وحكى الصلت بن مسعود. قال: كنا عند سفيان بن عيينة فتضاجرنا. فقال سفيان: أليس من الشقاء
أن أُجالِس التابعين ثم أجالِسُكم. جالستُ ضمرة بن سعيد وجالس أبا سعيد الخدري وجالست عبد الله
بن دينار، وجالس جابرًا حتى عدّ جماعة من التابعين. فقال له غلام كان في المجلس: أتُنصف يا أبا
محمد؟ فقال: نعم. فقال الغلام: والله لَشقاء التابعين بمُجالستكَ بعد الصحابة أشدُّ من شقائك بمُجالستنا
بعد التابعين، قال: فأبْلس ابن عُيَيْنَة، وتَمَثَّل بشعر أبي نواس:
خَلِّ جَنْبَيْك لِرَامٍ ... وامْض عنه بسلامِ
مُتْ بِدَاء الصَّمْت خيرٌ ... لَكَ مِنْ دَاءِ الكَلاَمِ
قال أبو إسحاق:
قوله: أبْلَسَ، يريد سكَّتَه. يقال: أبْلَسَ الرَّجُلَ فهو مُبْلس، إذا سكَتَ حُزْنًا.
1 / 108