وقولُه: رجْرِجَة: أصل الرِّجْرِجة فيما قال أبو محمد بن قتيبة وغيره من أهل اللغة: بقيةٌ تبقى من
الماء في الحوض كَدِرة خاثِرَة لا يقدر أحد أن يَشْرَبها. هذا هو أصلها. فشبه صعصعة شِرار الناس
وسَقَطهُم بها. وقد شبههم بها أيضًا الحسن البصري وذلك أنه لمَّا خرج يزيد بن المهلب، ونَصبَ
راياتٍ سودًا وقال: (أدْعُوكُمْ إلى سُنّة عمر). فقال الحسن في خبر طويل، نَصَبَ نَصْبا علَّق عليه
خِرقًا ثم أتبعه رجرجة من الناس هباء.
والرِّجْرَجة أيضًا: ما مجَّت الإبل مِنْ أفْواهها.
قال ابن الأعرابي: كان صعصعة أحد الخطباء وتكلّم ذاتَ يوم في مجلس فأطال، فقال له بعض
القرشيين: جَهِدْتَ نفسك أبا عمر حتى عَرِقْتَ وَرُبِّبَ صُدْغاكَ. فقال صعصعة: (إن العتاقَ نَضَّاخةٌ
بالعَرق). وقال يحيى بن مَعِين: (صعصعة وزَيد وسيحان بنو صوحان كانوا خطباء من عبد القيس.
قُتِل زيد وسيحان يوم الجمل).
1 / 98