الهنْعة. وهما أضوأُ كوكبين في الجوزاء.
وأَصلُ النَّعيق: الصِّياحُ، فالنَّاعِقان الكوكبان المضيئان من الجوزاء، لأنهما كالرَّاعيين الصائحين
بالغَنَم.
وأنشدنا شيخنا أبو الحسن علي بن هشام. قال: أنشدنا الفقيه الحافظ أبو الطاهر أحمد بن محمد
السِّلفي لنفسه في معنى قول علي ﵁ وصعصعة:
ترى فئة لدى الهيجاء أسْدًا ... وآلافا منازلهم حجالُ
وأقوامًا خواطرهم جمادٌ ... وقومًا جُلُّ شعرهم ارتجال
وللديوان كُتَّابٌ كفاة ... تعنَّوا في تأدّبهم وجالوا
وللأخبار والسنَّن الجلايا ... ومعرفةِ الرجال كذا رجالُ
تعالى الله لم يخلق كفاء ... وفي هذا البساط لنا مجالُ
ونظر المأمون إلى الحسن بن رجاء في ديوانه، فقال له: من أنتَ ياغلام؟ قال له الحسن: الناشئُ في
دوْلتك، المُتَقَلِّبُ في نِعْمَتِك، وصريح أدمِك، عَبْدُك وابنُ عبدك الحسن بن رجاء. فقال له المأمون:
بالأدب تفاضلت العقول. وأمر له بألف دينار، وأمر أن يجعل له ديوان في خاصته من مجالس
الدّيوان. فكان ذلك سبب حرص الحسن على الأدب والزيادة منه.
1 / 103