[ سؤال أهل الفضل له ]
وأما إن سئل أهل الفضل ومن تقوم به الحجة في المصر على العوام فعليه
أن يبين لهم ما هو مخفي أمره في أصل إمامته.
مسألة
[ الادعاء يحتاج إلى إثبات ]
وإذا ادعى صحة إمامته فلا تقبل منه إلا أن يظهر ممن عقد له من
المسلمين صحة ذلك.
مسألة
[ إذا لم يسأل لا داعي للإظهار ]
وإذا لم يسأله فليس عليه إظهار ذلك إليهم حتى يسألوه لأن عنده أن
أهل مملكته راضون به وإنما ينبغي له أن يوضح سلامة حاله إذا كان أمره
مخفيا في رعيته وظن أن أمره ملتبسا عند الرعية ليزيح الشك وسوء الظن
عن نفسه.
مسألة
[ قبول ما قبل المسلمون ]
وعن بشير(1) وإذا سئل عن من عقد له فقال قبلتها من المسلمين قبل منه.
مسألة
[ وجوب طاعة الإمام على الغرباء ]
أبو محمد(2) رحمه الله في وجوب طاعة الإمام على الغرباء القادمين من
غير مصره فلا يحتاجون إلى معرفته بالبينة العادلة بل يعلمون بالقلنسوة
وإنفاذ الأمر واجتماع الناس عليه وبالدلائل من قلوبهم.
مسألة
[ إذا عقد الجماعة لا يجوز المخالفة ]
وإذا عقد الجماعة الذين هم حجة الله للإمام فيما ظهر أنهم على الحق
فهو حجة للرعية وعليها ولو عقدوها لزنديقي فيما خفي ولو بايعوه في سرائرهم على بيعة الخوارج(3) والروافض والمرجئة.
مسألة
[ ولاية أئمة العدل ]
وأجمع المسلمون على ولاية أئمة العدل والبراءة من أئمة الجور إذا صح
__________
(1) 1- بشير : هو بشير بن محمد بن محبوب. سبق ترجمته .
(2) 2- أبو محمد : عبد الله بن محمد بن بركة السليمي. سبق ترجمته .
(3) 3- الخوارج : من الخروج. وقيل : الذين خرجوا على علي - رضي الله عنه - في
النهروان. وقيل : هم المحكمة الأولى. وقيل : هم جماعة ابن الأزرق. ويذكر
ذلك عبد الله بن أباض - رحمه الله - في رسائلهم لهم. وينكر الإباضية منذ
نشأتهم أنهم من الخوارج ويعتبرون القدرية والمرجئة هم الخوارج وجماعة ابن
الأزرق. والله أعلم. أنظر الفكر السياسي عند الإباضية - فصل الخوارج ص 90.
Shafi 148