كنز الفوائد
كنز الفوائد
امره فاسال عنه اوضحه لك قال فابلس بن ابي العوجاء ولم يدر ما يقول فانصرف من بين يديه فقال لاصحابه سألتكم ان تلتمسوا خمرة فالقيتموني على جمرة فقالوا له اسكت فو الله لقد فضحتنا بحيرتك وانقطاعك وما رأينا احقر منك اليوم في مجلسه فقال الي تقولون هذا انه ابن من حلق رؤوس من ترون واومى بيده الى أهل الموسم وفي هذا الخبر كفاية لمن تدبره وغنى في هذه المسألة لمن تصوره واعلم انه لا فرق في العقول بين ان ترد العبادة بصلاة فيها ركوع وسجود وقيام وقعود وبين ان ترد بطواف وسعي وهرولة ومشي ونحو ذلك من اسباب الخشوع وافعال الخضوع ولا فرق ايضا بين ورودها باغتسال وصيام وبين ورودها بحلق الراس والاحرام بل لا فرق بين المشي الى مواضع العبادة والسجود على التكرار وبين السعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار كل ذلك على حد واحد في التجويز وطريق مستمر في امكان ما يرد به التكليف ولسنا نجد أهل ملة ولا ذوي نحلة إلا ولهم عبادات من هذا الجنس وان اختلفت في الوصف وبعد فقد نرى العدو الشديد في بعض الاحيان يكون من التعظيم والاجلال وذاك ان ذا المنزلة الكبيرة والرتبة الجليلة إذا رآه من دونه توجه نحوه مسرعا وعدا إليه مهرولا لائذا به مقبلا لديه فيكون فيما فعله قد عظمه وفضله وسواء سعيت الى من تريد تعظيمه فتذللت بين يديه وخضعت له أو سعيت حيث امرك فتذللت به وخضعت عنده لا يختلف ذلك في احكام العقول ولا يتعجب منه وينكره إلا من فقد التحصيل والف ترك التمييز على ان منكر هذه العبادة والمتعجب منها إذا لم يقر بعبادة غيرها يجانسها لا يقدر على انكار ما نشاهده من العقلاء في بعض الاحيان من الافعال المضاهية لافعال المجان وهم فيها مصيبون وللمصلحة قاصدون مثل رجل خصيف لبيب حكيم لا يحسن منه العدو الشديد راى طفلا يكاد يهوى الى بئر فعدى املا في وجه لتخليصه وهرول غاية قدرته لانقاذه فحسن ذلك منه وان لم تجر به عادته وكان مشكورا عليه لصواب غرضه فيه ورجل دخل الماء في اذنه فاجتهد في اخراجه بان وقف على احدى رجليه وامال راسه الى ناحيتها وقفز عدة دفعات عليها ليخرج الماء من اذنه ويامن ما يخشاه من ضرره فلا ينقصه ذلك من فضله
--- [ 222 ]
Shafi 221