[قال أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش: الراجز هو أبو شراعة]
يا قدمي لا أرى لي مخلصًا ... مما أراه أو تعودا بخصا١
وقوله "فل" فالفل في أكثر كلامهم: المنهزم الذاهب.
وفي خبر كعب بن معدان الأشعري٢"إنا آثرنا الحد على الفل". يعني مجاهدتهم عبد ربه الصغير، لأنه كان مقبلًا على حربهم وتركهم قطريًا لأنه كان منهزمًا.
١ قال المرصفى: "يريد ذواتى بخس".
٢ زيادات ر: "الأشقرى، بالقاف لاغير". وخبر كعب هو حديثه مع الحجاج بن يوسف، وكان قد وجهه المهلب بن أبى صفوة الأزدى يبشره بمناهدته الخوارج وفراغه لهم.
وانظر رغبة الأمل ٢٨:٥".
خبر الحجاج بن علاط السلمي مع قريش
وفي حديث الحجاج بن علاط السلمي. وكان قد أسلم ولم تعلم قريش بإسلامه، فاستأذن رسول الله ﷺ يوم خيبر في أن يصيرإلى مكة فيأخذ ما كان له من مال، وكانت له هناك أموال متفرقة، وهو غريب بينهم إنما هو أحد بني سليم بن منصور، ثم أحد بني بهزٍ فأذن له رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، إني أحتاج أن أقول، قال: "فقل".
قال أبو العباس: وهذا كلام حسن ومعنى حسن، يقول: أقول على جهةالاحتيال غير الحق، فأذن له رسول الله ﷺ لأنه من باب الحيلة، وليس هو من باب الفساد، وأكثر ما يقال في هذا المعنى تقول، كما قال المولى ﷿: ﴿أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ﴾ ٢ فصار إلى مكة فقالت قريش: هذا لعمر الله عنده الخبر. قال: فقولوا: بلغنا أن القاطع٤ قد يخرج إلى أهل خيبر، فقال الحجاج: نعم، فقتلوا أصحابه قتلًا لم يسمع بمثله، وأخذوه أسيرًا، وقالوا: نرى أن نكارم به قريشًا، فندفعه إليهم، فلا تنال لنا هذه اليد في رقابهم. وإنما بادرت لجمع مالي لعلي أصيب به من فل محمدٍ وأصحابه قبل أن تسبقني إليه
١ سورة الطور ٤٤.
٢ يصفون محمدا بقطع الأرحام، وحاشاه.