك مجلسان فما دون ذلك وان اجابت الطبيعة بدلك الدواء الملين اكثر من هذا القدر اغب اخذه بقدر ذلك وانما اقتصرنا من التبريد والترطيب على الجلاب وماء الشعير لان هذه الحمى ايضا ليست بشديدة الحرارة اذ كان تولدها عن الصفراء الطبيعية واقتصرنا من تفتيح السدد على السكنجبين وماء الشعير لان السدد ايضا في هذه الحميات اما الا تكون واما ان كانت فيسيرة فاذا ظهر النضج فان رايت ان الاهليلج الاصفر يفي بما تريد من ذلك فافعل والا فلا بد من السقمونيا فيسقى العليل من ذلك من ست حبات الى ربع درهم مع مثلها من مصطكي واوقية من شراب النيلوفر ونصف اوقية من شراب التفاح اما النيلوفر فلكسره من كيفيات السقمونيا الاولى التي هي الحرارة واليبس مع انه ايضا مقو بعطريته للاعضاء. واما شراب التفاح فلكسره يبوسها والمنع من اخلالها بالاعضاء الرئيسية ايضا. واما المصطكي فاستظهار ايضا على منع اخلالها بالاعضاء اذ كانت قد جرت عادة الاطباء ان يجعلوها حجابا لها فان ضعفت قوة العليل او خشيت ان تضعف فلا باس بان تطعمه الخبز المغسول وابقراط قد شهد ان هذه الحمى/ متى لم يكن خطأ فيها من التدبير ان اعظمها قوة لا يتجاوز اليوم الرابع عشر. فاما ان كانت هذه الحمى ليست من الصفراء الخالصة بل من المحية او من الزنجارية والكراثية ففيها ضرورة خطر كثير وبخاصة الزنجارية حتى انه يكاد من تصيبه هذه الحمى لا يسلم منها وهذه الحمى تكون طويلة النوب الجزئية والكلية خبيثة الاعراض فلا بد في مثل هذه الحميات من الاستفراغ بالدواء الجذاب الذي رسمته قبل بعد ان نضيف اليه هنا لموضع احتراقها اعني الصفراء. ولا باس ان نخلط بدوايك شيء من بسبايح لمضارءة الصفراء المحترقة الغليظة السوداء وذلك ايضا بعد ان تكسر من يبسها بدهن اللوز الحلو. وتفتيح السدد ينبغي ان يكون في هذه الحمى ابلغ ان لم تكن الحرارة مفرطة فان كانت مفرطة فلتكن عنايتك اميل الى التبريد والترطيب واصعب ما تكون هذه الحميات اعني الشديدة الحارة الخبيثة الاعراض ما كان منها داخل العروق وهي التي تسمى محرقه وهذا الجنس من الحميات ليس يمكن ان تكون عن الصفراء الطبيعية فلذلك ينبغي في اول هذه الحمى بعد استفراغ الخلط بالدواء الجذاب واخراج شيء من الدم وان ظهرت هنالك كثرة ان تسقي العليل كل يوم عشرة دراهم من التمر الهندي نقيعا من غير شراب ولا حلاوة ثم تسقيهم بعد ذلك ماء الشعير تشاغل باقي النهار بسقيهم ماء الدلاع او ماء الخياروان اعوز ماء الدلاع فان هذا هو بلغ تدبيرا تعالج به الحميات التي في غاية الاحتراق ولا تجزع من ماء الدلاع في مثل هذه الحال ولا من الماء المثلج فانك ان نقلت حماهم طويلة كان خيرا من ان يموتوا وقد حكى ابو مرون زهر انه شاهد فتى بهذه الصفة فسقاه ماء الدلاع وكان بقيئه مرة صفراء ولم يزل يفعل به ذلك الى ان انقلب حماه الى حمى طويلة الايام واظن ان ماء الدلاع في هذه الحال اقوى من الماء الملج ولو كان في غاية البرد من شانه ان يقل السخونة وايضا فان الماء من حيث هو بسيط انما يفيد كيفية باردة فقط. وماء الدلاع يعيد كيفية باردة وكمية من جهة ما يرجع جزء دم. واما متى كانت هذه الحميات هادئة وكان معها من طول نوايها الجزئية والكلية ما يظن معه انها ليست عن صفراء محضة بل محية على راي من يرى ان المحية ابرد من الطبيعية فقد ينبغي حينئذ ان تكون عنايتك مصروفة الى تفتيح السدد اكثر من التبريد بخلاف ما كان الامر عليه في الخالصة وان كان قل ما توجد هذه الحالصة والادوية المحمودة في ذلك هي الادوية التي لها قوى معتجة من غير احرار قوى كالبرشاوشان واصل الكرفس وبزر السريس ويجب مع هذا ان تكسر من يبسها بعروق السوس ومن حرها ايضا ويبسها بزهر البنفسج وزهر النيلوفر وبزر البطيخ ولا نغفل مع هذا في دوايك ما يكون فيه تقوية الاعضاء كيسير المصطكي والسنبل وهذه الادوية انما يبغي ان تركبها على شراب السكنجبين وينبغي ايضا ان تستعمل فيها من الادوية المسهلة ما يسهل الصفراء مع بعض ما يسهل قليل بلغم مثل بزر الابخرة والقرطم بعد ان تكسر من حرها ويبسها فهذا وجه العلاج في جميع حميات الصفراء. في حميات البلغم واما هذه الحمى اذا كانت عن البلغم بسيطا وتحققت امرها فيجب ان تصرف العناية فيها الى تفتيح السدد وتقطيع الاخلاط وتلطيفها اكثر منها الى التبريد والترطيب حسبهم شراب السكنجبين البزوري بعد ان يحجب يبسه بمثل عروق السوس ويكون في تركيبه يسير مصطكي وسنبل فان فم المعدة من اصحاب هذه الحمى ضعيف والاولى في هذه الحمى في اول الامر ان تلين طبايعهم بلب القرطم وبزر الابخرة بعد ان تكسر من يبسها بالترنجين فاذا مضى لهذا التدبير نحو الاسبوع فاسقهم دواء جذابا للخلط الممرض. اوفق الادوية لهم التربذ لمكان اختصاصه باخراج الرطوبات التي في فم المعدة والغاريقون لمكان اخراجه ايضا الاخلاط الغليظة وتفتيحه للسدد وان اضفت الى هذا المركب شيئا من ايارج الفيقرا لم تخطيء بعد ان تجعل عمادك فيه التربذ والغاريقون وتحجب يبسهما بدهن اللوز وكذلك يبس ايارج الفيقرا ولتكن الافاويه في الايارج مثل الصبر. واما شحم الحنظل فمهما امكنك الاستغناء عنه فافعل الا ان تزكن ان الخلط من القوة بحيث لا يفي به الا شحم الحنظل فحينئذ يجب ان تخلطه في المركب بعد ان تحجبه بمثله من كثير ولب لوز اكثر ما نعطيهم منه ثمن درهم ولا بد ان تعيد عليهم هذا الدوا فان هذا الخلط لا يخرج في مرة واحدة وكل هذا انما يفعله مع الالتفات الى القوة وساير الشروط التي تقدمت والدواء التربذي الذي يسقيه الرازي في اول هذه الحمى لا باس به واما الغذاء في هذه الحمى فلتطلق لهم الفراريج الصغار مخلولة فان المنتهى يعبد في هذه الحمى فانها ليس تنقضي في اقل من ثلاثة اسابيع وربما دامت الى اربعين يوما واكثر من ذلك. قال الرازي ومتى تجاوزت هذه الحمى الاسبوع الرابع فيجب ان يسقى العليل اقراص الورد التامة بماء البزور وذلك ان اصحاب هذه الحميات تضعف منهم الكبود والمعد في اخر الامر حتى انه كثيرا ما يؤل امرهم الى الاستسقاء وقد شاهدت انا قوما كانت بهم حميات مزمنات فاشار عليهم بعض ا طباء وقتنا باستعمال السكنجبين دائما فصاروا الى الاستسقاء وهلكوا ولست اقصرك على اقراص الورد وانما ذكرناها مثالا لتعطي انت اشيا هي في قوتها بعد ان تزيد فيها وتنقص بحسب الاحوال الحاضرة. ومما هو ايضا قريب من هذه القوة ذبيد الورد لاكنه اميل الى البرد من الاقراص واقراص الورد الصغرى اضعف من ذبيد الورد وذلك ان الورد فيها ضعف الافاويه وكذلك ايضا ان رايت ان تخلط مع ماء البزور بشراب السكنجبين فافعل وان كان هناك تهيج في القدمين والاجفان فاياك وشراب السكنجبين فانه يصير بهم كما قلنا سريعا الى الاستسقاء. واما الحميات التي تحدث من البلغم التي وهذه حميات يتنفخ فيها الوجه والبطن وتصير الوان اصحابها رصاصية او جصية فان جالينوس يرى استفراغهم بالدلك وذلك ما داموا مستيقظين فان يقسم عليهم نصف زمانهم حتى يكون نصفه للنوم ونصفه للدلك وقد قلنا ما في الدلك ويسقوا ماء العسل بالزوفا وعروق السوس. وجالينوس يسقيهم ماء الشعير ولست احمده في هولاء لانه يخل بمعدهم ويجمد لطباعهم اللهم الا ان يوضع فيه مصطقى ويسير فلفل واصل رازيانج وليس ينبغي ايضا ان يتركوا بلا غذا البتة وان كان يظن فيهم انهم يحتملون الصبر على التجويع لمكان الاخلاط الخامية المجتمعة في ابدانهم فان مثل هذه الاخلاط عسيرا ما تحول الى الدم والجزء الغاذي فيها ليس بكثير وهم من ضعف القوى بحيث يشرف اصحاب هذه القوى على الغشي في اكثر احوالهم ويجب ان تكون اغذيتهم لباب الخبز المختمر منقوعا في ماء العسل او النبيذ الجلابي اذا استجازوا ذلك وصفة الدلك الذي يامر به جالينوس أن يكون بمناديل من خرق الى الخشونة ما هي ويبتدا اولا من الساقين والقدمين ويكون الدلك من فوق الى اسفل تبتديء من الركب الى القدمين ومن الاربيتين الى الركب ثم يدلك من المنكبين الى ان يصل الى اليدين ثم يدلك الصلب على ذلك المثال ثم الرجلين ثم تعود الى الصلب تفعل ذلك النهار كله قال فان احس العليل في اعضايه اعياء فينبغي ان يمرخ بالزيت الذي فيه قبض ودهن البابونج في ذلك ودهن الشبث جيد قال ثم امسح الدهن لانه يوذي ويكرب. فهذا جميع ما يرى جالينوس في تدبير هولاء واصحاب هذه الحمى يعرض لهم الغشي كثيرا وسنذكر علاجه عند مقاومة الاعراض التي تضاد علاج الحميات. الكلام في حمى الربع وهذه الحمى فاهم شيء فيها هو العناية بالتفتيح والتقطيع والتلطيف حتى ان صاحب هذه الحمى ليس يكاد يحتاج الى ما يبرد ويرطب وان احتاج فحاجة يسيرة وكان الامر في هذه الحمى بعكس ما عليه الامر في الحمى المحرقة فان تلك صرف العناية فيها انما هو الى صورة الحمى وهذه الى سببها فلذلك ينبغي ان يتوخا ها هنا من القطعة الملطفة الادوية المخصوصة بالطحال مثل اصل الكبر والطرفاء والسقولوفندريون والوج فان هذا العضو يحتمل الادوية القوية التفتيح من غير اذى وذلك ايضا بان يستعمل هذه الادوية مع شراب السكنجبين الزبيبي ويستعمل ايضا في اول الامر تليين الطبيعة بالبسبايج/ يستخرجه في مرقة ديك هرم مطبوخ تفايا يكون زيتها دهن لوز. فان احببت في هذه الحمى ان تنتظر النضج فافعل لقلة الحطر الذي فيها. وان احببت ان تستفرغه قبل النضج فلا اقل ان يكون ذلك بعد التقطيع بالشراب الذي رسمته نحوا من اسبوعين او ثلث اسابيع والادوية التي تخرج هذا الخلط قد علمتها وهي في ذلك مراتب فاولها مرتبة هي الاهليلج الكابلي والاسود ثم يليها في الامن البسبايج وانما جنبنا تليين للطبيعة بالاهليلج لموضع القبض الذي فيه ثم يلي البسبايج الافيثمون وهو اقوى فعلا من البسبايج وفيه مع هذا الحراب اكثر ولذلك ينبغي ان تحجب منه هاتان القوتان معا اعني من كيفيته الاول ومن اكرابه ولا باس ان يخلط في مثل هذا المركب ما يكون كالجناح لهذه الادوية من الادوية المسهلة اللطيفة مثل ان يخمل في هذا حبتين من محمودة او ثلث حبات او ثمن درهم من ما هو ذانه وان لم يقصد في هذا الموضع اخراج هذا الخلط لاكن لغلظ هذه الادوية يحتاج الى ما يعطيها مبدا حركته وبعد الافيثمون حجر اللازورد واما الخربق الاسود فينبغي ان تتجنبه ما استطعت وبعد النضج في هذه الحمى فالترياق من انفع الادوية لهم كما يقول جالينوس واما متى استعمل قبل النضج فربما قلبها الى حمى محرقة وان كان الفصل شتا والسن سن الشيخوخة فالفلافلي نافع لهم بعد النضج ايضا وبخاصة في البلاد الباردة وينبغي ان تعنى في هذه الحمى بالطحال وذلك ان تضمده بالادوية التي من شانها ان تحلل صلابته وتذهب نفخته كما ان الحمى الصفراوية يجب ان تعنى بالكبد من صاحبها والحمى البلغمية بفم المعدة فان اعظم عضو يتعفن فيها الخلط حتى يكون كالمستوقد للحمى هي في حمى السوداء الطحال وفي حمى الصفراء الكبد وبخاصة ما كان منها غير قايب وكذلك المعدة لحمى البلغم فينبغي ان تعنى في هذه الحميات الثلاث باستفراغ هذه الاعضاء وتقويتها وانضاج الاخلاط التي فيها واصلاحها. ومتى ظهرت كثرة من الدم ايضا في اول هذه الحميات فافصد الا في البلغمية فينبغي ان تفعل ذلك بتوق مخافة ان يكون هنالك كثرة من الاخلاط النية والحمى الطبقة كلما كانت العفونة فيها اكثر كانت احرى بالاسهال فينبغي فيها ان تجمع بينهما في الاكثر على هذه النسبة فهذا هو القول في جميع حميات العفونية عموما وخصوصا واذا عرفت كيف علاج هذه البسايط فلن يخفى عليك ما تركب منها مثل شطر الغب وغير ذلك وقد بقي من الحميات البسايط حمى الدق. الكلام في حمى الدق وهذه الحمى من حيث هي سوء مزاج حار يابس غير مادي فالغرض من مداواتها غرض واحد فقط وهو التبريد والترطيب والحاجة الى الترطيب امس منها الى التبريد ولهذا ما ينبغي ان يحتال في تبريد هاولا وترطيبهم بكل ما يمكننا وذلك يكون بشين اثنين احدهما الاشياء التي ترد داخل البدن والاخر الاشياء التي تلقاه من خارج مثل الاضمدة والهواء والاستحمام وهذه الحمى كما سلف ثلث مراتب تختلف بالاقل والانقص فالمرتبة الاولى سهلة البرء والثانية عسيرة والثالثة ممتنعة ووجه علاج الاولى والثانية واحد الا انها تختلف بالاقل والاكثر. والاغذية التي تلايم هولاء هو اللبن الحليب افضل الالبان لهم لبن النساء فان لم يكن فلبن الاتن فان لم يكن فلبن المعز وذلك ايضا بعد ان تحفظ بغذاء المرأة فان يكون ذا كيفية محمودة وان يتناول منها المقدار الذي لا يسوء هضمه وبعد رياضة وهكذا ينبغي ان يفعل بالاتان وذلك بان تطعم حشايش باردة ويعنى بهضمها ولان الالبان من شانها ان تتجبن في المعدة فليدرجوا عليها قليلا قليلا فاول ما يسقون منه اوقية ثم لا يزال يزاد فيها الى ان يسقوا نصف رطل وماء الشعير ايضا لهم ضروري ولان هذه الابدان احوج الابدان الى التغذي الا ان القوة الغاذية فيهم ضعيفة فقد ينبغي ان يحتال بان نجعل غذاهم سريع الاستحالة جيد الكيموس افضل اللحوم لهم اناث فراريج الدجاج التي غذيت بالبر وخصي الديوك المغذاة بالبر وباللوز ومخاخ البيض غذاء جيد لهم وان كان الحارشديدا فلا باس يتناول بعض البقول الباردة افضلها في ذلك الخس وذلك انه ينومهم وهم احوج خلق الله الى النوم ولهذا المعنى بعينه اعني / ضعف قواهم نجعل غذاهم في مرات كثيرة على ما سنقول بعد. واما استعمال الحمام في هولا ففيه موضع نظر وذلك انه يظهر من امرهم انهم ليس يحتاجون الى ما يسخن ولا الى ما يحلل ويستفرغ ولذلك لا يلغى لهولا التدبير العرضي الذي في الحمام وهو الذي يكون باستفراغه الفضول الحارة لان هذا انما يكون من سوء المزاج المادي واذا كان الامر هكذا فقد يظهر من هذا انهم يحتاجون الى الهواء من الحمام اصلا واما الماء السخن فانه ايضا وان كان يرطبهم فانه يحللهم. واما الجزء البارد من الحمام فقد كنا نرى انه انفع الاشياء لهم لو انهم يحتملونه. واما جالينوس فيصرح ان الحاجة في هولا الى ادخال الحمام ليس هو شييء اكثر من ان تعد ابدانهم لاحتمال الماء البارد الذين يغمسون فيه باخرة. وصفة استعمالهم الحمام على ما سيقوله هو ان يحمل المريض على فراشه فاذا صار الى البيت القي هنالك على بساط صغير وقد اخذ باطرافه اربعة انفس كل واحد منهم بزاوية من زوايا البساط فان كان البيت الاول حرارته معتدلة فلينزع ثيابه هنالك ويدخل به الى البيت الثاني عريانا والاعتدال في بيوت الحمام هو ان تكون مناسبة نسبة الاول الى الاوسط نسبة الاوسط الى الثالث ثم يكسب في البيت الثاني على بدنه دهن فاتر فاذا فعل به ذلك فليدخل الى البيت الثالث ويصير الى الابزن قال ويكون لبثه في كل بيت من بيوت الحمام بقدر ما يمر فيه مارا فقط من غير ان يسرعوا قال وهذا انما يكون في الحمام المعتدل الرطب يصب المياه فيه وجريها عليه قال وليمكث العليل في ابزن الماء الحار مقدارا معتدلا ثم يغمس فيه بان يرخى البساط الذي هو محمول ثم يغمس في الماء البارد فهذا هو الذي يرى جالينوس في تدبيرهم بالحمام واما الرازي فيرى ان حاجة هولا انما هي الى الماء الفاتر الرطب لاكن لما كان لا يمكن هولا اذا نزعت ثيابهم الا تقشعر ابدانهم ولا بعد خروجهم من الماء كان الصواب ان يكون الابزن في بيت معتدل من بيوت الحمام اعني لا يكون باردا ولا حارا وكذلك ينبغي ان تكون صفة الماء وقد ارى ايضا انا ان في الحمام منفعة ما لهم وهي المنفعة التي في اللطوخ الزفتي وذلك ان القوة الجاذبة من هولا ضعيفة فاذا اصابهم الماء الحار اعطاها مبداية تجذب ولذلك ينبغي ان يستعملوه الى حد تفتح به مسامهم وتزيد به ابدانهم واعضاهم في جميع اقطارها فقط ثم يخرجون عنه والا حللهم كالحال في لطوخ الزفت ولان هذا الوقت ضيق فينبغي ان تعتني به غاية العناية وهذه المنفعة اظن جالينوس قد اشار اليها حيث يذكر علاج سوء المزاج الحار اليابس الحادث في المعدة واما ابو مرون بن زهر فيظهر من امره انه يقتصر على ادخالهم الابزن المعتدل فقط من غير حمام ثم بعد ان يخرجوا من الحمام يسقون اللبن فاذا تم هضمه فليدخلوا مرة ثانية الى الحمام فاذا خرجوا شربوا ماء الشعير فاذا كمل هضمه تناولوا لباب خبز مختمر ببعض الاشياء التي ذكرناها قبل واما استعمال الاشياء التي من خارج فمنها الحمام كما قلنا ومنها استعمال الهواء نفسه فاذا كان حارا يبرد فان يفرش البيت الذي يكون فيه بالبقول الباردة كالورد والخلاف والاس والنيلوفر وقضبان الكرم وورقه ويحتال ان يتصب من اعاليه مياه الى وسطه ويكون بيتا شماليا ويحتال ان يكون في اعلاه كوفى تنفذ فيها الريح من غير ان يدخل منها شمس واما اذا كان الهواء باردا فلا شيء احوج منهم الى استنشاقه وبخاصة اذا كان بدء سوء المزاج فيها من المعدة او الكبد او من الرية او من الصدر او من المعا الصايم او من الارحام او من الكليتين ثم يتصل بعد سوء المزاج بالقلب وقد يكون حدوثه بالقلب حدوثا اوليا ولذلك متى زكنت في اول الامر العضو الذي منه انبعث الحمى فقد ينبغي ان تكب على تدبيره وترطيبه من غير ان تخل به ولا سيما ان كان عضو له منفعة شريفة وذلك بالضمادات المتخذة بالصندل والماء ورد وبالبقول الباردة او بالقيروطي الذي يصفه جالينوس الا انه متى اردت التبريد فتوخ العطارة والقبض في الاعضاء الرئيسية وهذا التدبير هو تدبير من صار في النهاية واما من كان في اول امره فقد يبرا باخف من هذا التدبير/ واذ قد قلنا في الحميات خلوا من الاعراض التي تعوق عن مداواتها فلنقل كيف وجه العلاج فيها اذا اقترنت اليها هذه الاعراض فنقول ان هذه الاعراض بالجملة هي كل ما كان سببا الى انحلال القوة المسماة غشيا وذلك يكون ضرورة عن سوء مزاج الحار الغريزي الذي في القلب اما باردا واما حارا وسوء المزاج الحار يكون ضرورة اما من قبل الاشياء التي من خارج مثل الهواء الحار كما يعرض لمن يطيل المكث في الحمام واما من قبل الاشياء التي من داخل مثل سوء مزاج الاعضاء الرئيسية كفم المعدة ومثل سوء المزاج الغالب على جميع البدن كما يعتري في الحميات المحرقة واما سوء المزاج البارد فيعرض ضرورة عن ملاقات الاشياء الباردة التي من خارج وعن سوء مزاج الاعضاء الرئيسية مثل برد فم المعدة واختناق الرحم او عن سوء مزاج غالب على جميع البدن كما يعتري ذلك في الحميات التي تتولد عن الاخلاط الخامية وسوء المزاج البارد يصيب من الاستفراغات الشديدة وذلك انه متى نقصت كمية الحار الغريزي لم يمكن فيه ان يدبر البدن وكان بالاضافة الى افعال ابرد مما ينبغي فان افرط ذلك اصاب عن ذلك غشي لان نقصان الكمية هي بذاتها سبب للغشي لان كل كون وفساد سببه الحار او البارد او اليابس او الرطب لا غير على ما يتعين في العلم الطبيعي وانواع الاستفراغات المفرطة هي الاسهال والقيء وانفجار الدم من المنخرين او المقعدة او من غير ذلك من الاعضاء وفي النسا افراط دم الطمث وقد يعرض الغشي عن الاستفراغ الذي يكون عن بط الاورام الكبار وانفتاحها والارق ايضا مما يجلب الغشي وذلك بتحليله واستفراغه الروح الغريزي ومما يعرض عنه الغشي العوارض النفسانية مثل الفرح الشديد والهم فان هذه ايضا تبدد الروح بافراط حركة النفس وتكسيبه سوء مزاج والوجع الشديد ايضا مما يجلب الغشي وذلك يفعله اما سوء المزاج الفاعل للوجع واما بفرط حركة القوة الدافعة في الوجع كما يقول جالينوس فهذه هي جميع الاعراض التي تودي الى الغشي وهي بالجملة متى حدثت في الحميات فينبغي ان تصرف العناية الى نفس مقاومتها وان كان ذلك مضادا لنفس علاج الحمى ونحن نصف كيفية الوجه في منع حدوث الغشي ومقاومته اذا حدث ولنجعل كلامنا من ذلك اولا في الغشي العارض من قبل الاخلاط فنقول اما منع حدوث الغشي في هولا فذلك يكون بالتدبير الذي تقدم وصفه لاصحاب هذه الحميات فان غشي عليهم اما لمكان اهمال من ذلك التدبير او لغير ذلك من العوارض فينبغي ان يغذوا على المكان وان كانت الشريعة قد حرمته فانه لصاحب هذه الحال في معنى الميتة للمضطر فلذلك فلتبادر تعطيهم خبزا منقعا في شراب وافضل الاشربة في ذلك الشراب الجلائي النافذ الحرارة في البدن من غير مرارة ولا قبض وانما يكون كذلك الشراب الذي يكون في اول امره قابضا فاذا عتق ذهب ولم يبلغ مبلغا غير طعمه ولست اعني ها هنا بالشراب الذي جرت عادة اهل بلادنا ان يضعوه على الزفت فان ذلك شراب دواي لا غذائي وهو انكاء شيء للاعضاء الرئيسية بيبسه وحرافته وان اوجروا دوا المسك مع الشراب فلا باس بذلك فينبغي ان ينضج بالما ورد على وجوههم في اول الغشي او بالما البارد ويغمز على انوفهم وبالجملة فكلما تحرك الروح الى انبعاث فان كان من به هذه الحمى به ورم في كبده او في معدته او ما اشبهها من الاعضاء الرئيسية فلا تطمع في برءه فان التغذية لامثال هولا تزيد في الورم اكثر مما تحير من القوة وذلك الساقين واليدين في وقت الغشي فعل جيد واما من يعرض له هذا الغشي لحدة اخلاطهم وانحرافها وهم الذين تصير وجوههم في اول الامراض الى الوجه الذي يصفه ابقراط وهو انف دقيق وعينان غايرتان وصدغان لاطيان الى غير ذلك مما قيل فهولا علتهم كانها علة مضادة لتلك الاولى فلذلك حفظ هولا من الغشي يكون بان لا يجوعوا اصلا على ما جرت العادة به في انتظار المنتهى او في الثلاثة الايام المشهورة عند الاطباء الذين كانوا في زمن جالينوس وافضل الاغذية لهولا حسو الفتات او كشك الشعير نفسه بحب الرمان فان الرمان خاصته الا يستحيل به الطعام الى الفساد /الدخاني وفصوص البيض وخصي الديوك والفراريج الصغار وان عرض لهم الغشي لاهمال وقع في تغذيتهم فليسقوا ايضا شرابا بالخبر وليكن الشراب من الشراب القليل الاحتمال الذي يصفه ابقراط وهو الشراب الابيض العطر الرايحة وليكن ممزوجا بالماء البارد كما ان الذين علتهم من الاخلاط الخامية ينبغي ان مزج لهم الا يمزج بالماء البارد فان الما البارد من اضر الاشياء لهم وينبغي ان تعلم ان شراب التفاح مع دوا المسك وساير الاشياء التي يظن بها انها نافعة من الغشي ليس تقوم مقام الشراب لان هذه كلها تحتاج الى فضل قوة من الطباع وحينئذ تستحيل واما الشراب فهو اسرع الاشيا استحالة حتى قالوا انه ليس له هضم في المعدة بل في الكبد فقط وهولا لو استطعنا ان نغذوهم بشيء لا يحتاج الى استحالة لفعلنا لضعف قواهم ولما نريد ان نتلافى من امرهم بسرعة والهوا الذي يساوي فيه هذا العليل ينبغي ان يصير باردا قابضا ويدهنوا بدهن قابض وبالجملة ينحى في تدبيرهم الى كلما يمنع التحلل مثل ان تضمد اكبدهم ومعدهم بما فيه قبض وعطرية وان كانت الحرارة مع هذا شديدة فيتخذ لهم من هذه الاشياء ما فيها مع هذه الخصال برد ومن كان من هولا به ورم في احد اعضايه الرئيسية فلا طمع في برءه ايضا واما من اصابه الغشي من سبب خلط مراري في فم معدته فقد ينبغي ان امهلت الحال في ان تقيئه بالماء الحار بادخال ريشه في حلقه فان لم يطاوعه القيي فتليين طبيعته وجالينوس يرى ان يسقوا ماء فاتر في هذه الحال فانه ان لم يهيج القيي لين طباعهم ولاكن لما كانت الادوية التي تهيج القيى من شانها ان تخل بالقوة اكثر مما اخل بهذا الخلط المرضى فيزيد الغشي فلذلك الاولى في هذه الحال ان تقوي المعدة بمثل المصطكي والسنبل مع عصارة السفرجل او عصارة ورق الكرم فعند ذلك تقوى القوة الدافعة فتدفع الخلط فيكون تقيئه بطريق العرض وهو احمد شيء في هذا الموضع واما من يصيبه الغشي من خلط بارد فليسقوا المعجون المتخذ بالثلاثة الفلافل ثم يسعى في استخراج ذلك الخلط على ما سنذكر في معالجة سوء المزاج الحادث بعضو عضو واما الوجع فان امكن ان يرفع برفع السبب الفاعل له فليست المداواة له حينئذ مضادة للمرص لاكن موافقة له وعلاجه حينئذ يكون داخلا في باب معالجة سوء المزاج الحادث في عضو عضو وذلك ان الوجع انما يكون عن سوء مزاج بارد او حار مادي او غير مادي وقد يكون عن سوء المزاج اليابس من غير مادة وهو الوجع الذي يعرض عند التشنج اليابس واما اذا ارهق الوجع وضاق الوقت فقد يستعمل في معالجته ما يزيد في السبب وهو ان يخدر حس العضو الوجع وهذه معالجة ليست نافعة الا بالعرص وذلك ان عندما يقل حس العضو لسوء المزاج الحادث فيه عن الخلط او يقل عن حركة القوة الدافعة التي فيه فليس يتبع ذلك انحلال من الروح واما اذا افرط حس العضو فيتبع ذلك انحلال الروح ضرورة ومتى استعمل هذا النوع من العلاج في الاوجاع التي اسبابها باردة كانت اشد شيء نكاية في العاقبة واما متى استعمل فيما سببه حار فليس يعود منه على العضو كل الضرر ولهذا ما ينبغي ان يستعمل فيما سببه باردا لا حيث يشرف العليل من الوجع على امر مهول واشهر الادوية التي فعلها هذا الفعل هي الفلونيا وذلك لمكان الافيون الواقع فيها وهذا العلاج بالجملة يستعمل في جميع الاوجاع الحادة اذا ارهقت اليه الحاجة كوجع العين والضرس والاذن والمعي لاكن كما يقول جالينوس لا يستعمله الا بعد ان تعلم العليل انه سيناله من استعماله ضرر في الاجل لاكن يمكن ان يتالفى كثير من ذلك الضرر وحيت يستعمل الافيون في هذه المواضع ليس يستعمل مفردا بل محجوبا بمثله جندبادستر كما فعل في الفلونيا واجود الفلونيا لهذا التي ليست بعتيقة جدا لان هذه قد ضعفت فيها قوة الافيون والتي ايضا ليست بالحديثة لمكان وفور قوة الافيون فيها واما شفا الترياق للاوجاع فهو شفا على جهة قلع السبب كما تبري الاشياء التي/ ترفع سوء المزاج الفاعل للوجع ولذلك كان في ذلك اشرف فعلا من الفلونيا فمتى اردت شفا الوجع على طريق رفع المرض الفاعل فاحدس اي خلط هو الفاعل له فانه قد يكون عن الخلط الحار كما حكى جالينوس ان انسانا كان به وجع في معاه وكان يظن ان سببه بارد اذ كان اكثر ما يعرض هذه العلة عن سبب بارد فكان اذا سقي الاشياء الحارة او احتقن بها زاد وجعه فحدس ان فاعل ذلك خلط صفراوي مشرب في طبقات المعى فاطعمه طعاما غير سريع الاستحالة وسقاه مرات الدوا المتخذ بالصبر فشفاه واما ما كان عن خلط بارد فيشفيه ايضا استفراغ ذلك الخلط كما حكى هو عن الوجع الذي اصابه فلما احتقن نزل بخلط خام فبريء وقد يكون الوجع عن ريح نافخة بخارية تتحلل عن نفس هذا الخلط وحينئذ لا ينبغي ان يستعمل في فشها الادوية الحارة لانها مع انها تفشها تولد من ذلك الخلط بخارا اخر فشفا مثل هذه الاوجاع انما يكون باستعمال الادوية القليلة الحرارة المنضجة والترياق في مثل هذه الحال دوا نافع وقد خرجنا عما كنا بسبيله لاشفاء الوجع على جهة رفع السبب الفاعل له سنذكره عند ذكرنا شفا الاعراض فلنرجع الى حيث كنا فنقول وقد يستعمل في الاوجاع على جهة المقاومة الادوية المسكنة للاوجاع التي ذكرناها في كتاب الادوية كشحم البط وشحم الدجاج والنطول بالماء الحار والزيت ودخول الابزن وما اشبه ذلك ويستعمل خاصة في الاوجاع التي تكون عن ابخرة محجمة النار على جهة المقاومة ايضا ريث ما يفرغ الطبيب فيرفع السبب ولذلك كثيرا ما تعود الاوجاع التي تعالج بالمحجمة اذا لم يشرع الطبيب في حسم سببها او يقع في تدبير المريض ادنى خطا وانما كان ذلك كذلك لان ابخرة هذه الاخلاط هي في تكون دايم الى ان تفنى مادتها واما الاستفراغات فالعلاج الشامل لها انحا احدها تمييل المادة الى ضد الجهة التي تستفرغ منها والثاني تقوية العضو المستفرغ لان لا تنصب اليه المادة والثالث تضييق مجاريه والرابع اخدار القوة الدافعة اذا ارهق الامر الى ذلك وافراط دفعها كما يعتري ذلك في الهيضة العظيمة فالقيى يعالج بربط الساقين والعضدين واستعمال الاشياء القابضة من داخل ومن خارج وكذلك الاسهال يعالج بشد العضدين وبالجملة الجدب الذي يكون الى خارج ولذلك يدخلون اصحاب الهيضة اذا افرطت الحمام وان كان الحمام مع هذا يزيد في الاستفراغ ولذلك ينبغي ان يستعمل بتوق وباعطاء الاشياء القابضة وسيقال في هذه الاشياء عند معالجة سوء المزاج المادي المنصب من عضو الى عضو واما انفجار الدم من المنخر فانه يعالج ان كان من المنخر الايمن فتوضع المحجمة على الكبد وان كان من الايسر فيوضعها على الطحال كما يعالج النزف الذي يكون من الرحم توضع المحجمة بين الثديين وهذا كله مع استعمال الادوية القابضة التي شانها ان تجمع افواه العروق واما الارق فيعالج بالاغذية والادوية التي شانها ان تنوم واستعمال الادهان المنومة مثل دهن النيلوفر والبنفسج والقرع وشم الروايح التي تفعل ذلك والشراب الممزوج اذا لم تكن هناك حمى فهذا هو القول في مقاومة الاعراض الذي يرهق امرها عند معالجة الحميات فان القول في شفايها على حسب جهة قلع اسبابها سنقول فيه عند التكلم في شفا الاعراض واذ قد قلنا في معالجة سوء المزاج العام في البدن ان نقول في معالجته اذا حدث في عضو من اعضا البدن اي عضو كان بالقول المطلق دون تورم ونصير بعد ذلك الى القول في الاورام فنقول ان السبيل الى معالجة سوء المزاج الحادت في عضو عضو من اعضاء البدن هي بعينها السبيل الى معالجة سوء المزاج الحادث في جملة البدن وذلك اما اذا كان سوء مزاج غير مادي فبالضد اذا كان ماديا فبالاستفراغ والضد معا والشروط المشترطة في تقدير /الاستفراغ وتقدير استعمال الضد من السن والمزاج والعادة والفصل فهي بعينها مشترطة ها هنا ويخص هذا بمراعات مزاج العضو وخلقته ووضعه ومشاركته وحسه ومنفعته وقد فصلنا هذه الاشياء فيما سلف فلتكن ها هنا عتيدة بحذا اذهاننا لما نريد ان نقوله ها هنا ولننزل انه قد حدث بالمعدة سوء مزاج يابس فقط غير مادي فنقول ان الوجه في علاجه هو بعينه وجه علاج سوء المزاج اليابس الحادث في جميع البدن وهو المسمى حمى دق غير انه يخالفه من حيث هو سوء مزاج في معدة فلذلك ما ينبغي اذا حدث بالمعدة مثل هذا المزاج ان يبادر بصاحبه الى الحمام ويدخله منه في ابزن معتدل فاذا خرج من الحمام شرب لبن الاتن او لبن الماعز بشي يسير من السكر فاذا انهضم اللبن ويوقف على ذلك من الجشاء او من مقدار انتفاخ البطن فليدخل الابزن مرة ثانية ولا اقل ان يكون بين الوقتين اربع ساعات الى خمس ساعات من ساعات الاستواء ويمسح بالدهن في اثر خروجه من الحمام كل مرة وبدهن البنفسج فان الدهن انما تطلقه القدماء على الزيت وذلك ان الدهن يرطبه ويحفظه من افراط التحلل فاذا خرج من الحمام المرة الثانية فان استلذ اللبن فتسقه والا فليشرب ماء الشعير فاذا انهضم فليتغذ بلباب خبز مختمر محكم الصنعة من دقيق نظيف ويكون قد طبخ في التنور فانه افضل انواع طبخ الخبز واعدلها نضجا لطبخه في الهواء الحار مع تفايا اناث الدجاج وخصي الديوك المسمنة باللبن او اللوز ولا باس بالسمك الرضراض والطيور الجبلية ما لم تكن يابسة حارة والمختار منها هي الطيهوج والدراج والسمانى والحجل وذلك ان الغذا الموافق لهؤلا هو ما كان في غاية سرعة الهضم وكثرة التغذية وكان هذان استدلالان متضادان لان الاغذية الكثيرة الغذا غليظة الجوهر وهؤلا لا يقوون على هضم هذه الاغذية وليستعملوا بعد استمرا الطعام نبيذا ابيض اللون عطرا واذا عطشوا في اول الامر فليسقوا منه ايضا ممزوجا لان هذا اذا شرب ممزوجا اوفق لهم من الماء بكثير لان الماء يطفو به الطعام في فم المعدة ويحدث عنه قراقر واما النبيذ الشرابي فانه سليم من هذه الخصال وانما اعني بالشرابي الذي قوته قوة الشراب اي يتلوه في افعاله والشراب الذي يصلح ها هنا هو الشراب الابيض الذي يسميه ابقراط القليل الاحتمال للماء وينبغي. ان يستعمل منه القدر الذي لا يطفوا به الطعام على فم المعدة ولا يلحق عنه مس نفخة ولا ثقل على المعدة فان عرض من هذا شيء في اول يوم فليقلل منه في الثاني وكذلك ينبغي ان يتفقد كمية الطعام بعناية ليلا تثقل المعدة او تمددها فاذا صلحت احوال هؤلا اخذ بهم في ان يردوا الى عوايدهم قليلا قليلا في الطعام والمشروب وغير ذلك واما اذا اقترن الى اليبس حرارة فقد ينبغي ان يقترن الى هذا التدبير الرطب ما يبرد مثل سقيهم ماء الشعير وشراب النيلوفر والجلاب وان شربوا نبيذا فكثير المزاج بالماء البارد وبالجملة فيباح لهولا شرب الماء البارد فانه من انفع شي لهم الا انه ان كان اليبس استحكم فينبغي ان يستعملوه بتوق لاءلا يخل بفم المعدة وتدهن المعدة من هولا بدهن السفرجل والزيت المعتصر من الزيتون الغضر مع دهن اللوز فان العلة من حيث هي سوء مزاج يابس حار يقتضي التبريد والترطيب ومن حيث هو سوء مزاج في معدة تقتضي الاشياء التي فيها قبض وحرارة ولذلك لا باس ها هنا ان تتخذ في هذه الادهان شيء من المصطكي واما اذا كانت اليبوسة معها برودة فقد ينبغي ان نجعل مع اللبن الذي يشربوه عسلا فايقا وهو العسل الياقوتي الذي ليست تبين فيه رايحة مرعى النحل ورايحة شبيهة برايحة الحشا دون ان تكون النحل قد رعى زهرها ويتجنبوا ماء الشعير ان كانت البرودة قوية وتضمد المعدة من هولا بالمصطكي المسحوقة مع دهن الناردين /او ساير ذلك من الادهان العطرة وذلك بان تبل صوفة في الدهن المسحوق فيه المصطكي وتوضع على فم المعدة والا حزم في هذا ان تخلط مع ذلك دهن لوز فان المزاج يقتضي الترطيب من حيث هو في معدة يقتضي القبض اذ كانت الاشياء القابضة المرة هي المقوية للمعدة ودهن الضرو في سوء المزاج نافع لكن بعد خلطه بدهن اللوز او دهن السمسم ودهن اللوز افضل واللطوخ الزفتي من انفع شيء متى استعمل بالمقدار القصد وذلك ان يترك على العضو ريث ما ينفخه وذلك من نحو نصف ساعة وينبغي ان تعلم ان اليبوسة اعسر قبولا للترطيب من قبول الرطوبة لليبوسة كما ان الاشياء الباردة اعسر قبولا للحرارة من الحرارة للبرودة ولذلك اعسر هذه الاصناف علاجا هي البرودة مع اليبوسة فانه مرض الشيخوخة والاجسام الحية يمتنع حفظها من الشيخوخة واما المزاج الحار فقط فقد يظهر انه ينبغي ان يعالج بالاشياء الباردة فقط بعد الا يستعمل التبريد في هذا العضو جزافا فانه عضو الاغلب على طبيعته البرد وكل موجود فانما يالم اكثر ذلك من جهة الاسطقس الغالب عليه ولذلك كانت امراض هذا العضو في الاكثر البرودة ولهذا كان المجربون انما وقفوا من امراض هذا العضو على هذا النوع فقط من سوء المزاج فكانوا يخطون على من به سوء مزاج حار في معدته مثل الرجل الذي حكى جالينوس انه كان به سوء مزاج حار في معدته فكان الاطباء لا يجبون له شرب الماء البارد فلما عصاهم في ذلك حسنت حاله وانتفع به فلهذا الذي قلناه كله يحتاج ان يحتاط في تبريد هذا العضو وان كان به سوء مزاج حار وايضا لعلة اخرى ليست بدون هذه وذلك ان هذا العضو له فعل مشترك في البدن وهو رئيس مشارك والاعضاء التي هذه صفتها يجب ان يحتاط في تبريدها لئلا تختل اقواها ولذلك امرت الاطباء الا يقرب اليها دهنا وان كان باردا بالقوة الا وهو يسخن بالفعل كما انه يجب ان يحتاط عند استفراغها بان يخلط ابدا بالمحلل فيها القابض والا اخل بقواها فانه كما يجب ان تراعي ذلك في الاستفراغ كذلك يجب ان تراعي ذلك في التسخين والتبريد وقول جالينوس انه يستدل من فعل العضو على ابراد سوء المزاج فقط كما يستدل منه على افراغ الفضل لا معنى له فانا كما نتخوف عند افراغ الفضل منه ان يخل بالقوة وذلك بان تكسبه سوء مزاج كذلك نتخوف من ادخال الضد عليه وبخاصة من تبريده وهي الجهة التي منها يدخل على اعضا القوة الغاذية اكثر ذلك فسادا وهذا القانون في معالجات الاعضاء الرئيسية انما السبب فيه مشاركة القلب لها فكيف يهزا جالينوس باركيغانيس اذ يرا ان القوة المدبرة في القلب وهو يعالج الدماغ عند تعطلها وهو يقرا ان احد الاستدلال الماخوذ منه علاج سوء مزاج الدماغ هو شرفه وشرفه ليس مستفادا الا من القلب ولذلك يلزم ضرورة عند معالجة فعل من افعال الدماغ مراعات امر القلب فهو يهزا باركيغانيس بتركه معالجة القلب وهو يفعلها ولا يشعر انه يفعلها وقد خرجنا عما كنا بسبيله فلنرجع فنقول واما المزاج البارد الرطب فلن يخفى عليك انه ينبغي ان ييبس ويسخن والادوية التي تفعل ذلك مشهورة كمعجون الفلافل وغير ذلك كما انه ليس يخفى عليك ان البارد فقط يحتاج ان يسخن والرطب فقط يحتاج ان ييبس وهذا الذي قلناه من مداواة سوء المزاج الغير مادي وتمثلنا به في المعدة ينبغي ان تفهمه في ساير الاعضاء وبخاصة التي شانها ان تكون سببا لحدوث نوع ذلك المزاج الذي اصابها في جميع البدن مثل الاعضاء التي اذا اصابها سوء مزاج حار يابس كانت سببا لان تحدث في البدن حمى دق وذلك اذا اتصل ذلك المزاج بالقلب واذ قد قلنا في مداواة سوء المزاج الغير مادي فينبغي ان نقول في السوء المزاج الذي يكون مع مادة في عضو فنقول ان هذا النوع من سوء المزاج قد قلنا ان الغرض من شفايه غرضان احدهما تفريغ/ الفضل والاخر اصلاح سوء المزاج الحادث عن الفضل لاكن هذه الاشياء يستدل على فعلها ها هنا من وضع العضو وخلقته ومشاركته ومنفعته وحسه مع الاستدلال من طبيعة المرض والسبب والعرض ولما كانت الاعضاء التي فيها فضول لا تخلو تلك الفضول ان تكون متكونة فيها او منصبة اليها من جميع البدن او من عضو ما من اعضاء البدن فان من شان الاقوى ان يدفع بفضله الى اخسر ولا سيما اذا اعانه الوضع والسبل المتصلة بمنزلة حال المعدة مع الراس وجب ان تتامل ايضا هذه الاشياء في استفراغ العضو الذي نريد استفراغه فانه ان كان هنالك امتلا في جميع البدن او كان هنالك عضو يصب اليه فضلا فليس يمكن ابرا ذلك العضو الذي نقصد علاجه دون العناية بهذا الذي يجري من موضعه مجرى السبب الفاعل وهو العناية بامر ذلك العضو وبامر جميع البدن والعناية بذلك يكون باستفراغ ذلك العضو واصلاح مزاجه واستفراغ جميع البدن مع تقوية العضو المؤوف لان لا ينصب الفعل اليه بالادوية القابضة وتميل تلك المادة الى جهة مضادة لجهة العضو المنصب اليه وتميل المادة ان كانت انصرفت من جهة اخس الى جهة اشرف الى الجهة الاولى مثل ان يكون انسان كثيرا ما كان يحدث به زكام فارتفع وانصرف الفضل الى معدته والوجه في استفراغ الاعضاء يوقف عليه من خلقتها مثل ان المعدة تستفرغ بالقيء والاسهال والكبد بهما جميعا وبادرار البول زايدا والمعا بالاسهال والحقن وربما كان الخلط مبثوثا في جرم العضو وحينئذ يحتاج من الادوية الى ما هو اقوى جذبا لذلك الخلط وربما تركبت هذه الامراض وحينئذ ينبغي ان نصرف العناية منها الى اشدها ارهاقا ان كان هنالك شيء يرهق وان كان لا يمكن برءه على التمام قبل ان يبرا المرض الاخر مثل ان يكون انسان به في جرم معدته خلط حاد وفي تجويفها خلط اخر فان الترتيب يقتضي الايخرج المبثوث في جرم المعدة حتى يخرج الذي في تجويفها الا انه ان كان ذلك الخلط المبثوث في جرمها في حد يصيب منه الغشي فقد ينبغي ان تصرف العناية اليه واما اذا لم يكن هنالك امر يرهق فقد ينبغي ان يكون العلاج على ترتيب فيعني اولا بالمرص الذي يجري مجرى السبب ثم يقلع السبب وكذلك ايضا بالمرص الذي لا يمكن ان يبرا دون ان يبرا المرص الاخر وان لم يكن له سبب مثال ذلك ان المعدة بها خلط مشرب في جرمها واخرى في تجويفها وهو منصب اليها من الدماغ اقول ان العناية ها هنا اولا تكون بالدماغ ثم بالخلط المنصب فيها ثم بالمتشرب في جرمها وها هنا ادوية خاصة باستفراغ عضو عضو وتقويته ليمتنع من قبول الفضل قد سلف لك معرفتها في كتاب الادوية فينبغي ان تتوخاها فيما يخصها من الاعضاء مثال ذلك انه متى كان في جرم المعدة خلط مبثوث حاد فان ايارج الصبر احمد الادوية في اخراجه وذلك انه لا يتعدا جذب الصبر اكثر مما في المعدة وساير الادوية التي من شانها ان يخرج هذا الخلط مع انها تخرجه من المعدة قد تصبه ايضا الى المعدة لقوة اسهالها. اما اذا كان هذا الخلط مصبوبا في حوفها فقد يعفي باستخراجه الافسنتين باا والاهليلج الاصفر واما اذا كان هذا الخلط بلغميا وكان رقيقا فقد يعفي باستخراجه القيي بماء الشعير والعسل واما اذا كان غليظا فانه يحتاج ان يقطع بالسكنجين البزوري تم يخرج بالادوية التي شانها ان تستفرغه مثل الغاريقون والصموغ المسهلة وشحم الحنظل ان اضطرت الى ذلك ضرورة وكذلك الامر في الخلط السوداوي ينبغي ايضا ان يستفرغ بالادوية الملايمة له بعد التقطيع وبالجملة فينبغي ان نتحرا ها هنا الافعال الثوالت من افعال الادوية فانها التي تختص بعضو عضو ولذلك ما نرى ان تعديد هذه الامراض بحسب عضو عضو ووصف الادوية النافعة لها طريق متمم لهذه الطريقة الكلية وهي الطريقة الكناشية لاكن سنجمع نحن الطريقين عند معالجتنا الاعراض الداخلة على عضو عضو فان /شغاء تلك الاعراض انما يكون بقلع الامراض الفاعلة لها واما من يقتصر على الطريقة الكناشية دون معرفة الطريقة الكلية فيخطي قطعا كما يفعله اطبا وقتنا واما الاقتصار على الامور الكلية فقد يمكن ذلك اذا كان الفاعل لذلك في غاية الحدق ولذلك كان احد الشروط المعدودة في الكمال في الصنايع ان يكون لصاحب الصناعة قوة على ما يستنبط منها ما يحتاج الى استنباطه فهذا هو القول في علاح سوء المزاج المادي في عضو عضو اذا كان من غير تورم وقد بقي من هذا الجزء من المرض ان نقول كيف معالجته اذا كان مع ورم فنقول ان الغرص من شفا الورم بما هي اورام فقط اولا غرضان احدهما استفراغ المادة الفاعلة للورم والثاني ابطال سوء المزاج للحادت وربما كان احد الغرضين اهم من الاخر في بعض الاورام وربما كان الاهتمام بهما على السواء مثال ما الاستفراغ فيه اهم الورم الدموي ومثال ما ابطال سوء المزاج فيه اهم الورم المسمى حمرة رقيقة فان التبريد في هذا الورم اهم من الاستفراغ ومثال ما الاهتمام بهما سوء الاورام المركبة من هذين الورمين وهذان الغرضان من شفا الاورام انما يكونان مقصودين فقط اذا كان الورم قد تم تكونه واما اذا كان دايما يتكون فقد يضاف الى هذين الغرضين غرض ثالث وهو قطع السبب الفاعل له وذلك ان ليس شيا اكثر من قطع جريان المادة المنصبة الى العضو والسبب في انصبابها وذلك يكون ضرورة اما من امتلا في الجسم كله او عضو واحد او اكثر من واحد يدفع لذلك العضو الوارم فان الاقوى يدفع الى الاضعف فضلة ولا سيما اذا اعانه على ذلك الوضع والسبل المتصلة وقد يكون سبب ذلك سوء مزاح حار في العضو نفسه او من الوجع المفرط فان كل واحد من هذين يكون سببا لان تنصب المادة الى العضو اما المزاج الحار فالامر فيه بين وذلك ان الحرارة من شانها ان تجذب المادة واما الوجع فاما ان يكون يفعل ذلك بسوء المزاج الذي حدث عنها الوجع واما ان يكون يفعل ذلك بسوء مزاج حادث عن افراط حركة القوة الدافعة لدفع الفضل او لكلى هذين الامرين واما السوء المزاج الحار الذي يكون سببا لان تنصب المادة الى العضو فانه قد يكون عن الاشياء التي من خارج بمنزلة سم حيوان او ضربة او غير ذلك وقد يكون عن الاشياء التي من داخل بمنزلة ريح ممدودة او خلط حار يلذع او امتلاء يثقل العضو والوجع يكون عن هذه الاسباب بعينها وهذه الاغراض الثلاثة من معالجة الاورام قد تتضاد الاستدلالات منها وقد لا تضاد ووجه العمل في تضادها قد قلناه في غير ما موضع فينبغي ان نقول في الاشياء التي بها تلتيم هذه الاغزاض الثلثة من شفاء الاورام ولنبدا من ذلك بقطع السبب الفاعل فنقول اما ان كان سبب انصباب المادة انما هو امتلأ في الجسم فقد يجب ها هنا الاستفراغ العام وذلك اما بالفصد ان كانت كثرة من الدم واما بالاسهال او القيي ان كانت هنالك رداة في الدم واما بكليهما ان اجتمع الامران اعني الفصد والاسهال وذلك ايضا ان ننظر في ساير الشروط المشترطة في امر الاستفراغات ويجب ان يكون هذا الاستفراغ يجتمع الضربين من الاستفراغ الذين تقدم ذكرهما وهو الاستفراغ الذي يكون يجذب المادة الى خلاف الجهة ويكون مع هذا على محاذات او استقامة اعني في اقرب السبل المتصلة بالورم على مثل ما تفعله الطبيعة فان اورام الكبد كثيرا ما تكون بحارينها بالرعاف وهذا المعنى بعينه ينبغي ان نقصده في استفراغ الاخلاط فان كانت العلة في الاعضاء الفوقية اسهلنا او حقنا وان كانت في السفلية قسينا وان كان الفاعل بذلك الانصباب عضو ما من الاعضاء فينبغي ان نستفرغ ذلك العضو نفسه ان امكن مثل ان نضع محجمة عليه بعد الشرط مثال ذلك اندفاع الفضل الى العينين اذا كان سببه الدماغ فقط فان المحجمة التي توضع على القفا شفى من ذلك لانها تجمع مع استفراغ/ العضو الوارم جذب المادة الى خلاف الا ان هذا الاستفراغ الذي يقصد به العضو نفسه من اضر الاشياء اذا استعمل وفي البدن امتلا فان خفنا الغلط في ذلك او لم يمكن استفرغنا الاستفراغ العام بعد ان نقدر ايضا ان دلالة البدن في الاستفراغ مضادة لدلالة ذلك العضو وكثيرا ما يكون ذلك العضو له سبل خاصة لدفع فضوله فينبغي ايضا ان تستفرغه منه مثال ذلك الدماغ فانه يمكن ان يستفرغ بالتعطيس والغرغرة واذا اجتمع الامران كلاهما فينبغي ان نقصد النحوان من الاستفراغ اعني ان يكون الفاعل لانصباب الخلط عضو من الاعضاء ويكون البدن مع ذلك ممتليا وقد ينضاف الى هذا الغرض في قطع المادة المنصبة غرض اخر وهو تقوية العضو الوارم بالاشياء الباردة القابضة الا ان هذا الغرض انما ينبغي ان يكون بعد الاستفراغ والا لم نامن ان تنصرف المادة من عضو اخس الى عضو اشرف فهذا احد ما تعالج به الاورام في زمان التكون واما ان كان السبب في الانصباب حرارة العضو الوارم فقد ينبغي ان نقصد لابطال سوء ذلك المزاج وذلك اما ان كان سببه قد ارتفع فالعناية انما تكون بسوء المزاج فيه واما ان لم يكن سببه قد ارتفع مثل ان يكون سببه نهشة حيوان سمي فقد ينبغي ان نقصد اولا لاستفراغ ذلك السم بالادوية الجذابة والمحيلة له وقد يستفرغ بالمحجمة وكذلك ان كان سببه خلط من الاخلاط قصد لاستفراغه وكثيرا ما يكون الاستدلال الماخوذ من هذه الاشياء مضادة للغرض الثاني من شفا الاورام وهو استفراغ الورم نفسه وقد لا يكون مضادا مثال ذلك اذا كان مضادا ابطال سوء المزاج الحار فانه يكون بالادوية الباردة والاستفراغ انما يكون بالادوية المحللة ومثال ما يكون الاستدلال فيه غير مضاد اذا كان السبب فيه بخارا وخلطا ينبغي ان يستفرغ من العضو نفسه فان هذين الفعلين انما يكونان بالادوية المحللة واما شفا الوجع فانه يكون كما قلنا اما بقطع اسبابه واما بان يورد على العضو مزاجا مضادا للمزاج المولم وذلك يكون بالادوية المخصوصة بتسكين الاوجاع كشحم البط والدجاج ودهن محاح البيض وغير ذلك من الادوية وقد يكون ذلك باخدار الحس كما قيل ولن يخفى عليك ما من هذه الاستدلالات يضاد بعضها بعضا وما منها ليس تتضاد فهذا هو القول في احد الاغراض الثلاثة التي عددنا من اغراض شفا الاورام وهو اول اغراضها اولية زمانية اذ كان هذا النحو من المعالجة انما ينبغي ان يكون في زمن تزيد الاورام فلذلك جل معالجة الاورام انما تكون في ابتدايها بالاستفراغ والجذب الى خلاف ووضع الادوية الباردة القابضة على الورم نفسه واكثر ما يرهق قطع السبب الفاعل في الاورام السريعة الحركة في الكون وهي الاورام الحارة الحادثة عن الدم او عن المرة الصفراء او عن كليهما او عما شانه احد هذين الخلطين او كليهما وانت فقد عرفت من كتاب الامراض اصناف الاورام فلن يخفى ذلك عليك واما الغرض الاخر من شفاء الاورام وهو استفراغ نفس الورم فذلك يكون بعد تكون الورم وهو زمان الانتهاء ويكون بالادوية المنفخة والمحللة وقد يكون بانفجار الورم نفسه بالادوية المنضجة وذلك اذا لم تف الادوية المحللة باستفراغه وقد يفتح عليه بالدواء الاكال او الحديد اذا كان الجلد الذي عليه خشنا وبين انه متى استعمل الاستفراغ بالادوية المحللة والمادة في الانصباب انك تصب الى العضو الوارم اكثر مما تستفرغ منه فلذلك ما ينبغي ان تكون ادوية الورم بعد الاستفراغ ادوية تردع وتقبض مع يسير تحلل لمكان تهييج القبض الوجع فاذا تناهى بادوية محللة فقط وما بين هذين الطرفين من الزمن فادوية ممزوجة من هذين الصنفين وانت فقد عرفت هذه الادوية من كتاب الادوية فلا معنى لاعادتها ها هنا. واما تدبير سوء المزاج في الورم الحار فانما يكون اولا اذ كان في التبريد ردع وايضا فان بسكون الحرارة يقل الانصباب الى العضو واما الاورام الباردة/ بالتسخين انما ينبغي ان يستعمل فيها بعد ايضا تمام تكونها فان التسخين لا يضاد التحليل فهذه هي اغراض معالجة جميع الاورام بما هي اورام وبقي ها هنا اغراض تنضاف الى هذه الاغراض هي ماخوذة من نفس العضو الوارم ومن نوع الورم ونحن فنبتدي من هذه الاورام بالصنف من الاورام الحارة التي تحدث كثيرا بالاعضاء الباطنة والظاهرة واعني بالاورام الحارة الاورام التي شانها ان تتفتح ويتبع حدوثها في الاعضاء الرئيسية حميات ولا بد سواء كانت دموية اوبلغمية او صفراوية او سوداوية واما الاورام البلغمية التي ليس يتقيح كالسلع وكذلك السوداوية كالذبيلات وغير ذلك فانها قليلا ما تحدث بالاعضاء الباطنة واذا حدثت فهي ممتنعة العلاج وكذلك الورم المعروف بالسرطان وذلك ان هذه تحتاج في تحليلها الى ادوية خشنة لا تحتملها الاعضاء الرئيسية حتى ان اكثرها انما شفاؤها القلع بالحديد وايضا فلكونها انما تحل في زمان طويل تخور قوة العليل قبل ذلك ولهذا فليعمل في علاج هذه في الاكثر على انها في ظاهر البدن فنقول اما الاورام بما هي اورام فيلتيم معالجتها من الثلاثة الاغراض التي قلنا وهي تختلف من جهة انواعها في هذه الثلاثة بالاقل والاكثر فالاورام الصفراوية تحتاج في اول الامر الى ما يبرد تبريدا كثيرا مثل الكاكنج والطحلب وماء عنب الثعلب والقيروطي المتخذ بالماء واما الدموية فتحتاج مع التبريد الى قوة قابضة مثل ان تخلط بهذه الباردة ما فيه قبض وردع كقشور الرمان والسماق وغير ذلك من الاشياء القابضة ما لم يكن هناك وجع فان كان وجع استعمل المسكن مع هذا واما الاورام البلغمية والسوداوية فيحتاج الى تبريد يسير وردع يسير لضعف حركتها في التكون ولن يخفى عليك ان الاستفراغ العام في هذه الاورام فينبغي ان يكون مناسبا للخلط الفاعل لها فهذه هي الاعراض المضافة الى تلك الاعراض الاولى من حيث هو ورم كذا واما الاعراض المضافة الى هذه الاغراض من حيث هي في عضو كذا فنحن نقول في ذلك اذ كان هذا هو اهم شيء في معالجة الاورام التي في الاعضاء الرئيسية فنقول اما الاستفراغ الذي يكون بشق العرق في ورم احد الاعضاء الباطنة فانه يستدل على موضع الاستفراغ من مشاركة العضو الوارم ومن وضعة وذلك انه ينبغي ان يكون الاستفراغ اذا لم يكن في العضو نفسه ان يكون في عضو اقرب بمشاركة للعضو الوارم وذلك ان يكون بينهما سبل مستقيمة ولهذا فصدوا في الاورام الكبد والطحال والكلى وبالجملة الاعضاء السفلانية العرق الباسليق وهو عرق البدن وفصدوا في اورام الراس والرية والحنجرة وعصل الحلق انقيفال وهو عرق الراس واذا ارادوا ان يستفرغ هذه الاعضاء كلها على السوا فصدوا الاكحل لانه مشترك لهما لاكن اين ينبغي ان يفصد في ورم الكبد هل الباسليق من اليد اليمنى او الباسليق من اليد اليسرى ففيه نظر اما جالينوس فانه يصرح في كتابه في حيلة البرء ان الباسليق من اليد اليمنى هو الذي بنبغي ان يفصد في ورم الكبد والباسليق من اليد اليسرى في ورم الطحال واقاويله الكلية تقتضي خلاف هذا وذلك انه قد تبين انه ينبغي ان يفصد في الاستفراغ الذي يكون والورم بعد في التكون غرضان احدهما استفراغ المادة من الاعضاء المشاركة اعني التي بينها وبي العضو الوارم سبل نافذة مستقيمة وان يكون مع هذا الجذب مضادا على مثال ما تفعله الطبيعة التي تستفرغ في ورم الكبد بالرعاف من الانف الايمن فان هذا الاستفراغ قد جمع المضادة في الوضع والمشاركة واذا كان هذا كله كما وصفنا فليس في استفراغ الباسليق من اليد اليمنى في ورم الكبد الا غرض واحد وهو غرص المشاركة لانهما في طرف واحد من طرفي عرض الجسم اذ كانت الجهات المضادة في الجسم انما هي اما طرفا العرض وهو اليمين واليسار واما طرفا الطول والعرض وهما الفوق والاسفل واما طرفا العمق/ وهما الامام والخلف فان هذه الاطراف هي جميع الاطراف التي يتاتا فيها جذب المخالفة واذا كان هذا على ما وصفنا وكانت الكبد في احد طرفي العرض من الجهة اليمنى فينبغي ان يكون الفصد اذا اريد به الجذب الى خلاف الجهة في الطرف الاخر وذلك في الباسليق فان هذا الموضع يجمع المشاركة على سبيل مستقيمة او قريب من المستقيمة والجذب الى ضد الجهة وكذلك ينبغي في ورم الطحال وورم الصدر اعني حتى كان الورم في الجانب الايمن فصدنا الباسليق من اليسرى وبالعكس وربما كان الغرض الاول من الاستفراغ هو الذي ليس يحتاج غيره وذلك عند كمال الورم مثل ما يفصد عرق اللسان في الذبحة اذا استحكمت ولو امكنهم ان يفصدوا العضو الوارم نفسه لفعلوا الا انه ليس في ذلك الوقت مادة الا ما لحجت في العضو واما في الزمن التزيد فقد ينبغي ان يجمع الغرضان جميعا فانه متى اقتصر على الاستفراغ من غير جذب الى خلاف كان يصب الى الورم اكثر مما يستفرغ منه بمنزلة من يستعمل الادوية المحللة قبل الاستفراغ والادوية المفتحة للسدد فان بحركته اليها اعني الدم وخروجه عن ذلك العضو ينصب اليها اضعاف ما يخرج منه ان لم يكن الانصباب قد انقطع ومما قصدوا فيه الغرضين معا فصدهم في علل الرحم في مابض الركبة او الصافن وان كانت المضادة ها هنا ليست في اقصى طرفي الطول وكذلك وضعهم المحاحم في علل العين على نقرة القفا وفصدهم المجبهة في علل القفا واما فصدهم الاسيلم في علل الطحال من اليد اليسرى فانه انما قصد به الى المشاركة فقط وللقصد بجذب المخالفة يشدون اطراف اليدين والرجلين في اورام الصدر والمعدة واورام الرقبة والراس ولهذا المعنى بعينه كرهوا جملة واحدة استفراغ اورام الرحم باستدعا الطمث وكذلك كرهوا استفراغ اورام الكبد بالادوية المدرة للبول او المسهلة لانه جذب غير مضاد وايضا فان الادوية تهيج الاورام بمرورها عليها وقد قلنا ان هذا احد الاسباب في تزيد الاورام وكذلك الحال في استفراغ اورام المعدة بالدواء المسهل وكرهوا الغرغرة في اورام الحلق واللسان والفم واعلى الحنك وكرهوا ادرار البول جملة واحدة في اورام الكلى والمثانة هذا كله انماكرهوا ما دام الورم في التزيد واما اذا انقطع سبب التكون فلا باس بذلك لانه من باب استفراغ العضو الوارم نفسه وان كان الحدث من اصحاب الكنانيش يستعملون هذه الاشياء من غير تفصيل ومما فيه موضع فحص اورام الاذن اليمنى والاذن اليسرى من اي جهة ينبغي ان يعتمد فيها الفصد فانه من البين ان العرق الذي ينبغي ان يفصد لها هو القيفال وذلك انه قد يظهرفي هذا الموضع انه ليس ينبغي ان يفصد في ورم اليمنى القيفال من اليد اليسرى لان القيفال ها هنا من اليد الايمن قد جمع مع المشاركة والجذب الى خلاف وهو الذي بين طرفي الطول والوسط ان حققت وطرف الطول لاكن لما كان غير مامون ولا سيما في الابدان الممتلية ان ينجذب الدم الى الاذن اليمنى من طرف العرض المقابل عندما نستفرغها نحن من اسفل في القيفال كان الحزم ان يكون الفصد في القيفال من الجهة اليسرى فان هذا الموضع يجمع مع المشاركة الجذب الى اقصى جهة التضاد اذ كانت المضادة ها هنا من جهتين من جهة طرف الطول والعرض ومتى اقتصرنا على احد طرفي هذه المضادة لم نامن ان يكون الجذب من الجهة الاخرى والخلف وبخاصة متى كان هنالك امتلا بحسب التجاويف لاكن هذا ممتنع في اكثر العلاجات وفي بعضها ممكن ان يجتمع فيها اكثر من واحد فهذا هو القول في دلالات الاعضاء انفسها على موضع الاستفراغ بشق العرق وينبغي ان تعلم انه لا بد في اورام الاعضاء الرئيسية من الاستفراغين اعني اخراج الدم والاسهال فان اورامها عن الاكثر ليست من خلط واحد بل يجتمع فيها مع الكثرة الرداة ويكون /الاهتمام باحد الاستفراغين اكثر بحسب غلبة الاخلاط وقد حكى الرازي ان قوما اقتصر بهم في الشوص على الاستفراغ بالفصد فماتوا واما دلالة الاعضاء انفسها على الغرض الثاني من اغراض شفا الاورام وهو التبريد فان للاعضاء على ذلك دلالة ليس بالدون وذلك ان اورام الكبد وفم المعدة ليس ينبغي ان يوضع الدواء عليها وهو بارد بالفعل بل ان يكون سخنا بالفعل مثل دهن السفرجل او دهن الاس واخرى من ذلك الادهان الحارة كدهن المصطكى او الافسنتين وغير ذلك وانما كان ذلك كذلك لمكان توفير قوى هذه الاعضاء لحاجة الابدان اليها وذلك ان فعل هذه الاعضاء يحتاج اليها جميع اعضاء البدن اعني المعدة والكبد واكثر من هذا كله لكون مشاركتها للقلب كما قلنا غير ما مرة واما الدماغ فليس يكتفي في تبريده بالدواء البارد بالقوة بل بان يوضع عليه الدهن باردا بالفعل وان يخلط به ما يوصله مثل ما جرت العادة فان يخلط من الخل مع دهن الورد بقدر ما يوصله وهذا كله ليس لمكان مزاج الدماغ فانه العضو البارد بالطبع بل لمكان العظم الصليب الذي عليه ولذلك نتحرى بوضع الدهن على الراس ان يكون زمن علو وتصادف به موضع الشؤون من الدماغ وهو الدرز الاكليلي الذي يتحرك عند المضغ واما العينان فلوضع فرط حسهما فاذ ليس يقرب اليها بشيء من هذه المعالجة على هذه الصفة ولا دهن ولا غير ذلك مما فيه لذع بل تخرى ان نجعل مواد ادويتها اشيا لا لذع فيها واحمد الاشياء في ذلك على ما اجتمعت عليه القدماء رقيق بياض البيض فانه قد جمع خصالا محمودة وذلك انه ابعد شيء من التلذيع وتملس الخشونة الحادثة فيها ويبردها ويطول مكثه فيها باللزوجة التي فيه واللبن المحلوب ايضا من الثدي في ذلك نافع وفيه زايد الى هذا قوة انضاج وقد يستدل ايضا على الورم من جهة العضو الذي هو فيه على الا يبرد الورم اصلا ولا يردع وذلك اذا كان في اللحم الذي من شان الطبيعة ان تدفع اليه الفضول مثل اللحم الذي عند الاذنين وتحت الاباط والاربيتين فان الاورام العظام متى خرجت في هذه المواضع يخاف من تبريدها ان تعود الى عضو شريف اما التي في اللحم التي تحت الاذنين فالى الدماغ واما في اللحم التي تحت الاباط فالى القلب ولا سيما ما كان من هذه الاورام قد دفعتها الطبيعة على طريق البحران ولهذا كرهوا الردع القوي في ورم الرية لقربه من القلب فهذه هي الاستدلالات الماخوذة من الاعضاء انفسها في الغرضين من غرضي شفا الاورام وهو قطع السبب الفاعل وتبريد سوء المزاج المتولد عنها وان كان هذا الغرض الثاني ينطوي فيه الغرض الاول وذلك ان الاشياء الباردة رداعة واما دلالة الاعضاء الوارمة على الغرض الثالث فهي مختلفة في ذلك اختلافا كثيرا من ذلك ان الاعضاء الرئيسية ليس ينبغي ان تخلوا الادوية المحللة فيها من ادوية فيها قبض وعطرية وذلك في زمان استعمال الادوية المحللة للاورام وهو زمان الانتها لان استعمال القابض في زمان التزيد في الاورام امر يعم جميع الاورام وهذه الاعضاء هي الكبد والدماغ والمعدة ويتلوها الطحال وانما كان ذلك كذلك لان هذه الاعضاء لها فعل مشترك لجميع الاعضاء وهي مشاركة القلب فهي من اجل هذه تحتاج الى توفير قواها والادوية المحللة هي مثل الاضمدة المتخذة بالخبز والزيت السخن والعسل والقابضة العطرية هي مثل الافسنتين والمصطكي والسفرجل ومن ذلك ان الكبد اذا كان الورم منها في الجانب المحدب باستفراغه يكون بالادوية المدرة للبول واذا كان في المقعر فاستفراغه يكون بالادوية المسهلة للبطن وهذا ايضا انما يكون في زمن الانتها وهذا استدلال ماخوذ من الخلقة وينبغي ان تكون الادوية التي تقصد بها ادرار البول انفذ قوة لانها ليس تصل الى محدب الكبد الا وقد ضعفت قوتها لانها تستحيل في الكبد واما التي يقصد بها استفراغ ما في مقعره فيجب ان تكون الين قوة وكذلك الامر/ في جميع الاعضاء التي تصل اليها الادوية بعد هضوم كثيرة مثل الرية فانها في هذا المعنى اكثر من ساير الاعضاء كما بين في كتاب الصحة وهذا استدلال مأخوذ من الوضع والاشياء التي تدر البول في الكبد وتفتح سددها هي الافسنتين والغافت فان هذين الدواين مخصوصين بالكبد كما ان الطحال مخصوص باصل الكبر والسقولوفندريون فاصل الكبر له بمنزلة الافسنتين للكبد والسقولوفندريون بمنزلة الغافت والاشياء التي يلين البطن برفق في اورام مقعر الكبد هي مثل ماء اللبلاب وبزر الانجرة والقرطم واما الطحال فلا سبيل الى استفراغه الا بالاسهال وينبغي كلما عتقت هذه الاورام ان تقوي الادوية المحللة لان هذين العضوين اكثر قبولا لان تتطب فيها باخرة الاورام الحارة اما الكبد فلغلظ جوهرها وكثافته واما الطحال فلغلظها ما يغتذي به لانه في نفسه سخيف الجوهر والكلى مما تقبل الصلابة ايضا لمكان كثافتها والادوية القوية التحليل هي مثل اصل السوس الاسمانجوني والزوفا والقنطريون والزراوند المدحرج وما اشبه ذلك وجميع هذه الادوية اذا استعملت فينبغي ان تستعمل مكسورة من يبسها بعود السوس بالجملة فينبغي لك ان تجهد نفسك الا تفتح بين يديك الاورام التي في مثل هذه الاعضاء وبخاصة ورم الرية فانه اذا قاح اما لا يمكن برءه على التمام فيصلب واما ان يموت العليل ضرورة فان الورم متى صار الى احد هذين الامرين في هذه الاعضاء عسر علاجه وعلاج الورم اذا قاح وانفجر هو داخل في باب علاج القروح وهنا ايضا امر يخص الاعضاء التي ترم وليس عليها جلد كثيف انها في اول امرها لا بد ان يرشح فيها من الورم صديد فلهذا ما ينبغي في مثل هذه الاورام من اول الامر ان يعطى اصحابها ما يغسل ذلك الصديد وتنقى تلك المنافذ التي فيها تجري وتقطعه ايضا ان كان فيه غلظ وهذه الاعضاء هي الكبد والصدر والرية والمعدة لاكن ينبغي ان تكون هذه من الجلا في حد لا يلذع معه هذه الاعضاء فتهيج اورامها والادوية الفاعلة لذلك هي مثل ما الشعير وحسو النخال باللوز والبرشاوشان مع عود السوس واللوز المر وبزر البطيخ وشراب الهندباء مع السكنجبين يختص به اورام الكبد واما اورام الرية والصدر فالخل اضر الاشياء فيها لانها لا تتاد عن الخشونة فلذلك اوفق الاشياء فيها هو البرشاوشان مع مثله من عروق السوس او من شراب البنفسج وبزر البطيخ في دلك جيد والقرصعنة في هذه المواضع محمودة بجملة جوهرها وبافعالها الثواني والثوالث فكان هذه الاورام من حيث هي في هذه الاعضاء استدلالاتها مضادة لاستدلالاتها من حيث هي اورام وذلك انها تحتاج في زمن الانحطاط ان لا تخلوا اضمدتها من القابض وفي زمان الابتداء الا تخلو الادوية المشروبة فيها مما يكون فيه جلا واذا كانت الاورام في الامعاء السفلى فحقن فيها انجع لما يراد من الافعال في تلك الاورام كما انها اذا كانت في الامعاء العليا فما يوكل ويشرب في ذلك انجع وهذا الاستدلال هو ماخوذ من الوضع ومن ذلك ايضا ان اورام الحلق تخلط ابدا مع الادوية المحللة فيها ادوية لزجة لتشبه في ممرها وكذلك تفعل في الادوية التي يقصد فيها ردعه ومع ذلك ان تزدرد الادوية شيا شيا لتمر بالورم واما اورام الدماغ فاذا صارت الى حد الانحطاط فقد ينبغي ان نتحرى في تحليلها ايضا الادوية القوية وبخاصة اذا كانت الاورام في طبيعتها مايلة الى البرد كما الاورام التي تنسب فيه الى البلغم والادوية القوية في مثل هذه الحال هي مثل الجندبادستر ودهن السوسن والاقحوان وانما كان ذلك لمكان الوقاية التي على هذا العضو والا فهو رطب منفعل وقد يستعمل وضع المحاجم في استفراغ الاورام باخرة والشرط لاكن مثل هذا الاستفراغ ينبغي ان يتحرز منه مخافة ان يكون في البدن فضل فتنجذب/للعضو الوارم وانما ينبغي ان تستعمل هذه المعالجة حيث يومن الانصباب ويصعب استفراغ ما قد لحج في نفس العضو بالادوية وبالجملة فاستعمالها في الاعضاء الرئيسية غرر فهذا القول في دلالة الاعضاء الوارمة في العلاج مضافا الى دلالة معالجة الاورام بما هي اورام فان الاورام التي في الاعضاء الالية انما يتم علاجها بجميع هذه الاشياء واما الاورام التي في اللحم البسيط فليس يحتاج في علاجها الا الاعراض المستعملة في مداوات الاورام بما هي اورام وفي كثير منها ليس يحتاج ان يجعل بالسبب الفاعل مثل الاورام الحادثة في اللحم الرخو عن اشياء من خارج مع نقاء من البدن فانه يكفي في علاج هذه الزيت السخن فقط واذ قد قلنا في الاورام الحارة فلنقل في الاورام الباردة وهي التي ليس فيها تقيح ونقول ايضا في القروح التي تحدث كثيرا في سطح البدن مثل النملة المتاكلة الساعية ومثل قروح الجمر وهي التي تعرض اكثر ذلك في الهواء الوباي فنقول اما الاورام الرخوة وهي التي تكون عن بلغم غير غليظ يشويه في الاكثر نفخة ما فمنها عن فساد الكبد مثل الاورام التي تحدث في اطراف المستسقين وهذه فعلاجها تابع لعلاج مزاج البدن ويكفي فيها ان تدهن بدهن ورد مع يسير خل وملح واما ما كان منها حادثا عن انصباب مادة فان الغرض في شفايه هو استفراغ العضو من ذلك الخلط وتحليله وذلك يكون بما مزاجه مضاد لمزاج هذا الخلط وهي الاشياء المسخنة المجففة ولان هذا الخلط فيه رقة ما ونفخة قد يستفرغ ايضا ما فيه بعصره اياه وتجفيفه ولهذا ما تعالج من هذه ما كان حفيفا باسفنجة مبلولة بماء وخل وذلك ان الاسفنج فيه تجفيف وقبض لكونه من طبيعة ماء البحر والخل فيه تجفيف وتقطيع واما ما كان اغلظ من هذا فقد ينبغي ان يخلط مع الخل شبا ورمادا وملحا ويتوخى ان تكون الاسفنجة جديدة والا غسلتها بماء الرماد والملح والشبا وتربط الاسفنجة على العضو ربطا محكما على جهة ما يربط العظم المكسور واما الاورام الصلبة وهي التي تكون عن الخلط الغليظ فان استفراغها انما يكون بالادوية الملينة كمخ ساق الايل والعجل والاشق وقد عرفت طبايع هذه الادوية مما سلف لك وانما اختصت هذه الادوية بتحليل هذه الاورام لان الادوية القوية التحليل وذلك انه ليس كل اجزايه تقبل التحليل على وتيرة واحدة ولكون هذين الغرضين المطلوبين في معالجة هذه الاورام كان ايضا من الواجب ان يستعمل من الادوية الملينة بادوار ادوية قوية التحليل وافضل هذه الادوية هو الخل اذا اضيف الى الادوية الملينة الا انه ليس ينبغي ان يستعمل دايما فانه يحجر بقية الورم وقد حمد جالينوس في هذا حجارة المرقشيشا بالخل قال فان لم يتهيا بحجر الرحا وذلك ان توخذ هذه الحجارة وتحرق بالنار ثم يرش عليها الخل ويوضع العضو على ذلك البخار الصاعدة من الحجر فان هذا فيما زعموا له اثر جيد في تحليل هذه الاورام وبخاصة فيما كان من هذه الاورام عند الوترات والاعضاء الصلبة وانا اقول ان حمد هذا الفعل انما هو لان قوة الخل تصل الى العضو وتسري فيه على الاستواء اذ كانت محمولة في جوهر هواي على ما شان الاشياء التي تنطبخ بتوسط الهواء ان يكون الطبخ فيها باستواء مع ان ذلك البخار متولد ايضا عن مثل هذه الاحجار وهو بين انه لو سخن الخل بالحجرة ثم وضع على الورم لم يكن له مثل هذا الفعل واما اذا كان الورم الصلب في الطحال فان استعمال الخل في اضمدته يحمد دايما وذلك ان هذا العضو متخلخل وانما الصلابة التي تصيبه من غلظ جوهر ما يتغذا به وبالجملة فالخل كانه مناسب لهذا العضو بجملة جوهره اذ كان غذاه بما يشبه مزاج الخل وهي السودا ولذلك ما لا يخلون ادوية الطحال التي تشرب من الخل وليس ينبغي في الاورام الصلبة في الطحال ان يقتصر على الاضمدة من خارج بل وان تستعمل الاشياء التي عهد منها تحليل صلابات الطحال كاصول الكبر والسقولوفندريون والطرفا والاجود /ان يضاف اليها بعض الافاويه واما متى كان الورم الصلب في الكبد فليس ينبغي ان يقرب منها الخل بتة ولا في حين ما فان هذا العضو يقبل بطبعه الصلابة كثيرا ويستضر بالخل بل ينبغي ان يعالج بالادوية الملينة فقط كالدارصيني والسنبل والاسارون والقسط والاذخر وما اشبهها والاورام الصلبة الحادثة في الكبد عسيرة البرء ولا سيما اذا لم يكن يتلاحق في اول امرها فان صاحبها بالجملة يسير الى الاستسقاء واما الخنازير فانها اورام صلبة تحدث في اللحم الرخو وعلاج هذه اما ما كان منها من بلغم لطيف فالتحليل بالادوية الملينة واما ما كان منها عن بلغم غليظ فبالتفتح والتعفين وقد عرفت الادوية التي تفعل هذا الفعل مما سلف او بالقطع بالحديد متى كان المتولي لذلك عارفا بالتشريح لئلا يقطع عصبا او شريانا له خطر وكذلك ايضا السلع تعالج بهذه الانحاء الثلاثة من المعالجة وذلك اما بالتحليل او بالتعفين واما بالقطع ومن انواع السلع ما تفي بها الادوية المحللة كالسلع العسلية وبعضها يجمع فيها العلاجان اعني التعفين والقطع بالحديد ولا تفي بها الادوية المحللة وبعضها لا يفي بفعلها الا الحديد وهي الشحمية وبهذا النوع من العلاج تقطع الثاليل وكل ما كان زايدا في الجسم فاما ما حدث من السلع في باطن الجسم فعلاجها يكون بالافاويه مخلوطا بها الادوية الملينة الا انها كما قلنا عسيرا ما تقبل البرء واما النملة فانها صنفان صنف يعرف بالنملة المتاكلة وهي التي تاكل الجلد وتسعى فيه وصنف يعرف بالجاورسية لانها تحدث فيها بثور صغار مثل حب الجاورس فالصنف الدباب منها لانها تحدث عن خلط صفراوي رقيق فقد ينبغي ان تعمد الى استفراغه بالادوية التي تستفرغ مثل هذا الخلط واحمد الادوية في ذلك هي السقمونيا مع مسيس اللبن وان تضع على القرحة ما يجففها من غير لذع وتبرد كالماميثا وعنب الثعلب وما اشبهها واما الجاورسية فانه يظهر من امرها انه يخالط الصفراء فيها بلغم ما فلتجعل غرضك فيها تستفرغ الخلطين معا اعني الصفرا والبلغم واما القروح المعروفة بقروح الجمر وهي كلها قروح انما تحدث اكثر ذلك في الهواء الوباي من عفونة الدم وغليانه فلذلك يتبعها ضرورة حميات وبيئية فعلاجها يكون بنوعي الاستفراغ اعني الفصد والاسهال ولا تقتصر من الادوية المسهلة على ما يخرج خلطا واحدا بل جميع الاخلاط مثل حب القوقيا وغير ذلك بعد ان تعوض من الاقطوخدوس فيه بسبايج وتحتاط في حجب السقمونيا فيه والحنظل فان البدن في مثل هذه الحال يقبل العفونة في جميع الاخلاط وينبغي ان يوضع على القرحة ما فيه تجفيف بلا لذع وتبريد قليل ومقاومة التاكل كضماد يتخذ من دقيق الشعير والنيل وحشيشة الانجرة ولسان الحمل والقرصعنة ويسير من الترياق الفاروق ويكون الضماد معجونا بماء الورد وجالينوس يحمد ان يوضع على نفس القرحة مثل اقراص اندرون وبالجملة الاقراص الشديدة التجفيف ويوضع على العضو العليل ضماد يكون فيه بعض تبريد وتحليل لان الردع خطر في هذا الموضع لالا تنصرف المادة الى عضو شريف والتفتيح ايضا هنا لا يصلح لانه يزيد في العفونة واما الاورام السرطانية فيجب ان تستفرغ المادة الفاعلة لها وذلك بالادوية التي شانها ان تستفرغ الخلط السوداوي ويتابع ذلك مرات كثيرة واما نفس الورم فانما ينبغي ان يعالج بالاشياء المجففة التي لا لذع فيها وهي المعدنيات مثل الاسفيذاج والاقليميا وما اشبهها وانما كان ذلك كذلك لان هذا الورم لرداة كيفيته يقبل التاكل عن ادنى لذع في الادوية التي تجففه لموضع رداة لخلط الفاعل له وذلك انه انما يكون عن السوداء الغير/طبيعية وهي السودا المحرقة التي اذا صبت على الارض عرض لها نفاخات وغليان شبيه بما يعرض عن الخل وهذه انما تقبل البرء اول امرها فاما اذا فرغ تكونها فانها لا تقبل البرء وذلك ان الادوية التي وصفنا لا تفي بتحليلها ولا يمكن قطعها بالحديد لانها تاخذ من البدن جزءا كبيرا فيه اعضاء شريفة من الشراين والعصب فان قطعت تلك الاعضاء لم يؤمن منها الهلاك على الجسم وكذلك ايضا لا يمكن فعلها بالدواء الاكال لهذه العلة بعينها ولا ايضا متى حدث هذا الورم في عضو رئيسي امكن برءه فهذا هو القول العام في معالجة اصناف سوء المزاج المادي وغير المادي وينبغي ان تعلم ان الاورام التي تكون في الاعضاء الرئيسية والحميات منها ما تقبل البرء من غيرعلاج اصلا بل الطبيعة كافية في ذلك وبهذا امكن ان تخلص كثير من جفاة الامم من الامراض الصعبة مثل البربر والعرب والاكراد وغير ذلك من سكان البراري لاكن اذا استعملت العلاجات الطبيعية في مثل هذه المواضع كانت مسهلة على الطبيعة وسايقة الى البرء في زمن يسير مع امن في العاقبة فان كثيرا ممن تخلصهم الطباع من الامراص الصعبة يسيرون من ذلك الى زمانات في اعضايهم كما اتفق لي اذ مرضت من حمى قوية كان بحرانها بورم في فخذي فزمنت بذلك قدمي وها هنا ايضا امراض لا تفي الطبيعة بالتخلص منها ان لم تقترن اليها صناعة الطب وهذا هو اشرف افعال هذه الصناعة وقد يتفق من هذه الامراض اعني الحميات والاورام وما لا تفي الطبيعة والصناعة بالتخلص منها لاكن هذا عسى ان يكون اقليا وفي امزجة ما وهنا ايضا امراض ما لا يمكن الطبيعة ولا الصناعة ان يخلص منها وذلك في الاكثر بل ان اتفق التخلص منها فبالعرض لاكن هذه الانواع من المرص هي اقلية ايضا كقروح الرية وما اشبهها واذا كان هذا كما وصفنا فاذا غاية هذه الصناعة تتبع افعالها في اكثر موضوعاتها اي في اكثر الامراض وفي اكثر اشخاص المرضى وذلك ايضا في اكثر الزمن فالحال ايضا في حصول غاية هذه الصناعة كالحال في حصول غاية ساير المهن والقوى فعلى هذا ينبغي ان تفهم ان هذه الصناعة صناعة فاعلة وقد ينبغي بعد هذا ان نسير الى القول في جنس المرض المعروف بتفرق الاتصال سواء كان هذا المرض للاعضاء المتشابهة والالية على ما يقول الاطباء او كان انما يوجد اولا للمتشابهة وثانيا للالية على ما تبين من قولنا على ما خلى الجنس من الانفصال الذي يعرف بالخلع والفك فان هذا ضرورة منسوب الى الاعضاء الالية فقط وان كان كثيرا ما تتداخل هذه الانواع بعضها على بعض مثال ذلك سوء المزاج من حيث هو مادي فانه داخل في امراض الزيادة وبخاصة متى كان خروج المادة عن المجرى الطبيعي في الكمية لاكن المسامحة في هذا غير ضارة في هذه الصناعة وقد خرجنا عما كنا بسبيله فلنرجع الى غرضنا فنقول اما تفرق الاتصال فهو يحدث في كل واحد من الاعضاء المتشابهة الاجزاء فاذا حدث في اللحم سمي قرحة واذا حدث في العظم سمي كسرا واذا حدث في العضل او العصب سمي هتكا وليس لما يحدث من ذلك في العروق الضوارب وغير الضوارب اسم فلنسمه نحن انبثاقا او انفجارا ولمداواة هذا النوع من المرض استدلال عام واستدلال خاص بحسب واحد واحد من هذه الاعضاء كما ان لها استدلالات اخر ايضا من حيث هي حادثة في اعضاء الية وذلك بحسب شرف العضو وخسته وخلقته ووضعه وبالجملة الامور التي عددناها في الاستدلالات المقول عليها في شفاء سوء المزاج ونحن فنبتديء بالعرض العام من معالجتها ثم نسير بعد ذلك الى ما يخص واحدا واحدا منها فنقول اما تفرق الاتصال اذا كان بسيطا ولم يكن هنالك مرض اخر فالغرض من شفايه غرض واحد فقط وهو ضم ذلك التفرق والصاق جهتيه بعضها ببعض وذلك يتم في بعض الاعضاء بالربط فقط وبعضها يتم فيها بالربط والرفايد كالحال في انكسار العظم وكثير من الاعضاء وبخاصة اذا كان القطع عرضا وبعضها يتم فيها بالخياطة كالحال في مراق البطن اذا وقعت به ضربة يخرج الثرب فان في هذا الموضع ينبغي ان يرد الثرب ان كان لم يفسد وان كان فسد فليقطع لانه ليس بعضو ضروري وانما هو لمكان الاصلاح على ما قيل في كتاب الصحة لاكن لعظم الشرايين والعروق التي فيه فينبغي ان تربط عند اصولها وحينئذ تبتن وربما انتفخ الثرب حتى لا يمكنه ان يدخل وذلك من قبل الهواء البارد وحينئذ ينبغي ان يكمد باسفنجة مبلولة بماء في غاية الاعتدال وجالينوس يرى انه ان فعل هذا به ولم يدخل فينبغي ان يشق شيء من الصفاق لاكن اعمال اليد جلها زماننا هذا قد دثرت وبعض الجراحات ليس يكتفى فيها بضم شفتيها ولا بخياطتها دون ان يوضع دواء مدمل ينشف الصديد الذي يكون بين اجزاء الجرح الذي لا يمكن فيه ان تلزقه كالحال في جراحة البطن واما التزقت جميع اجزايه فهو في غنية من الدواء المدمل والادوية المدملة هي التي فيها قبض وتجفيف واما التجفيف فلإفناء الصديد الذي هنالك واما القبض فليجمع شفتي الجرح وينبغي ان تعلم ان كثيرا من الاعضاء ليس يندمل تعرق اتصالها كالمعى الدقاق والحجاب وبالجملة الاعضاء الشديدة اليبس واما القروح الحادثة في اللحم اذا ذهبت معها جزء من اللحم فالغرض من شفايها غرضان احدهما ان يخلف من اللحم بدل ما ذهب والغرض الاخر ان يولد فيها ايضا اذا كمل اللحم بالنبات شيا شبيها بالجلد فان الجلد ليس يمكن فيه ان يعود كاول مرة كالحال في اللحم والغرض الاول من هذين الغرضين اذا كانت المادة الواصلة الى العضو سليمة في كيفيتها وكميتها اعني الدم وكان العضو ليس به سوء مزاج اصلا فالطبيعة كافية في انباته لاكن لما كانت جميع الاعضاء تتولد فيها فضلتان وذلك عند تمام هضمها فضلة رقيقة وفضلة غليظة كانت هاتان الفضلتان كثيرا ما يعوق نبات اللحم في القروح ولذلك احتاجت الطبيعة ان تردفها الصناعة في هذا المعنى بادوية ويكون فيها تجفيف لتلك المائية وجلا لذلك الوضر من غير ان يتعدا ذلك الجلا الى اذابة اللحم النابت وهذه الادوية هي المعروفة بالادوية المنبتة لللحم والفرق بينها وبين المدملة ان المدملة اشد تجفيفا وليس فيها جلا اصلا والادوية التي بهذه الصفة كثيرة منها الكندر ودقيق الشعير ودقيق الباقلا ودقيق الكرسنة واصول السوسن والاقليميا والزراوند والجاوشير والتوتيا وهذه الادوية يخالف بعضها بعضا بالازيد والانقص فالكندر ودقيق الشعير والباقلى في الدرجة الاولى من الانبات ويليه دقيق الكرسنة واصول السوسن ثم من بعد ذلك الزراوند والجاوشير وكانها في الدرجة الثالثة والاستدلال على ما يستعمل من نوع هذه الادوية وكميتها وجهة استعمالها يوقف عليه من مزاج العضو وذكاء حسه وشرفه اما من مزاج العضو فان العضو متى كان عضو رطبا بالطبع كان المنبت فيه الكندر مثلا وكذلك المزاج الرطب مثل امزجة الصبيان والنسا ومتى كان يابسا لم يكف فيه الكندر بل ما هو اقوى منه مثل الكرسنة وغير ذلك حتى ان الاعضاء الشديدة اليبس انما ينبت فيها اللحم الادوية التي في غاية من اليبس مثل قروح الاذنين فانها اذا كانت ضعافا ابرا منها بشباب الماميثا بالخل وان كانت اقوى من ذلك فاقراص اندرون وربما احيج فيها الى الدوا المتخذ بخبث الحديد والخل وكذلك الحال في جراحات الصدر وهذه المشاهدة لا شك صحيحة لاكن جالينوس يرى ان السبب في ذلك هو ان العضو اليابس اذا ترطب رطوبته مساوية لرطوبة العضو الرطب بالطبع ان اليابس قد خرج عن طبعه اكثر فهو لذلك يحتاج الى دواء اكثر تجفيفا وهو الذي يقوله في اعطاء سبب هذه المشاهدة هو صحيح بوجه ما فانا ان انزلنا ان عضوا/ في الدرجة الاولى من اليبس واخر مثلا معتدلا او في الدرجة الاولى من الرطوبة فخرج مثلا المعتدل عن مزاجه درجة واحدة الى الرطوبة فالذي يشفي هذا ضرورة هو اليابس في الاول فان انزلنا العضو الذي مزاجه يابس في الاولى خرج الى هذه الدرجة بعينها اعني الدرجة الاولى وهو في الرطوبة قد تباعد عن مزاجه درجتين ضرورة وهي درجة الاعتدال والدرجة التي تليها فالدواء اذا الذي هو في الدرجة الثانية من اليبس يشفيه لانه يقابله بدرجتين ايضا اعني الدرجة الاولى والدرجة التي بعدها وذلك ان الدواء الذي في الاولى قد يجفف مثل هذه الدرجة ويحطها رتبة واحدة وهو ظاهر بنفسه اذا توصل والذي في الثانية يحطها ايضا رتبة ثانية فاذا تحتاج القرحة التي في العضواليابس الى دواء قوي ضرورة فان الادوية انما تشفى اذا كانت في الدرجة المساوية في التضاد لاكن ليس يلزم في القروح التي في الاعضاء اليابسة ان تترطب ولا بد رطوبة مساوية للقروح التي في الاعضاء الرطبة بل رطوبتها اكثر ذلك انما هي على نسبة فان الفساد يسارع الى الاعضاء اليابسة قبل ان تترطب رطوبة مساوية لرطوبة الاعضاء الرطبة واذا كان هذا كما وصفنا وكانت المشاهدة تقتضي ان قروح الاعضاء اليابسة والامزجة اليابسة تحتاج الى دواء ايبس فليس السبب في ذلك شيا غير عسر انفعال العضو اليابس وغلظ الفضلة التي هناك فان اليبوسة كما تبين من امرها في العلم الطبيعي عسرة الانفعال من غيرها وكأن هذه المسئلة تشبه مسئلة الشيخ والشاب وقد سلف منا القول فيها والوجه الذي به يعلم الطبيب ان الدواء مقصر عما يحتاج اليه من تنقية القرحة هو كثرة الوضر فيها كما ان الوجه الذي يقف به على ان الدواء يجلو اكثر مما ينبغي هو احمرار شفتي الجرح او زيادة غورها وقد يتفق ان يكون الدواء الاكال يزيد في الوضر فيغلط الطبيب ويظن انه يقصر لاكن يفرق بينهما مما قلناه من احمرار القرحة والحرارة المحسوسة وزيادة في غورها واما الاستدلال الماخوذ من الوضع في علاج القرحة فالامر فيه بين وذلك ان القرحة اذا كانت في عضو تلقاه الادوية ولم يتغير بعد كفى في ذلك الادوية الضعيفة كالحال في قروح المعدة ولذلك ما يختال لقروح الامعاء اذا كانت في المعى الغلاظ فان يحقن العليل بالادوية من اسفل واذا كانت في المعى الدقاق فان يسقيه اياه واما الاعضاء الغايرة فهي تحتاج الى ادوية اقوى كقروح الرية والفسخ الذي يقع في العضل لبعده ايضا عن ظاهر البدن تحتاج الادوية التي توضع عليه لتحلل الدم الذي خرج عن العروق وان تكون ادوية قوية فان ذلك التفرق الذي يعتري في العضل لا سبيل الى التحامه او يزول الدم الذي خرج بين تلك الاجزاء او لعلمنا ايضا بوضع قصبة الرية احتلنا لصاحب قروحها ان يرقد على حلوى قفاه ويمسك الدواء في فمه حتى يرشح منه في قصب الرية شيء يصل الى القرحة من غير ان يهيج سعالا ولذلك نامر ايضا صاحب قرحة المري ان يزدرد الدواء قليلا قليلا ويخلط ايضا فيه ما يثبطه في مروره بالحلق واما الاستدلال من خلقتها فبذلك احتلنا لبعض القروح بادوية توكل وتشرب فقط ولبعضها بادوية توضع من خارج ولبعضها ما جمع الامرين جميعا واحتيل في الات ملايمة لخلق الاعضاء لتوصل اليها الادوية مثل القثاطي رللمثانة وغير ذلك من الالات واما ذكاء الحس فالامر فيه بين انه لا يحتمل العضو الذي بهذه الصفة الادوية القوية وكذلك الامر في العضو الجم المنافع في المشاركة واما القروح التي تكون في ظاهر البدن وهي التي قلنا انها تحتاج فيها الى ان يخلف بدل الجلد جسما اخر فذلك يتم بالادوية المدملة وهي ادوية غاية اليبس كالعفص والجلنار ما اشبه ذلك وذلك لما نريده من يبس العضو الذي يحدث ها هنا وهي بالجملة اقوى تجفيفا من اللاحمة واما القروح الذي ينبت فيها لحم زايد فهي تحتاج الى ادوية تاكل ذلك اللحم وهي في ذلك اقوى من المنبتة وهذه الادوية هي مثل الزاج والقلقطار واقوى من ذلك الزنجارولذلك قد لا يمتنع ان يكون الزاج في بعض الابدان منبت وهذا الفعل ها هنا اعني قلع اللحم الزايد ليس للطبيعة فيه تاثير كالحال في انبات اللحم وانما هو من فعل الصناعة فهذا هو القول في القروح الحادثة في اللحم في ظاهر البدن او باطنه خلوا من سوء مزاج واما سوء المزاج اذا تركب مع القرحة فانه يتنزل منها منزلة السبب الذي ليس يمكن ان تبرأ القرحة حتى يرتفع وكذلك ان كان معه تورم وقد عرفت معالجة سوء المزاج مما سلف لكن على حال فينبغي ان نذكر به ها هنا اذكارا فنقول ان سوء المزاج الحادث بالقرحة لا يخلو ان يكون من قبل الدم الواصل اليها وذلك اذا كان خارجا في كيفيته او كميته او كليهما واما ان يكون في نفس القرحة فقط واما ان يجمع الامران جميعا فان كان من قبل الدم الواصل اليها فينبغي ان نتامل هل الفاعل لذلك الدم الواصل اليها رداة اخلاط جملة البدن او كثرتها او كليهما فان كان تلك فالاستفراغ العام وان كانت الكثرة مجردة فالاستفراغ بالفصد وان كانت الرداة فالاستفراغ بالدواء المسهل وقد عرفت المواضع التي تستحق استفراغا استفراغا من هذه الاستفراغات فلا معنى لاعادتها وربما كان الفاعل لذلك عضو واحد من اعضاء البدن فينبغي حينئذ ان نجهد في استفراغه وربما كان ذلك العضو مؤوفا مثل ان يكون به دوالي او غير ذلك وحينئذ ينبغي ان تشتد عنايتنا بتنقية البدن وبالجملة فنحتال في ردع تلك المادة عن ذلك العضو المقرح بجميع وجوه الردع التي ذكرناها فيما سلف من تقوية العضو وجذب المادة الى خلاف الجهة واما ان كان سوء المزاج في القرحة نفسها فقد ينبغي ان نعنا به ونقلعه مثل ان كانت القرحة يابسة رطبناها بالماء السخن وان كانت رطبة جعلنا الادوية المنبتة فيها اخف مما ينبغي وكذلك نفعل ان كانت حارة او باردة وان كان اللحم الذي في القرحة قد صلب حتى تثولل فينبغي حينئذ ان تقطعه بالحديد ثم تضع عليه الدواء المنبت واما الورم فلا سبيل ايضا الى اشفاء القرحة دون شفائه وان كانت الادوية الشافية له تضاد علاج القرحة وان اجتمع الامران في القرحة عنينا بها جميعا اعني فساد الدم الواصل اليها وسوء المزاج الحادت بها واظن ليس يخفى عليك بعد هذا ما السبب في ابتداء القروح فانه لا يخلو ذلك ان يكون اما من قبل الادوية المستعملة فيها اذا كانت غير موافقة وامامن قبل ان المادة التي تصل اليها غير ملائمة واما من قبل ان الطبيعة التي في العضو قد اختل فعلها لغلبة صنف من اصناف سوء المزاج هنالك او اكثر من صنف واما القروح المتاكلة التي تحدث عن الاخلاط الردية كقروح الاكلة وغير ذلك فلن يخفى عليك ان معالجتها باستفراغ البدن وتعديل مزاجه وتجفيف القرحة نفسها بغاية ما يمكن من التجفيف بمثل الترياق وما اشبهه فهذا هو القول في علاج تعرق الاتصال في اللحم بسيطا ومع سوء المزاج وينبغي ان نقول في تعرق الاتصال في الاوردة والشرايين فنقول اما تفرق الاتصال الحادث في الاوراد فهو يلتحم بسهولة واما الانفصال الذي يحدث في الشرايين فيعسر ما يندمل الا ما كان من ذلك صغيرا او في بدن صبي ولان في انفتاح هذه العروق قد يرهق امر اخر وهو اهم وذلك هو سيلان الدم فقد ينبغي ان نقول ها هنا كيف السبيل في قطعه فان الاولوية ها هنا اللاحمة هي اللاحمة هناك لكن ها هنا ينبغي ان يكون ايبس واما انبثاق الدم فهو يكون على اوجه وذلك ان منه ما يكون بانصداع العرق وفاعل ذلك اما شيء خارج او من داخل والاشياء التي من خارج هي الاشياء التي نقطع او ترص او تمرد والاشياء التي من داخل هى التي/ تاكل بحدتها او تمرد حتى تفح العرق وقد يكون انبثاق الدم بانفتاح فوهه العرق وقد بكون بالرشح ونحن نبتدىء من هده الوجوه بالانفحار الذي يكون عن الانصداع اذ كان اخطرها فنقول ان العرق متى انصدع وكان في ظاهر البدن فان قطع الدم يتأنى بوحهين احدهما تميبل المادة ع ذلك العضو وبخاصة متى كان السبب في ذلك كرة من الدم والوجه الثاني سد مواضع الانفجار وذلك يكون اما بالاصبع ان كان قليلا فان الاصبع متى حبست على موضع الانفجار جمد حالل الدم فانقطع واما بالربط واما بالكي وذلك ان الكي يفعل على فم الحرح حشكربشة واما بالادوية القابضة المغرية كالادوية التي تركب من العلك المطوخ وغبار دقاق الحطة وما اشبه ذلك. واحمد جالينوس في الانفحار الذى كون في الشرايين الدواء المتخذ من الصر والكندر وبياص البيض ووتر الارنب حمدا كثيرا قال وذلك ان هذا مع انه يسد موضع انفجار الدم ينسد اللحم فوق العرق وذلك احوج شيء نحن اليه في هذا لان اللحم متى لم يست على فم الجرح اصاب عن ذلك العلة المعروفة بام الدم والكي بالنار غير مامون لانه ربما سقطت الحشكريشة وانفجر الدم مرة ثانية وايضا فان الكي يذهب جزءا كثيرا من اللحم ونحن في هذا الموضع الى انبات اللحم احوج منا الى نقصه وانما يحمد الكي في الانبعاث الذي يكون لموضع تاكل لعرق ولكن الكي حينئذ يقوم مقام رافع السبب الفاعل للتاكل وقد يردع الدم عن العضو بان يبرد العضو وبخاصة متى كان السبب في انبعاثه حرارة الدم وقد تستصعب هذه الوجوه فنلتجيء حينئذ الى قطع العرق وبتره شريانا كان او وريدا فان العرق اذا بتر تقلص من طرفيه فاتقطع الدم والاحزم في ذلك ان نربطه عند اصليه قتي تليان القلب ثم تبتره واما تمييل الدم الى جهة اخرى فذلك يتأتى بان ينصب العضو نصبة يكون بها فم الجرح مرتفعا الى فوق بعد ان نتوخا في ذلك للعفو وضعا غير موجع وبان تميل المادة لى ضد الجهة التي يسيل منها الدم واما الى اقرب المواضع مثال تمييلها الى اقرب المواضع ان لدم الذي يكون من الفم قد يصرف على الانف والذي يكون من الممثانة قد يصرف الى الرحم ومثال تمييلها لى ضد الجهة وضع المحاجم على الكبد في الرعاف من الجانب الايمن وفي الطحال من الجانب الايسر والمحجمة ايضا اذا وضعت في القفا في الرعاف علاج يميل الدم ايضا الى ضد الجهة فان الوراء ضد الامام ومن هذا النحو ايضا وضع المحاجم في الثديين في نزف الرحم والدم يجذب الى ضد الجهة او الى اقرب لمواضع اما بالفصد واما بالدلك واما بشق الاعضاء واما بالادوية مثل الادوية المدرة للطمث الا ان استعمال الفصد في ذلك علاج عرضي وذلك انه معالجة الشيء بما يجانسه ينبغي ان يستعمل بتوق وانما يشبه ان يكون علاجا ذاتيا حيث يكون الفاعل لانبعاث الدم كثرته واما الانفجار اذا كان في داخل البدن فليس الى قطعه سبيل الا الادوية القابضة والاغذية الغليظة وينبغي ان يوخذ الاستدلال ايضا ها هنا من وضع العضو وخلقته وساير الامور التي عددنا والادوية القابضة في ذلك على مراتب كما ان انبعاث الدم في ذلك على مراتب فاقوى الادوية في ذلك الجلنار والسماق والاقاقيا والعفص الفج وقشر الرمان والاضعف في ذلك الشاذنج ودقاق الكندر ولسان الحمل وعنب الثعلب واحمد جالينوس لسان الحمل في النزف الذي يكون من الرحم لتاكل هنالك قال ومن شاني اذا استعملته ان اخلط به بعض الادوية الشديدة القبض ومن اصعب هذا الانصداع الذي يكون في باطن البدن انصداع عروق الصدر واصعب من ذلك انصداع عروق الرئة وقد ظن قوم ان انصداع عروق الرئة شيء لا يلتحم وجالينوس يضمن انه متى وقعت اليه هذه العلة في ابتدائها انه يلحمها بدمها فاما متى صارت الى التقيح فانه فيما يزعم امر لا يتاتى البرء الكامل فيها ولكن /قد يمكن ان يعيش العليل دهرا طويلا اذا تدبر بالتدبير الذي اضعه حتى انه ليس يموت من هذه العلة وهذا ينفهم لعمري من كلام جالينوس وان كان لم يصرح به كل التصريح واما الحدث فشاهدوا ذلك زعم ابن سينا انه رأى امرأة عاشت بذات الرئة عشرين سنة كانت تاكل خبزها بالجكنجبين السكري وكذلك زعم هولاء القوم بنو زهر انهم شاهدوا ذلك في غير ما شخص فاما وجه العلاج في انصداع عرق في هذا العضو من اول الامر وذلك اما لصيحة شديدة او غير ذلك من الاشياء التي من خارج فذلك يكون بان نفصد العليل من اول الامر من الاكحل ان كان هنالك امتلاء مفرط او من الباسليق ان لم يكن هنالك امتلاء والاجود ان نخرج له الدم مقسما على مرتين وتشد منه الاطراف اعني اصول الافخاذ واصول الذراعين وتامرهم ما استطاعوا الا يسعلوا وجالينوس يامر ان يسقوا في اول الامر خلا ممزوجا بماء ان زكن الطبيب ان في الرئة دما ما قد انعقد وهذا العلاج هو مضاد للسبب والعرض وذلك ان الخل من شانه ان يهيج السعال وهو ها هنا غرض ينبغي ان نصرف العناية اليه وهو ايضا ينكي القروح فيزيد بهذا السبب في سيلان الدم فالاحزم في هذا الموضع ان يتجنب ويسقى العليل ما فيه ردع وقبض وتقوية ونختار من القابض ما فيه لطافة لبعد الموضع انفع الاشياء في ذلك عندي شراب الورد بما انفع فيه جوز السرو وجفت البلوط واذناب الخيل اجزاء سواء واحمد ابو هرون بن زهر في ذلك ان يكون الماء قد اطفيء فيه حديد محمى حتى يذهب منه جزء كبير فبهذا العلاج يمكن ان تندمل هذه القرحة بدمها وفي هذا كله تلطيف الغذاء من اهم الاشياء يكفي ذلك ماء الشعير مع سويق حب الرمان او سويق الشعير بالغذاة واوقيتان من خبز بالعشي مع خصي ديك واما ان كان سبب انصداع العرق فيها نزلة اصابت وذلك اما بجهة هيجانها للسعال واما بجهة اكلها لجوهرها وذلك انه اذا كانت عن خلط حاد فان الاحزم في هذا الموضع هو الاستفراغ العام وذلك بالفصد والاسهال ووضع الدواء المجفف على الراس واما ان كان السبب في النزلة سببا باردا فالقرنفل في ذلك والفلفل والفوذنج نعم الدواء واما ان كانت عن مسبب حار فيكفي في ذلك البساسة والاترج وبالجملة كل قوي التجفيف قليل الحرارة فانه لا سبيل ها هنا ان يندمل الجرح والسبب الفاعل باق ولان الوقت ضيق مخافة ان يقيح الجرح وبذلك ينبغي ان يجتهد في رفع السبب الفاعل بعناية وليس ذلك اكثر من ان يجتهد في تجفيف البدن بكل ما يمكننا ولذلك الترياق في هذا الموضع دواء حسن جدا وبخاصة الحديث مع انهم زعموا ان من خاصته قطع الدم كما يقطع الاسهال ان كان ذلك كذلك فالعلاج بالترياق مشترك لصنفي انفجار الدم اعني الذي يكون عن سبب من خارج والذي يكون عن سبب من داخل واحمد جالينوس ايضا في هذا الموضع اقراص اندرخون والاقراص المتخذة بالبزور واما اذا قاحت فان جالينوس يزعم ان السبب في امتناعها قبول البرء ان الصديد ليس الى انقاء القرحة منه سبيل الا بالسعال والسعال يزيد في التورم والتورم يزيد في الصديد الا ان هذا لو كان كما زعم لما كان لاحد سبيل ان ينقطع النفث من رئته ويعيش دهرا طويلا كما ذكر لكن يشبه ان يكون السبب في ذلك ان العضو اذا تورم لا تقبل البرء قرحته بل تصلب ويبقى العليل كذلك يعيش دهرا طويلا وذلك شيء راجع الى حملة جوهر هذا العضو لا ان يتكلف في هذا غير ذلك ومن قاحت رئته اما بسبب ورم كان هنالك فانفجر بمدة بيضاء واما لانصداع اهمل حتى صار الى التقيح فانفع ما يعالج به ما فيه بعض جلا وتجفيف مع تقوية كالبرشاوشان والقرصعنة وقشر الاترج والبسباسة مع عروق السوس والتزام اكل خبزه بمربا الورد او الزبيب العسلي وشرب اللبن في هذا/ الموضع محمود وكذلك ماء الشعير وينتقل العليل الى البلاد الجنوبية في الذي يكون سببه زكام بارد ايضا واما قروح قصبة الرئة فانها اسهل برءا وبالجملة فينبغي في تجفيفها ايضا وفي تجفيف قروح الرئة بان تامر العليل ان يمسك في فمه ما فيه جلا وتجفيف مع تمليس ويستلقي على قفاه فان بهذا الوجه قد يمكن ان يصل من ذلك الى الرئة شيء على جهة الرشح كما يهبط الظل على الحائط واما انفجار الدم الذي يكون بانفتاح افواه العروق فعلاجه هو نحو هذا العلاج واما رشح الدم فشفاوه بالادوية الباردة القابضة وان كان السبب في ذلك رقة الدم فبالاغذية الغليظة فهذا ما رأينا ان نذكره في معالجة تفرق الاتصال الحادث بالعروق فينبغي ان نقول في تفرق الاتصال الحادث بالعصب فنقول اما العصب فمن جهة ما شانه ان يقبل التشنج عند ادنى رطوبة تصيبه فقد يجب ان نعنى غاية العناية عندما تصيبه نخسة الايرم وذلك يكون بالعناية بجملة البدن اعني بالفصد والاسهال والا يلبث في الجرح صديد اصلا ولا يكون هنالك وجع ولان العصب من الاعضاء الغائرة الكثيفة لم يكف في تنشيف الصديد منه الادوية اللاحمة بل اوفق الادوية له ما كان فيها تجفيف مع حرارة تجذب ذلك الجزء الصديدي من غير لذع ولذلك قد نعنى في اول الامر في هذا الجرح بتوسيعه وهذه الادوية تختلف بالاقل والانقص فاضعفها علك البطم اذا استعمل وحده واقوى من ذلك اذا استعمل مع يسير من الفربيون وانما ينفع وحده في الابدان المرخصة واما الابدان الصلبة فيوافقها في هذا المعنى السكبينج وحده مع الزيت اومع علك البطم وكذلك الجاوشير والحلتيت ايضا في هذا المعنى نافع والكبريت الذي لم يصبه النار واذا خلط بالزيت نافع في هذه الجراحات والرايتنج في هذا المعنى يقرب من علك البطم وكذلك العلك الرطب واما اذا انحرفت العصبة وقد انكشط من عليها الجلد فليس تحتمل مثل هذه الادوية بل يكفي في هذا الموضع النورة المغسولة بالزيت والتوتيا المغسولة ايضا وان كان البدن صلبا فحسبك اقراص اندرون واذا انقطعت العصبة عرضا ولم تنبتر فهو اشد خوفا منها اذا انقطعت طولا ولذلك يحذرعلى هولاء ان يصيبهم تشنج فليعن بتدبير هولاء غاية العناية من اخراج الدم والاستفراغ وتعرق رقبته وابطيه بزيت حار وبخاصة متى كان القرح في اليد كما انه يجب ان يعرق بالزيت اربية من كان القرح في رجليه واما ما يسكن به وجع العصب اذا كان غير مكشوف فهو الزيت الحار لان الماء الحار مضاد لهذا الجوهر اعني جوهر العصب واما اذا كان مكشوفا فالزيت يوخره الى ان يرهق الى ذلك شدة الوجع وينبغي ان يكون الادوية التي توضع على العصب سخنة بالفعل فان هذا العضو اكثر شيء تالما عن البرد واذا كان التورم وخفنا على العليل التشنج بترنا العصب فان بذلك ادماج ينجو من الموت وان كنا بهذا الفعل نورثه زمانه في العضو الواصل اليه ذلك العصب واما الرباطات فهي تحتمل من المداوات ما هواشد واقوى من مداوات العصب وكذلك الامر في الاوتار وان كانت الاوتاراقرب الى العصب والرباطات التي تتصل بالعضل يجب ان تعالج بمثل معالجة العصب واما ما يتصل من ذلك بالعظم فلا تغيره الادوية القوية واذ قد قلنا في التفرق الحادث في العروق والعصب فقد ينبغي ان نقول في تفرق الاتصال الحادث في العظم وهو المسمى كسرا وبذلك يتم القول في هذا الجنس من المرض فنقول اما ما وقع من الكسر في العظام عرضا فانه ضرورة يميل العظم من احدهما عن الاخر اما يمينا واما شمالا واما قداما واما خلفا فيجب لذلك اولا ان نردها على استقامة لكن لما كان هذا الكسر في الاكثر ليس يكون/ مستويا بل بزوائد لم نامن ان رمنا رده ان تنكسر تلك الزوائد فيقع في بلية اعظم فلذلك يجب ان يمد كل واحد من العضو عن صاحبه مدا ما وذلك باليد او بالالات التي كانت جرت عادة القدماء ان يمدوا بها ان كان في زماننا هذا من يحسن ذلك واذا مد العضو ترك حتى يتقلص بالعضل الذي فيه ثم يسوى ما هنالك ان احتيج الى تسوية ولان العليل لا يمكنه ان يحفظ العضو المكسور على الوضع الذي رد عليه وبخاصة عند النوم وعند الحركة الى الخلاء فلا بد من ربطه واوفق الربط له فيما يراه ابقراط ان يتخير له لفافتين نبتديء باحدهما من موضع الكسر ثم يصار الى فوق الكسر واللفافة الاخرى يبدأ بها من موضع الكسر ثم تمد الى اسفل العضو وانما اختار ابقراط هذا الرباط لانه يجمع مع شد العضو انه يمنعه من ان تنصب اليه المادة فتورمه بخلاف ما يكون الامر لو ابتدى بالرباط من فوق الجرح نفسه وابقراط يامر ان يحل هذا الرباط غبا وذلك في السابع الاول خوفا من ان يحدث هنالك تورم ومتى حدث ادنى وجع حل الرباط وطلي على العضو بالادوية المسكنة للوجع وكذلك من وجد في العضو حكة نطل بالماء السخن فاذا تجاوز السابع وامن الورم فليس يكفي حينئذ في امساك العضو على وضعه تلك اللفائف فقط مخافة ان ينجبر معوجا بل توضع على اللفائف رفادات تمسك العضو قال الرازي والجابرون من اهل زماننا فانهم يضعون الرفائد من اول الامر في السابع واما ابقراط فانه يحذرها مخافة التورم وايضا في السابع ليس يخاف على العظم ان ينجبر معوجا بل ينبغي ان تكون العناية في السابع الاول مصروفة الى منع حدوث الورم قلت واما الجابرون من اهل زماننا فانهم يضعون الرفائد في اول الامر مع بعض الادوية التي تشد العضو كدقيق الدرمك وبياض البيض وغير ذلك ويتركون العضو كذلك الى ان يبرأ واظن ان من يتخلص بين يدي هولاء من التورم فانما يتخلص بالاتفاق بل ينبغي ان تحل الرفائد بعد السابع الاول وذلك لا اقل في كل سبعة ايام وينظر كيف انعقاد ذلك الرشد فان العظم لا ينجبر بعينه وانما ينجبر هنالك شيء شبيه به فان كان اغلظ مما يجب وضع هنالك من الادوية ادوية كثيرة التجفيف وشدت اللفائف فان كان ارق طل بالماء السخن وارخيت اللفائف وان كان معتدلا فالادوية الداملة من اوفق شيء لتولد مثل هذا الجوهر لانها يلبسها بعينها على الانعقاد واما التدبير بالغذاء والدواء ففي السابع الاول ينبغي ان يسق لصاحبه العرق ويسهل ان كان هنالك امتلاء بخاصة وتلطف الغذاء جملة فاذا تجاوز السابع الاول غذي باغذية شبيهة بذلك الجسم الذي تروم توليده وهي الاغذية الغليظة اللزجة واما اذا كان الكسر مع جروح فينبغي ان يترك فم الجرح مكشوفا ليسيل الصديد منه وان كانت شظايا من عظام توجع فلتخرج واما ان كان الشق طولا فالرباط نفسه يشفي من ذلك مع ما ذكرنا من التدبير واما امر عظام الراس اذا نفذ الجرح فيها الى الصفاق فانه ينبغي ان يقور ما حواليه الى العظم وتنشف الصديد والا لم يكن سبيل الى برءه ومن يفعل ذلك غير موجود في المنسوبان اولا الى الاعضاء المتشابهة وثانيا الى الالية وينبغي بعد ان نقول في الامراض التي المنسوبان اولا الى الاعضاء المتشابهة وثانيا الى الالية وينبغي بعد ان نقول في الامراض التي تنسب الى الاعضاء الالية نسبة اولى فنقول ان الامراض المنسوبة الى الاعضاء الالية منها امراض الزيادة في العدد والنقص فان امزاص الزيادة والنقص في المقدارهي منسوبة الى المتشابهة ومنها امراض الحلقة وهي تنقسم الى الشكل والملا سة والخشونة والسدة والانفتاح ومنها امزاض الموضع اما امراص الزيادة في العدد فمنها الطبيعي كالاصبع السادسة وهذا لا يكاد ينظر فيه صناعة الطب/ومنها غير الطبيعي وهذا اصناف فمنها الحصى المتولدة في المثانة والكلى ومنها الحميات والديدان المتولدة في البطن ومنها الخيلاق والثواليل المتولدة في البدن ومنها نزول الماء في العين ومنها الظفرة ومنها البردة ومنها القيح المجتمع في العين ومنها الرجا المتولدة في ارحام النساء وكل هذه اسبابها المتقدمة الخارجة غن الطبع في كميتها وكيفيتها فان كانت بعدا هذه العلل في حد التكون فالعناية اولا انما تكون بقلع اسبابها وذلك يكون بالاستفراغ العام ثم بعد ذلك قلع تلك الزوائد وازالته وان كانت هذه العلة قد تم تكونها فليس الغرض من شفائها الا غرض واحد هو قلع الزائد فهذه هي المداوات التي تعم جميع هذه الاصناف واما ما يخص واحدا واحدا منها فهو ما اقول اما الحصى قلعها وازالتها تكون بالادوية المخصوصة بذلك وقد ذكرت فيما سلف واما الديدان والحيات فانها تقتل بالادوية المرة كالافسنتين والشج واما الدود المعروف بحب القرع فيحتاج الى اقوى من ذلك بمنزلة السرخس واما الخيلان والثواليل فانها تقلع بالادوية وبالحديد. واما المنكوسة من ذلك فلتقلع بريشة تلتقمها كما تدور واصلح الريش لهذاالفعل ريش الديوك وريش العقبان. واما الماء النازل في العين فانه اذا كان نضجا ينقلع بالقدح واما القيح فانه يقلع بان يحدر الى اسفل. قال جالينوس واعرف رجلا من الكحالين كان يجلس المريض على كرسي ويهز راسه حتى يرى القيح قد انحدر وليس يمكن هذا في الماء النازل في العين فانه شبيه بالغمام يرجع عندما يزال الى اسفل ولذلك ليس الحيلة فيه الى ان يغوص في حمل العين والا عاد والشيافات المتخذة بالمرارات نافعة في نزول الماء وفي القيح وقد يستفرغ القيح بالبط واما الظفرة فاذا كانت كثيرة فقلعها يكون بالحديد وان كانت صغيرة فبالادوية واما البردة فقطعها يكون بالحديد واما العلة المعروفة بالرحا فقلعها يكون بالادوية المدرة للطمث المسقطة للاجنة. واما امراض النقص ففيها سقوط الشعر وتمرطه في العلة المعروفة بالقرع وداء الثعلب والحية واما نقصان اصبع او غير ذلك من الاعضاء فلا سبيل الى برة واما الحيلة في وجه انجبار الشعر وتولده فلما كنا قد علمنا ان الشعر تولده انما يكون من الفضل الدخاني كان ضرورة سقوطه من فساد هذا الفضل وخروجه عن الطبع في كيفيته ولذلك ما ينبغي ان تركن على الفضل الغالب على البدن فتخرجه بالاسهال وكذلك تستعمل الادوية المحللة فيما لحج من ذلك في العضو نفسه واما نقصان اللحم فقد قلنا في وجه جبره واما امراض الحلقة فاحدها كما قلنا الشكل وهذا اكثر ذلك انما يكون طبيعيا فلذلك لا سبيل الى اصلاحه واظن ان الاعضاء المؤوفة الشكل لو وضعت من اول الولادة في قوالب مستقيمة الشكل وبقيت كذلك زمان النمو كله لاستقام شكلها ومنها امراض الملاسة والخشونة اما امراض الخشونة فانما يفعلها ابدا خلط حريف وذلك اما مرة صفراء واما سوداء واما بلغم مالح وشفاء هذا يكون باستفراغ هذا الفضل واحالته وتقويته الاعضاء الخشنة الا ينصب اليها مثل هذا الفضل بالادوية القابضة وتمليسها بالادوية المملسة وكثيرا ما تضاد ها هنا قلع السبب العناية بتملس العضو نفسه مثل السجح الحادث عن البلغم المالح لكن ليس يخفى عليك من القوانين المتقدمة كيف يضع. واما امراض الملاسة فسببها الاخلاط اللزجة وشفاوها يكون بقلع تلك الاخلاط ومنها امراض السدد وشفاء السدد ان كانت في حد التكون فباستفراغ الخلط الفاعل لها و بتفتيح السدد نفسها بالادوية المفتحة وان كانت قد فرغ تكونها وليس هناك امتلاء فبالادوية المفتحة فقط واما انفتاح المجاري فعلاجه/ يكون بالادوية القابضة المقوية للعضو وقد يستعمل فيه المخدرة وذلك اذا افرط فعل القوة الدافعة او المسكنة المملسة واما امراض الوضع فاشهرها الفتوق الحادثة في البطن والانثيين والفتوق التي في البطن تعالج بان يستلقي العليل على ظهره ولا يتصرف وبالادوية القابضة اللطيفة القبض كجوز السرو وجفت البلوط واشباه ذلك وان كانت هنالك نفخة تمنع المعا ان يرجع عولج بالادوية المحللة للنفخ واما الفتوق التي تعرض في الانثيين فما كان من ذلك عن رطوبة او عن ريح فعلاجه يكون بالادوية المحللة الرادعة واما ما كان عن انحدار المعا هنالك فبالادوية القابضة وبلزوم العليل وضعا يمكن فيه ان يرجع ذلك المعا وتركه التصرف جملة وهذا الصنف عسر العلاج ومن امراض الوضع الحدبة وعلاجها يكون باستفراغ الخلط المزلق للفقار واستعمال الادهان المحللة العطرة هنالك ومن امراض الوضع الخلع ومداواة هذا يكون برد العضو الى موضعه قبل ان يرم وجميع الاعضاء اذا انخلعت اختل وضعها الا خلع العضد من المنكب ومفصل الورك لان راس العضد اذا انخلع يدخل في الابط وراس الفخذ في الاربية والعلامة لخلع مفصل العضد نتوء مستدير تحت الابط وكذلك يحس في خلع المفصل في الاربية فهذا هو القول في معالجة جميع اصناف الامراض باوجز ما امكننا وابينه وقد بقي علينا من هذا الجزء القول في شفاء مرض مرض من الامراض الداخلة على عضو عضو من الاعضاء وهذا وان لم يكن ضروريا فلانه منطو بالقوة فيما سلف من الاقاويل الكلية ففيه تتميم ما وارتياض فاذا ننزل فيها الى علاجات الامراض بحسب عضو عضو وهي الطريقة التي سلكها اصحاب الكنانيش حتى نجمع في اقاويلنا هذه الى الاشياء الكلية الامور الجزئية فان هذه الصناعة احق صناعة ينزل فيها الى الامور الجزئية ما امكن الا اننا نرجىء هذا الى وقت نكون فيه اشد فراغا لعنايتنا في هذا الوقت بما يهم من غير ذلك فمن وقع له هذا الكتاب دون هذا الجزء واحب ان ينظر بعد ذلك في الكنانيش فاوفق الكنانيش له الكتاب الملقب بالتيسير الذي الفه في زماننا هذا ابو مروان بن زهر وهذا الكتاب سالته انا اياه وانتسخته فكان ذلك سبيلا الى خروجه وهو كما قلنا كتاب الاقاويل الجزئية التي قيلت فيه شديدة المطابقة للاقاويل الكلية الا انه شرح هنالك مع العلاج العلامات واعطاء الاسباب على عادة اصحاب الكنانيش ولا حاجة لمن يقرأ كتابنا هذا الى ذلك بل يكفيه من ذلك مجرد العلاج وبالجملة من يحصل له ما كتبناه من الاقاويل الكلية يمكنه ان يقف على الصواب والخطأ من مداوات اصحاب الكنانيش في تفسير العلاج والتركيب والله الموفق للصواب لا رب غيره وهو حسبنا ونعم الوكيل كمل الكتاب والحمد لله على نعمه التي لا تحصى وصلى الله على محمد رسوله المصطفى وعلى اله وسلم تسليما وكتبه لنفسه بقرطبة كلاها الله عيسى بن احمد بن محمد بن قادر الاموي القرطبي وكان فراغه منه يوم الجمعة في العشر الوسط من صفر ثلاث وثمانين وخمس ماية بلغت مقابلة بكتاب مؤلفه الشيخ الفقيه القاضي الاورع الامجد الامام الاوحد ابو الوليد محمد بن احمد بن رشد رضي الله عنه وعن سلفه وادام مدته وابقى بركته وذلك بقرطبة حرسها الله
Shafi 518