كنز الفوائد
كنز الفوائد
صلوات الله عليه عن الطواف بالبيت الحرام فأجابني بما نقله عنه الخاص والعام اخبرني به الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن الشاذان القمي رضي الله عنه عن خال امه أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه رحمه الله عن محمد بن يعقوب الكليني عن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن العباس بن عمران الفقيمي ان ابن أبي العوجاء وابن طالوت الاعمى وابن المقفع في نفر من الزنادقة كانوا مجتمعين بالموسم في المسجد الحرام وأبو عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام فيه إذ ذاك يفتي الناس ويفسر لهم القرآن ويجيب عن المسائل بالحجج والبينات فقال القوم لابن أبي العوجاء هل لك في تغليط هذا الجالس وسؤاله عما يفضحه عند هؤلاء المحيطين به فقد ترى فتنة الناس به وهو علامة زمانه فقال لهم ابن أبي العوجاء نعم ثم تقدم ففرق الناس ثم قال يا أبا عبد الله ان المجالس امانات ولا بد لكل من به سعال ان يسعل فتاذن في السؤال فقال أبو عبد الله عليه السلام سل ان شئت فقال ابن أبي العوجاء الى كم تدوسون هذا البيدر وتلوذون بهذا الحجر وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب والمدر وتهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر من فكر في هذا وقدر علم انه فعل غير حكيم ولا ذي نظر فقل فانك راس هذا الامر وسنامه وابوك اسه ونظامه فقال له الصادق عليه السلام ان من اضله الله واعمى قلبه استوخم الحق فلن يستعذبه وصار الشيطان وليه وحزبه يورده مناهل الهلكة وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في اتيانه فحثهم على تعظيمه وزيارته وجعله قبلة للمصلين فهو شعبه من رضوانه وطريق تؤدي الى غفرانه منصوب على استواء الكمال ومجمع العظمة والجلال خلقه قبل دحو الارض بالفي عام فاحق من اطيع فيما أمر وانتهى عما زجر الله عزوجل المنشئ للارواح والصور فقال له ابن ابي العوجاء ذكرت أبا عبد الله فاحلت على غائب فقال الصادق صلوات الله عليه كيف يكون يا ويلك غائبا من هو مع خلقه شاهد واليهم اقرب من حبل الوريد يسمع كلامهم ويعلم اسرارهم لا يخلو منه مكان ولا يشغل به مكان ولا يكون من مكان اقرب من مكان يشهد له بذلك آثاره ويدل عليه افعاله والذي بعثه بالايات المحكمة والبراهين الواضحة محمد عليه السلام جاءنا بهذه العبادة فإن شككت في شئ من
--- [ 221 ]
Shafi 220