Kamal Din
كمال الدين و تمام النعمة - الجزء1
Nau'ikan
ليضع كل شيء من ذلك موضعه الذي وضعه الله عز وجل لا يقدم مؤخرا ولا يؤخر مقدما ويجب أن يكون جامعا لعلم الدين كله ليمكن التمسك به والأخذ بقوله فيما اختلفت فيه الأمة وتنازعته من تأويل الكتاب والسنة ولأنه إن بقي منه شيء لا يعلمه لم يمكن التمسك به ثم متى كان بهذا المحل أيضا لم يكن مأمونا على الكتاب ولم يؤمن أن يغلط فيضع الناسخ منه مكان المنسوخ والمحكم مكان المتشابه والندب مكان الحتم إلى غير ذلك مما يكثر تعداده وإذا كان هذا هكذا صار الحجة والمحجوج سواء وإذا فسد هذا القول صح ما قالت الإمامية من أن الحجة من العترة لا يكون إلا جامعا لعلم الدين معصوما مؤتمنا على الكتاب فإن وجدت الزيدية في أئمتها من هذه صفته فنحن أول من ينقاد له وإن تكن الأخرى فالحق أولى ما اتبع.
وقال شيخ من الإمامية إنا لم نقل إن الحجة من ولد فاطمة(ع)قولا مطلقا وقلناه بتقييد وشرائط ولم نحتج لذلك بهذا الخبر فقط بل احتججنا به وبغيره فأول ذلك أنا وجدنا النبي(ص)قد خص من عترته أهل بيته أمير المؤمنين والحسن والحسين(ع)بما خص به ودل على جلالة خطرهم وعظم شأنهم وعلو حالهم عند الله عز وجل بما فعله بهم في الموطن بعد الموطن والموقف بعد الموقف مما شهرته تغني عن ذكره بيننا وبين الزيدية ودل الله تبارك وتعالى على ما وصفناه من علو شأنهم بقوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا وبسورة هل أتى وما يشاكل ذلك فلما قدم(ع)هذه الأمور وقرر عند أمته أنه ليس في عترته من يتقدمهم في المنزلة والرفعة ولم يكن(ع)ممن ينسب إلى المحاباة ولا ممن يولي ويقدم إلا على الدين علمنا أنهم(ع)نالوا ذلك منه استحقاقا بما خصهم به فلما قال بعد ذلك كله-
قد خلفت فيكم كتاب الله وعترتي
. علمنا أنه عنى هؤلاء دون غيرهم لأنه لو كان هناك من عترته من له هذه المنزلة لخصه(ع)و
Shafi 95