الحقَّ، وإلاَّ أَوْجَعْتُكَ ضربًا.
فقال له الأعرابي: وأنت أيضًا، فاعمل بالحق، فَوَ الله لمَا تواعدك الله به من العقوبة إنْ أنت خاَلَفْتَهُ،
أعظم مما تَواعدْتني به منْ ضَرْبكَ إيّاي.
ولما ولى المامون يحيى بن أكثم قضاء البصرة أراد بعض أهلها أن يَضَعَ منه لحداثته، فقال له: كَمْ
سنُّ القاضي؟ قال: كسن عتاب بن أُسَيْد حين ولاَّه رسول الله ﷺ مكَّة، فجعل ابن
أكثم جوابه احتجاجًا. وكانت سن عتاب حين ولاه النبي ﵇ مكة إحدى وعشرين سنة. وقيل
ثلاثًا وعشرين.
ودخل وفد العراق على عمر بن عبد العزيز ﵀، فافتتح شاب فيهم الكلام. فقال عمر: كبِّروا
كبِّروا؛ أي يتكلم الكبير منكم. فقال الغلام: لو كان هذا بالسِّنِّ يا أمير المؤمنين لَتَقَدَّمَك شيوخُ بني
مروان.
وقال مروان بن الحكم لحُوَيْطب بن عبد العُزَّى: تأطَّر إسْلامُك، أيها الشيخ، حتى سبقك الأحداث.
فقال حويطب: الله المستعان، والله لقد هَمَمْتُ بالإسلام غَيْرَمَا مَرَّة. كلُّ ذلك يعوقني أبوك عنه،
وينهاني، ويقول: تَضَعُ شرفك، وتَدَعُ دين آبائك لدينٍ مُحْدث، وتصير تابعًا. فأُسْكَِت مروان وندم
مروان على ما قال.
1 / 107