Jurisprudential Provisions of Waqf

Group of Authors d. Unknown
52

Jurisprudential Provisions of Waqf

مدونة أحكام الوقف الفقهية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٧ م

Nau'ikan

الدولة بن بهاء الدولة الذي لقبه بـ "السعيد" (ت ٤٠٨ هـ - /١٠١٨ م) ضياعًا كانت شيئًا كثيرًا من الزروع والثمار، وفي عام ٤٣٩ هـ/ ١٠٤٨ م أصبح في هذا البيمارستان ثمانية وعشرون طبيبًا، وبوابون، وحرَّاس، وطباخات، وكان فيه عدة جباب فيها السكر، واللوز، والمشمش وسائر الحبوب، وأربع قواصر تمر هندي، وزنجبيل، وعود، وند، ومسك، وعنبر، وصناديق فيها أكفان، وقدور كبار وصغار، وأربعة وعشرون فراشًا، وكان بجواره حمام، وبستان فيه مختلف أنواع الثمار، والسفن على مائة، تنقل الضعفاء والفقراء والأطباء، فضلًا عن مكتبة عامرة بالمصادر المتنوعة (^١). وقد خصصت الدولة الإسلامية مستشفيات لرعاية المجانين، وأفردت لهم غرقًا خاصة في المستشفيات العامة لمداواتهم سريريًّا ونفسيًّا (^٢)، فقد ذكر المؤرخون أنه جاء في نفقات الخليفة العباسي "المعتضد بالله" أنه خصَّص لـ"مستشفى الصاعدي" الذي كان قد وقفة القائد "صاعد بن مخلد" أموالًا للنفقة عليه، لأثمان الأدوية والأطعمة والأشرية؛ لخدمة المغلوبين على عقولهم (^٣). وجاء في وقف إحدى المستشفيات المخصصة للأمراض العقلية أن "كل مجنون خُصِّص له خادمان يخدمانه، فينزعان عنه ثيابه كل صباح، ويحممانه بالماء البارد، ثم يلبسانه ثيابًا نظيفة، ثم يفسحانه في الهواء الطلق، ويسمع في الآخر أصوات جميلة، والنغمات الموسيقية اللطيفة (^٤)، وذكر الرحالة ابن جبير أنه عاين في أحد البيمارستانات بالقاهرة جناحًا خاصًا، متسع الفناء، فيه مقاصير عليها شبابيك حديد، اتُّخذت للمجانين، وأنه كان يتم تفقدهم كل يوم (^٥).

(^١) انظر عن البيمارستان العضدي: تاريخ البيمارستانات في الإسلام، أحمد عيسى، ١٨٧ - ١٩٢، والوقف وبنية المكتبة العربية - استنباط للموروث الثقافي، يحيى محمود ساعاتي، ١٠٧، والبداية والنهاية، ابن كثير، ١١/ ٨٨٦، ورحلة ابن جبير، ابن جبير، ط لندن، ٢٢٥. (^٢) انظر: الخطط والآثار، المقريزي، بيروت، دار صادر، ٢/ ٤٠٥. (^٣) انظر: الوقف ودوره في التنمية، عبد الستار إبراهيم الهيتي، البحث الفائز بجائزة الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني الوقفية العالمية، لعام ١٤١٨ هـ/١٩٩٧ م. (^٤) انظر: خطط الشام، محمد كرد علي، مكتبة النوري، ١٩٨٣ م، ٦/ ١٦٥ - ١٦٦. (^٥) انظر: رحلة ابن جبير، ابن جبير، ٢٦.

1 / 67