زيد (١) تابع عَمْرًا عن عطاء عن ابن عباس "أَلاَ نَزَعْتُم جِلْدَهَا فَدَبَغْتُمُوهُ فَاسْتَمْتَعتُم بِهِ".
والشاهد حديث عبد الرحمن بن وعلة، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ ... "أيُّمَا إهابٍ دُبغ فقد طَهُر".
ثم اعلم أنه قد يدخل في باب المتابعة والاستشهاد رواية من لا يُحتج بحديثه وحده، بل يكون معدودًا في الضعفاء، وفي كتاب البخاري ومسلم جماعة من الضعفاء، ذَكَراهم في المتابعات والشواهد.
وليس كل ضعيف يصلح لذلك، ولهذا يقول الدارقطني وغيره في الضعفاء فلان يعتبر به، وفلان لا يعتبر به.
مُخْتَلِف الحديث:
وهو أن يوجد حديثان متضادان في المعنى في الظاهر، فيُجمع بينهما أو يُرجَّح أحدهما، وهو فن مهم يضطر إليه جميع طوائف العلماء، وإنما يملك القيام به الأئمة من أهل الحديث والفقه والأصول الغواصون على المعاني والبيان، وقد صنف الإمام الشافعي ﵀ فيه كتابه المعروف به (٢) ولم يقصد استيعابه، بل ذكر جملةً تُنبِّه العارف على طريق الجمع بين الأحاديث في غير ما ذكره، ثم صَنَّف فيه ابنُ قُتَيبة فأحسن في بعضٍ.
_________
(١) هو أسامة بن زيد الليثي مولاهم، أبو زيد المدني، من كبار أتباع التابعين توفي سنة ١٥٣ هـ ينظر ترجمته في تهذيب الكمال (٢/ ٣٤٧).
(٢) لعله يقصد كتاب الأم فإن كتاب اختلاف الحديث جزء منه.
1 / 65