وكذلك لو أبدلت «والشطآن تزأر» لقلت: «والشطآن تصيح» وكان أريفراديس يهزأ بالشعراء التراجيديين لأنهم يستعملون عبارات لا ترد فى الحديث قط، مثل قولهم: «عن المنازل بعيدا» بدلا من «بعيدا عن المنازل» ومثل: σέθειν و ἐγέ δὲ νιν وقولهم: «أخيل ما فى شأنه» لا «ما فى شأن أخيل» وما يجرى هذا المجرى. على أن مجئ هذه الأساليب على خلاف العادة فى الاستعمال هو الذى يجعلها تنأى بالعبارة عن الابتذال، ولكن أريفراديس ما كان يشعر بذلك.
ومن المهم أن تراعى المناسبة فى استعمال كل من هذه الأنواع التى ذكرناها، وفى استعمال الكلمات المضاعفة والغريبة؛ ولكن أعظم هذه الأساليب حقا هو أسلوب الاستعارة؛ فإن هذا الأسلوب وحده هو الذى لا يمكن أن يستفيده المرء من غيره، وهو آية الموهبة، فإن إحكام الاستعارة معناه البصر بوجوه التشابه.
Shafi 128