يد بتع بن زيد صاحب السد سد بتع. فملك بتع بن زيد وحسنت سيرته ورضى بذلك بنو الصوار، وقربها جميعًا وأدناهم وآثرهم، فكان له الاسم ولهم الجسم
وصية بتع الملك لابنيه علهان ونهفان
فلما احتضر أوصى ابنيه علهان ونهفان، وقال:
أوصيكما بتقوى الله أولا، ثم باتفاقكما بع، فلا ذل مع وفقة، ولا عز مع فرقة، ولولا تداول الرجلين بالخطو ما بلغ ذو الحاجة من المسير مراده، ولولا توافق اليدين في المتح ما ملأ الوارد ورده، وما استديمت العارية بمثل صيانتها ورعاية حق المعير فيها. فاحفظوا الله في جوار النعم، كيلا تعود نقما، فانه إذا أوسف انتقم، كوثر قصم، ولا تبسطنكم عليه دالة، فليس بينكم وبينه قرابة. وإذا زللتم فاهربوا إليه، فليس عليه مجير. ولا منه خفير، ثم اعلموا: أنَّ هذا الأمر صار إلينا عن قوم لم يرفضوه زهدًا، ولم يسلموه جهدًا، ولم يسلبوه قهرًا. وإنّما أمانة غائب إلى أوبة ومال يتيم يرزق منه بالمعروف إلى أنْ يؤنس رشده، ويتبين حزمه، ويعز عقله ثم
1 / 57