حظوة وتقريبا، وكان كاتبا مرسلا، وشاعرا مسترسلا، إلا أن الكتابة عليه اغلب، ولطير الاستحسان اجلب. فمن شعره قوله:
أللبرق يبدو تستطير الجوانح ... وللورق تشدو تستهل السوافح
فقلبي للبرق الخفوق ساعد ... وجدي للورق الثكالى مطارح
إذا البرق أورى في الظلام زناده ... فللوجد في زند الصبابة قادح
وكم وقفة لي حيث مال بي الهوى ... أغادي بها شكوى الجوى وأراوح
تنازعني فيها الشجون فاشتكي ... ويكثر بثي عندها فأسامح
أبث شجوني والحمام يصيخ لي ... ويسعدني فيما تهيج التبارح
وتطرب أغصان الأراك ... فتنثني إلى صفحة النهر الصقيل تصافح
فتبتسم الأزهار منها تعجبا ... فتهدي اليها عرفها وتنافح
كذلك حتى ماد عطف مثقفي ... وطرفي ابدىهزة وهو مارح
فلما التظى وجدي ترنم صاهلا ... فقلت امثلي يشتكي الوجد سابح
تهيا لقطع البيد واعتسف السرى ... سيلقاك (١) غيطان بها وضحاضح
(٥٠) صرفت إلى البيداء رخو عنانه ... وقلت له: شمر فإني سائح poetry>فحمحم (٢) لو يستطيع نطقا لقال لي بمثلي تلقى هذه وتكافح
وحملته تعود مثله ... (٣) فقام به مستقبلا من يناطح
ويممت بيدا لم أصاحب لجوبها ... سوى جلد لا يتقى منه باطح
(١) في هامش ك: ستلقاك.
(٢) ج ك: فجمجم.
(٣) ج ك: يناضح: وهذه رواية د وخ بهامش ك.