وقيل لرسول الله ﷺ: فيم الجمالُ؟ فقال: في اللَّسان. وقال ابن المقفع: (الكلامُ أزمة
القُلُوب التي تقودها إلى رشدها وغيِّها). وقال عامر بن شراحيل الشعبي: (الكلام مصائد العقل). وقال
بعض الحكماء: (عقلُ المرء مدفونٌ تحت لسانه). وقال بعض البلغاء: (اللسانُ أداةٌ يظهر بها حسنُ
البيان، وظاهرٌيُخْبر عن الضمير، وشاهدٌ يُنْبئُ عن غائب، وحاكمٌ يفصلُ به الخطاب، وناطقٌ يردُّ به
الجواب، وشافعٌ تدركُ به الحاجاتُ، وواصفٌ يعرف الحقائق، وواعظٌ ينهى عن القبيح، ومزيِّن يدعو
إلى الحسن، وزارعٌ يحرث المودة، وحامدٌ يستأصل الضغينة).
وقال بعضهم: (الحظُّ للمرء في أذنه، والحظُّ منه لغيره في لسانه). وقال خالد بن صفوان لرجل:
(يرحم الله أباك. فلقد كان يقرُّ العين جمالًا، والأذن بيانًا). وتكلم أحد الفصحاء، فقال له رجل سمعه:
(لكل شيء إدام، وكلامك إدام الكلام).
وسمع أحدهم رجلًا بليغًا يتكلم. فقال: (كلام هذا الوبْل على المحْل، والعذبُ البارد على الظمأ).
وقال مسلمة بن عبد الملك: (مُرُوءتان ظاهرتان: الرِّياشُ والفصاحة). يقال: ريشٌ وريّاش لما ظهر
من اللباس.
قاله أبو عبيدة. وقال
1 / 79