إلى يسارنا منصة هيئة المحلفين المؤلفة من اثني عشر من النساء والرجال، من الأرجنتين، والإكوادور، وكوت ديفوار، ومالي، وجنوب أفريقيا، وتانزانيا، وفيجي، وأندونيسيا، وكوبا، وهايتي، والصين، والفلبين. (2) ذكرى محكمة
في كانون الثاني (يناير) سنة 1991 شاركت كقاضية في محكمة شعبية نظمها وزير العدل الأميركي السابق رامزي كلارك لمحاكمة جورج بوش الأب بعد أن قادت الولايات المتحدة حرب الخليج ضد العراق قتلت فيها أكثر من ربع مليون شخص.
جلسنا لمدة يومين كاملين 1 و2 شباط 2002، نستمع إلى الشهود، ثمانية من قارة أفريقيا، وخمسة من آسيا، وخمسة من أميركا اللاتينية، نساء ورجال جاءوا إلى هذه المحكمة الشعبية العالمية الأولى من نوعها، لتقديم شهادتهم عما أصاب بلادهم من جراء الديون الخارجية، ومن سياسات البنك وصندوق النقد الدوليين ومنظمة التجارة العالمية، والشركات المتعددة الجنسيات في البلاد الرأسمالية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية.
عقدت هذه المحكمة الشعبية العالمية ضمن الفعاليات الأساسية للملتقى العالمي الاجتماعي الثاني في مدينة بورتر أليغري، والتي عقد فيها الملتقى العالمي الاجتماعي الأول العام الماضي 2001، لقد أصبحت هذه المدينة في جنوب البرازيل شعلة الحركة الشعبية العالمية الجديدة المقاومة للعولمة والاستعمار الجديد، والتي تحمل اسم: «العولمة من أسفل»
Globalization form below
وقد نشأت كحركة شعبية عالمية لمقاومة المؤسسات الاقتصادية الدولية واجتماعاتها العلوية في دافوس، في سويسرا، ونحن نتذكر كيف نجحت هذه الحركة الشعبية العالمية في نهاية العام 1999 «في مدينة سياتل» في عرقلة اجتماع منظمة التجارة الدولية، وكيف تتالت هذه التظاهرات الشعبية من مختلف أنحاء العالم وفي عدد من البلاد شرقا وغربا، ضد ما يسمى «الملتقى الاقتصادي الدولي» الذي أصبح عاجزا عن إنجاز أعماله واجتماعاته إلا في حماية الشرطة، والذي انتقل من دافوس إلى مدينة نيويورك، إذ تشتد قبضة الشرطة ضد التظاهرات الشعبية المنادية بسقوط الرأسمالية العالمية ومؤسساتها الاقتصادية على رأسها البنك الدولي ومنظمة التجارة الدولية. (3) ضد دافوس
نشأ الملتقى الاجتماعي العالمي لمقاومة الملتقى الاقتصادي العالمي، وبسبب تزايد قوة الشرطة والبطش في مدينة نيويورك، فقد عقد الملتقى الاقتصادي العالمي يوم السبت 2 شباط 2002 من دون مشكلات كبيرة من المتظاهرين من النساء والرجال؛ الذين حوصروا بعيدا عن اجتماع القمة الاستعمارية التي تحكم العالم بقوة السلاح والإعلام المضلل.
في مدينة جنوى تجمع أكثر من 300 ألف من النساء والرجال في تظاهرة ضخمة هاجمتها الشرطة بالغازات المسيلة للدموع والضرب والاعتقال، وقتل أحد المتظاهرين في المعركة، ومن هنا كان لا بد من عقد الملتقى الاقتصادي الدولي في البلاد الأكثر ديكتاتورية، والتي تشكل فيها قوة الشرطة عنصرا مهما لإخماد التظاهرات.
بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 وضرب مركز التجارة العالمي في نيويورك تصاعدت قوات الشرطة والقوات العسكرية للولايات المتحدة تحت اسم «محاربة الإرهاب» مما أدى إلى خفوت صوت الحركة الشعبية العالمية المقاومة للاستعمار والعولمة، إلا أن الملتقى الاجتماعي العالمي الثاني في بورتر أليغري - في نهاية كانون الثاني وأوائل شباط 2002 - نجح في إحياء هذه المعركة، تجمع في هذه المدينة ما يقرب من سبعين ألف امرأة ورجل من مختلف أنحاء العالم، كانت الحركة النسائية مشاركة بكل قواتها مع حركات الشباب والعمال والفلاحين من مختلف المنظمات في العالم بما فيها مصر وفلسطين وسائر البلاد العربية.
وتدربت هذه الحركة الشعبية العالمية على العمل على رغم الصعوبات، وأخذت تعيد قوتها، وتعبر عن نفسها بطرق أكثر تنوعا وإبداعا وتأثيرا، وأنها حركة تعتمد على تجاوز الفروق المفروضة على البشر تحت اسم الجنسية أو الجنس أو الدين أو اللون أو العرق أو غيرها، وهي تعتمد على مختلف أنواع التعبير الديمقراطي، والعصيان المدني السلمي، حركة شعبية عالمية تكسر الحواجز بين النساء والرجال، وبين الشباب والكهول، وبين الطلاب والأساتذة، وبين العمال والفلاحين والمهن الأخرى، حركة تناضل ليس فقط ضد العولمة الرأسمالية الاستعمارية، ولكن تناضل أيضا ضد الحركات الإرهابية التي تدعي المعارضة تحت اسم دين معين أو جماعة تستخدم وسيلتي العنف والقتل للمعارضة. (4) منظمات شعبية عالمية
Shafi da ba'a sani ba