1
أنت في الحسن مضمر اللون والحل
ية كالنور يضمر الألوانا
إن يعبك الذين لم يشعروا بع
د فيكفي اجتذابك الفنانا
وقد اقترح علي غير واحد من أصدقائي الأدباء أن أقسم شعري وأطبعه طبعا مستقلا حسب موضوعاته؛ تيسيرا للقراء، كما ظهر لي من قبل ديوان «مصريات» وديوان «وطن الفراعنة»، ولكني أخشى أن يؤدي ذلك إلى كثرة تآليفي كثرة صناعية لا أحبها، وسأحاول في اعتدال تلبية اقتراحهم هذا كلما وجد داع خاص إلى ذلك.
ولا أود أن أثقل هذه المجموعة الصغيرة بتصدير طويل؛ فأكتفي بأن أعزز توكيدي لصفات الشعر المستقلة توكيدا لا ينافي شغفي الشخصي بالموسيقى، التي ينبض بها شعري نبضا ذاتيا في صميم بنيته لا في بهرج صناعته؛ فالموسيقى الشعرية يجب أن تكون أصيلة، مرادفة للمعاني، متغلغلة في بيانها، لا أن تكون صورا من الترديد الإيقاعي الرنان الذي لا يصحبه شيء من صدق العاطفة، أو عمق الفكرة، بل كله ضحولة وسفسطة كلامية. ورحم الله ابن سعيد المغربي، صاحب «عنوان المرقصات والمطربات»؛ إذ قال عن علقمة الفحل: «معاني الغوص في شعر علقمة معدومة، وأقرب ما وقع له قوله:
أوردتها وصدور العيس مسنفة
والصبح بالكوكب الدري منحور
يشير إلى أن كوكب الصبح مثل سنان الحربة طعن به فسال منه دم الشفق، وإذا تبين هذا المعنى كان من المرقصات، وقوله:
Shafi da ba'a sani ba