247

Takaitaccen Turakun

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

Mai Buga Littafi

دار صادر

Inda aka buga

بيروت

وللصفوري فِي الإعتذار قَوْله
(أيا من فَضله والجود سارا ... مسير النسيرين بِلَا معَارض)
(وعدتك سَيِّدي والوعد دين ... وَلَكِن مَا سلمت من الْعَوَارِض)
قلت الْعَوَارِض مظْلمَة سلطانية تُؤْخَذ من الْبيُوت فِي الشَّام فِي كل سنة وَيُقَال أَنَّهَا من محدثات الْملك الظَّاهِر بيبرس وَبِهَذَا تمت لَهُ التورية وَمِمَّا يُعجبنِي فِي التَّعَرُّض لَهَا قَول الأكرمي الْمُقدم ذكره
(لحى الله أَيَّام الْعَوَارِض أَنَّهَا ... هموم لرؤياها نشيب الْعَوَارِض)
(يضيق لَهَا صَدْرِي وَإِنِّي لشاعر ... خليع وبيتي مَا عَلَيْهِ عوارض)
وَقَالَ ملمحا بحكمة تروى عَن الإِمَام مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة وَهِي لَيْسَ بِحَكِيم من لَا يعاشر بِالْمَعْرُوفِ من لَا يجد بدا من معاشرته حَتَّى يَجْعَل الله لَهُ فرجا ومخرجا
(إِذا أَنْت لم تقدر على ترك عشرَة ... لذِي شَوْكَة فانصح وعاشره بِالصّدقِ)
(وَلَا تضجرن من ضيق مَا قد لَقيته ... عَسى فرج يَأْتِيك من خَالق الْخلق)
وَله
(إِذا أَنْت لم تقرب يناجيك خاطري ... وَإِن تدن مني فالجوارح أعين)
(لِأَنَّك مطلوبي على كل حَالَة ... وَأَنَّك مختاري فرؤياك أحسن)
وَفِي مَعْنَاهُ قَول القَاضِي إِسْمَاعِيل الْحِجَازِي الْآتِي ذكره
(إِذا ألحت لي ناجتك كل جوارحي ... وَإِن غبت عَن عَيْني أناجيك بِالْقَلْبِ)
(فَأَنت من قلبِي حُضُور أَو غيبَة ... وَأَنت ضيا عَيْني فِي حَالَة الْقرب)
وَمن شعره قَوْله يمدح الْوَادي التحتاني أحد متنزهات دمشق
(وَالله مَا رَأَتْ العينان مثلك يَا ... وَادي دمشق وَلم تسمع بِهِ أذن)
(لانت كالجنة الفردوس إِذْ هَبَطت ... فِيك الْجَوَارِي وَالْولد أَن قد سكنوا)
وَبِالْجُمْلَةِ فمحاسن السَّيِّد أَحْمد فِي الشّعْر كَثِيرَة فنكتفي مِنْهَا بِهَذَا الْقدر وَكَانَت وِلَادَته فِي سنة سبع وَسبعين وَتِسْعمِائَة وَتُوفِّي خَامِس شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَألف وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير رَحمَه الله تَعَالَى
الشَّيْخ أَحْمد بن عَليّ الحريري العسالي الشَّافِعِي شيخ الخلوتية بِالشَّام الْبركَة الْوَلِيّ العابد الزَّاهِد نزيل دمشق وَأحد الْأَفْرَاد الْمُتَّفق على صَلَاحه وزهده وورعه وَكَانَ لَهُ فِي طَرِيق الْقَوْم كَلِمَات من النمط العالي وشاع أمره وطار صيته وَكَانَ وَالِده كردِي الأَصْل قدم من بَلْدَة حَرِير وَنزل بقرية عَسَّال من ضواحي دمشق فولد لَهُ بهَا أَحْمد

1 / 248