Jawabi da Canjin Zamantakewa
الخطاب والتغير الاجتماعي
Nau'ikan
توجد في
الواقع
عمليات ومشاركون فيها - من الأحياء والجماد - وتوجد في
اللغة
عمليات ومشاركون فيها، ولكننا لا نستطيع أن نستنبط من طبيعة إحدى العمليات في الواقع أسلوب الدلالة اللغوية عليها. وعلى العكس من ذلك، من الممكن الدلالة اللغوية على عملية واقعية بطرائق منوعة، وفق المنظور الذي تفسر به، إذ إن اللغة تميز بين عدد ضئيل من أنماط العمليات وما يرتبط بها من أنماط المشاركين فيها، وتتوقف دلالة عملية واقعية على استيعابها في نمط من هذه الأنماط اللغوية. ومن الدوافع الاجتماعية إلى تحليل التعدي هو أن يحاول المرء أن يحدد العوامل الاجتماعية أو الثقافية أو الأيديولوجية أو السياسية أو النظرية التي تتحكم في أسلوب الدلالة على عملية معينة في نمط معين من أنماط الخطاب (وفي أنواع مختلفة من الخطاب) أو في نص بعينه.
والأنماط الرئيسية للعمليات في اللغة الإنجليزية هي عملية «الفعل»، وعملية «الحدث»، والعملية «العلائقية »، والعملية «العقلية»، وقد سبق لي أن أشرت إلى عملية «الفعل» والعملية «العلائقية» عاليه. ونستطيع التمييز بين نمطين من عملية الفعل؛ الأول نمط الفعل «الموجه»، والثاني نمط الفعل «غير الموجه»، أما الأول فهو النمط الذي حددته في
كتاب الطفل ، حيث نجد فاعلا يقع فعله على هدف. وهو يتحقق بصورة عامة - ويتضح على سطح النص - في جملة متعدية (فاعل - فعل - مفعول به) مثل عبارة «أطلقت الشرطة النار على 100 متظاهر». وأما الفعل غير الموجه فيتضمن فاعلا وفعلا من دون مفعول به/هدف (مصرح به)، وعادة ما يتحقق في صورة جملة لازمة (غير متعدية) مثل عبارة «كانت الشرطة تطلق النار»، وأما عمليات الحدث فتتضمن حدثا وهدفا، وتتحقق عموما أيضا في صورة عبارات لازمة (غير متعدية)، مثل عبارة «مات 100 متظاهر» ولا تتميز عبارات الفعل عن عبارات الحدث تمييزا حاسما، ولكنها تختلف من حيث الأسئلة التي توجه بصورة طبيعية إليها؛ فالفعل غير الموجه يرتبط ارتباطا طبيعيا بسؤال يتخذ الشكل التالي: «ما الذي فعله «س» (= الفاعل)؟» وترتبط الأحداث بالسؤال التالي «ماذا حدث ل «س» (= الهدف/المفعول به)؟» وأما العمليات العلائقية فتتضمن علاقات الوجود، أو الصيرورة، أو الامتلاك بين الكيانات، مثل عبارة «موت 100 متظاهر». ونرى أخيرا أن العمليات العقلية تتضمن المعرفة (بأفعال مثل «يعرف» و«يعتقد») والإدراك الحسي («يسمع»، «يلاحظ») والعاطفة («يحب»، «يخاف»). وتتحقق عموما باعتبارها عبارات متعدية (مثل «خشي المتظاهرون الشرطة») وتتضمن ما يسميه هاليداي «المستشعر» (أي «المتظاهرون» في هذه الحالة، باعتبارهم الكيان الذي استشعر «الخوف» وهو العملية العقلية/النفسية) وإحدى «الظواهر» (وهي الشرطة في هذه الحال، باعتبارها مصدر ذلك الإحساس بالخوف والمفعول به أو الهدف في العبارة).
وقد يكون لاختيار نمط من أنماط هذه العمليات للدلالة على عملية حقيقية مغزى ثقافي أو سياسي أو أيديولوجي، على نحو ما ذكرت عاليه. ويقدم هاليداي مثالا أدبيا على المغزى الثقافي في دراسة لرواية
الوارثين
لوليم جولدنج (هاليداي، 1971م)، فهو يبين كيف يتوسل المؤلف بعمليات «أحداث» للدلالة على منظور «لوك» (الرجل النياندارتالي) (أي المنتمي إلى العصر الحجري الأول) ومن نتائج ذلك استحالة تمثيل «الفعل الموجه» وعلاقات الفاعل والعلية المرتبطة به، ومن شأن هذا إظهار البدائية الثقافية لشخصية «لوك»، وعجزه عن إدراك معنى الأفعال التي يقوم بها الناس (الإنسان العاقل).
Shafi da ba'a sani ba