لقل لها عمري وما ملكت يدي ... وصدقت نفسي إن تجري رابح
وما زلت أشكو بيننا مضض النوى ... وما طوحت بي في الزمان الطوائح
فمنها ثغور للسرور بواسم ... لقربي منها (١) للفراق نوائح
تقر بها الأحلام مني ودونها ... مهامه فيها للهجير لوافح
وبحر (٢) طمت أمواجه وسباسب ... وقفر به للسالكين جوائح
قضيت حقوق الشوق في زورة الكرى ... فان زيارات الكرى لموانح
يقربن آمالا تباعد بينها ... (٣) وتعبث فيها بالنفوس الطوامح
فلما تولى عني النوم أقبلت ... هموم اثارتها الشجون فوادح
وعدت إلى شكوى البعاد ولم أزل ... ارددها والعذر مني واضح
وما بلغت عني مشافهة الكرى ... تبلغها عني الرياح النوافح
وحسبك قلب في إسار اشتياقه ... وقد أسلمته في يديه الجوانح ومن شعرة فيما دون المطولات:
يا نازحين ولم أفارق منهم ... شوقا تأجج في الفؤاد غرامه
غيبتم عن ناظري وشخصكم ... حيث استقر من الضلوع مقامه
رمت النوى شملي فشتت نظمه ... والبين رام لا تطيش سهامه
(٥١آ) وقد اعتدى فينا وجد مبالغا ... وجرت بمحكم جورة أحكامه
أترى الزمان مؤخر في مدني ... حتى اراة قد انقضت أيامه
(١) لقربي منها: سقطت من ج.
(٢) ك: همت.
(٣) ج د: وتبعث فيها للنفوس؛ الطوامح: سقطت من ج.