روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال: ((أن الله ضرب الحق على لسان عمر وقلبه)). حدثنا ابن أبي بكر العمري، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي إدريس، حدثني محمد بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المقري عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله ضرب الحق على لسان عمر وقلبه)). ويروى عن ابن عمر أنه قال: كنا نعد السكينة تنطق. وما حذر عمر شيئا إلا نزل. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال: ((ما لقي الشيطان عمر إلا فر لوجهه)). فهل كان هذا، إلا من سلطان الحق وحراس الولاية؟ ولهذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لو كان بعدي نبي لكان عمر)). حدثنا (بذلك) سليمان بن نصر، قال: حدثنا المقري عن حيوية عن شريح.
قال له قائل: فإن ورد على قلبه شيء لا يوافق الكتاب؟
قال: إن ولاية الله تعالى تغيثه، كما أغاثت الرسول في رسالته،
حتى نسخ عن قلبه وحي الشيطان. ومحال أن يكون قلب، موصوف بهذا، أن يترك مخذولا. فلو جاز لهذا أن يدوم، لبطلت إذن الولاية. وإنما يجوز هذا التخليط، ودوام مثل هذه الأشياء لمثل هؤلاء المريدين الذين هم في هذا الطريق.
(الفصل الثاني عشر) (أهل القربة)
و(أما) من وصل إلى المرتبة، ومعه نفسه مشحونة بدواهي مكامن النفس، وألزم المرتبة على شريطة اللزوم ليهذب - فهو كالمكاتب الذي يعتق على مال: فهو عبد ما بقي عليه درهم. وأما من أعتق جودا أو رحمة عليه، فقد صار حرا لا تبعة عليه لمن كان يملكه. وكذلك هذا (الولي) أعتق على شريطة لزوم المرتبة، فهو كالمكاتب؛ وهو عبد ما بقي عليه خلق من أخلاق النفس.
Shafi 41