وقد أنشأ شوقي المسرحية الشعرية، ولم يطق أن يسير وراءه فيه إلا شاعر تتلمذ عليه وظل وفيا له إلى أن اختاره الله وهو المرحوم عزيز أباظة، ثم وقفت المسرحية الشعرية بالشعر الأصيل عن السير في الطريق، وراد الشرقاوي الطريق بعد العملاقين - شوقي وعزيز - بأعمال كثيرة، وصلاح عبد الصبور بأعمال قليلة ، ولكن كليهما صدف عن الشعر الأصيل إلى الشعر الحر، وربما كان مجال المسرحية والملحمة أصلح المجالات للشعر الحر، ولكنه مع ذلك لا يستطيع أن يسبق إلى الشعر الأصيل في قوة جرسه وإحكام قافيته وموسيقية الكلمة فيه.
وعلى أية حال، فإن مصر التي عدت عليها فترات سوداء من الأزمات المالية والاجتماعية والنفسية، ولم تنكص عن مكانتها الثقافية بفضل عماليق الأدب هؤلاء الذين اكتمل إشراقهم بشوقي، معجزة دهره ولغته، وإننا لا نملك إلا أن نرثيه بقوله هو:
وما هو ميت ولكنه
بشاشة دهر محاها الزمن
ومعنى خلا القول من لفظه
وحلم تطاير عنه الوسن
ولو أنصف الصحب يوم الوداع
دفنت كإسحق لما دفن
فغيبت في المسك لا في التراب
وأدرجت في الورد لا في الكفن
Shafi da ba'a sani ba