Takaitaccen Tarihin Yunan Da Roma
خلاصة تاريخ اليونان والرومان
Nau'ikan
فقد كانت فضائل هذا الرجل وعظمته توبيخا لأراذل الناس وأدنيائهم فبغضوه وسعوا في إهلاكه، وكان أعداؤه كثيرين بين أهل طيبة فسعوا في الحكم عليه بالموت بناء على أنه بقي قائدا للجيش مدة تتجاوز ما يوجبه الشرع، فدافع عن نفسه بأن ذلك كان للمحافظة على طيبة من الخراب فعفا القضاة عن حياته.
غير أن أعداءه ما زالوا يسعون جهدهم إلى التخفيض من قدره، فعينوه ناظرا لكناسي شوارع طيبة، أما هو فلم يغتظ من ذلك لعلمه أن هذا يجلب العار على أهل طيبة وليس عليه؛ لأنه كان يقول: إن الإنسان لا يشرفه منصبه، بل هو يشرف منصبه فاجتهد بواجباته نحو مصلحته الجديدة؛ حتى كنت ترى هذا القائد الظافر مهتما بتنظيف الشوارع من القاذورات اهتمامه بتدريب الجند في ساحة الحرب.
غير أن الحرب لم تكن قد انتهت فلم يلبث أهل طيبة حتى شعروا باحتياجهم إلى إيبامينوندس، فأخذوا منه المكنسة وقلدوه الحسام فاستلم قيادة الجيش بقوة أعظم من قوته قبلا.
وكان آل طيبة لا يرون عزا ولا فخرا إلا تحت قيادته، وآخر انتصار انتصروه على يده كان في متينيا؟ لكنه جلب عليهم الخسائر الفادحة؛ لأن إيبامينوندس أصيب بنبلة في صدره وهو يجاهد في وسط المعمعة، فاحتدمت نار الحرب بين الطيبيين والسبارطيين حول ذلك المجروح أولئك يريدون حمله من المعمعة وهؤلاء يريدون قتله، فتقهقر السبارطيون وقفل إيبامينونداس على الأذرع إلى خيمته.
وبقيت النبلة في صدره؛ لأن الأطباء قالوا: إنه حالما تخرج منه يموت، فبقي إيبامينوندس يتقلب على فراش الوجع، وما كان يستوقف أفكاره إلا انتصار أهل بلاده.
فجاء أخيرا رسول من ساحة الحرب وأخبره أن السبارطيين قد طلبوا الفرار، وأن أهل طيبة قد فازوا بالنصر المبين فقال إيبامينوندس حينئذ: «إذا هذا ما كنت أتمناه.» قال ذلك وأخرج النبلة من جرحه فمات حالا، وكان ذلك سنة 262 قبل الميلاد، وبعد موت إيبامينوندس انحطت شوكة أهل طيبة وأصبحوا كغيرهم من شعوب اليونان.
ديانة قدماء اليونان وخرافاتهم
وصلنا في ما تقدم من تاريخ اليونان إلى معظم مجدهم، فلنتبين كيف كان انقلاب دولتهم، وقبل ذلك نذكر شيئا عن ديانتهم وأشياء أخرى تتعلق بهم.
كان يعتقد اليونان بثلاثة صفوف من الآلهة وهي السماوية والبحرية والسفلى، وكانوا يظنون أن الأولى تسكن في أعالي السماء، والثانية في البحر، والثالثة في الأماكن المظلمة تحت الأرض. وكان لديهم فضلا عن هذه الآلهة أنواع أخرى من الآلهة السفلى التي كانت تسكن الأحراج والينابيع ومجاري المياه.
فالآلهة السماوية هي جوبيتر وأبولو والمريخ وعطارد وباخس وفلكان ويونيو ومنارفا والزهرة وديانا وسيرس وفستا، وأعظم هذه الآلهة جوبيتر، وكان اليونانيون إذا حصل رعد أو برق يظنون أن جوبيتر قد غضب عليهم، وكانوا يحتفلون مرة كل أربع سنوات احتفالا شائقا يلعبون فيه ألعابا يدعونها ألعاب الأولمبوس، وهي عبارة عن صفوف من المشاة والفرسان وراكبي المركبات يتسابقون ويتصارعون ويتبارون، وكان من أشرف الأمور عندهم أن ينال أحدهم الجائزة في ألعاب الأولمبوس.
Shafi da ba'a sani ba