Tunanin Doki
خواطر حمار: مذكرات فلسفية وأخلاقية على لسان حمار
Nau'ikan
فقال لويس: لا، نحن لا نمل شيئا ومعنا أبوانا.
فقال هنري: أنا أفضل أن أذهب بالعربة، وبذلك نصل قبلكم.
فأجاب جاك: كلا، لا تصلون قبلنا، لأننا سنقوم قبلكم بمدة.
ولما انتهوا من كلامهم كنت متهيأ للسير، وأنا على أحسن ما يكون من الزينة، وكان الوالدان مستعدين، فوضعا الطفلين على ظهري، وسرت بهم متمهلا لكيلا أكلف الوالدين مشقة الإسراع وهما يمشيان بجانبي.
وبعد ساعة وصلنا إلى ساحة المولد، وكان هناك جمع من الناس قرب دائرة محاطة بحبل، وهي التي سيظهر فيها الحمار العالم ما يعلمه.
وتركنا والدا الطفلين بقرب الحبل، ووصل بعدنا أقاربهما ووقفوا بقربنا.
وقرعت الطبول إيذانا بأن زميلي العالم سيظهر، وكانت الأنظار متجهة إلى المكان الذي سيخرج منه، ثم فتح الباب وظهر الحمار العالم.
وكان نحيفا ضعيفا يلوح على وجهه الحزن والكآبة، ناداه صاحبه فاقترب منه بدون نشاط وعليه سيما الخوف، ولاحظت أن هذا الحمار المسكين كان قد ضرب كثيرا ليحفظ ما علموه.
وتكلم صاحبه فقال: أيها السادة والسيدات، أتشرف بأن أقدم لكم «ميرليفلور» أمير الحمير، فهو حمار ليس كسائر الحمير، بل هو حمار عالم، أكثر علما من كثير من الموجودين بينكم، فهو حمار بارع ليس له نظير.
هلم يا ميرليفلور، أظهر لنا ما تعلم. فبدأ يحيي السادة والسيدات كما ينتظر من حمار مهذب.
Shafi da ba'a sani ba