لكنها قالت لي قبل أن تلفظ نفسها الأخير.
لا تكوني يا ابنتي مثلي.
واكتبي ... اكتبي حتى لا تموتي.
في خريف عام 1981 حين كان التشاؤم يسود المسجونات معي في الزنزانة، ويحوم شبح الموت حول رءوسنا، إذ بالقصيدة تهب منتصبة داخلي كالمارد، تقاوم اليأس تتحدى الموت، وأسمع صوتي الغاضب يقول: لن نموت، وإن متنا فلن نموت ساكتات، لن نمضي في الظلمة دون ضجة، لا بد أن نغضب ونغضب، نضرب الأرض ونرج السماء، لن نموت دون أن نكسر قضبان الحديد، وإن متنا لن نموت صامتات.
مذكراتي في سجن النساء 1981 •••
وفي مفكرتي السرية عام 1947، وأنا تلميذة في المدرسة الداخلية في حلوان الثانوية، ظلت هذه القصيدة مكتوبة بالحبر الأسود، محفورة في ذاكرتي وفوق الورق:
قبل أن أغيب في النوم كل ليلة، أقول لنفسي:
سيأتي الصبح حتما ولن أموت، وإن مت.
فلن يؤلمني شيء بعد الموت.
لا السقوط في الامتحان، ولا الضرب.
Shafi da ba'a sani ba