ما كان أغناه عن هذا؛ فإن العلم أيضا لم يفلت هذه الناحية للأدب وطلع عليه بعلم النفس الخالص، وليس على من ينشد تعمق نفسه إلا أن يقرأ كتب علم النفس، وقد يقول قائل شتان، وأين العلم الجامد الصلب من الرواية أو القصة أو المسرحية، تتسلل إلى خوافي النفس وإلى خلجات المشاعر ونأمات الضمير لتكون أخلاق الناس وتريهم الكون جميعا في أحرف وكلمات.
ولكن هل يفكر القارئ كل هذا التفكير حين يشتري رواية أو مجموعة قصص أو مسرحية، أم إن الفن الأدبي طبيعة من طبائع النفس الإنسانية تحب أن تسمعه وأن ترويه وأن تنفعل به وأن تستثير به انفعال الآخرين؟ وإن لم تكن، فما سر بقاء الأدب حتى اليوم علما خفاقا من أعلام الثقافة العالمية يعتبره الكثيرون أسمى الأعلام وأرفعها شأنا؟ لأنه يقوم على عنصر الإبداع.
ولعل هذا العنصر هو الذي يجتذب إليه المشاهير من العلماء وغيرهم، محاولين أن ينتسبوا إلى عالم الأدب واجدين في ميدانه شرفا، لعله أكبر من شرف الميدان الذي ينتسبون إليه في نظرهم على الأقل.
ثروت أباظة
كتاب ... يكرهون الحب
الأهرام - العدد 32711
2 يوليو 1976
إن أي شعب يكره الحقد ولا يقبله، والمفروض في الكاتب أن يكون إنتاج شعبه، أي يكون ابنا شرعيا للشعب ولأخلاق الشعب، ولكن هناك كتابا فيهم لأخلاق الشعب عقوق، فهم يمثلون روحا كريهة مقيتة، ويتخلقون بغير ما يتخلق به أبناء شعبهم.
إنهم معذورون ...
لقد عاش هؤلاء الكتاب واشتد عودهم في أرض الكراهية، وفي أجواء الحقد، فهم لا يعرفون الحب ولا يحبون أن يعرفوه.
Shafi da ba'a sani ba