77

Kamil Munir

الكامل المنير(المقدمة + الجزء الأول)

الجواب في إثبات الوصية من الله تبارك وتعالى وافتراضه إياها

على الخلق فافهمه أعانك الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

وعلى الله أتوكل، وإياه أسأل التوفيق

(أما بعد):

فإن الله تبارك وتعالى خلق خلقه بلا حاجة منه إليهم، فلم يخلقهم عبثا، ولم يتركهم سدا، فغذاهم برزقه، ودعاهم إلى طاعته ليعلم مطيعهم من عاصيهم، ووعدهم على طاعته ثوابه، وعلى معصيته عقابه، وهو من قبل خلقهم بهم عليم، وبما إليه يصيرون بصير حكيم، فبعث فيهم رسلا منهم مبشرين ومنذرين بأمر متقن، وقول مبين، فشرع لهم شرائع، وحد لهم حدودا، وأنزل فيهم أحكاما، فأمر ألا تغير شرائعه، ولا تتعدى حدوده، ولا تبدل أحكامه، ثم ختم بنبيه الأمين الهادي المهدي، الرؤوف الرحيم محمد صلوات الله عليه وآله مصدقا لما كان من الرسل قبله، ومتخذا على أمته من بعده حجة أهله، وهي سنة الله في الأولين أمضاها في الآخرين، حكم عدل، وقول فصل، ليس بهزل ، وذلك قوله [تعالى]:{سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا}(1)[الإسراء/77].

وقال:{سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك [الكافرون]}(2)[غافر/85].

Shafi 76