س :
فكيف تريد أن يعيشوا يا غلوكون؟
غ :
عيشة مدنية، فيتكئون على الأسرة إذا لم يرضوا شظف العيش، ويأكلون عن الموائد ألوانا من الأطعمة والحلويات من الطراز الحديث.
س :
حسنا جدا، لقد فهمتك، فإننا لسنا نبحث في مجرد إنشاء مدينة، بل في كونها سعيدة رخية، ولا أرى ذلك فكرة سيئة؛ لأننا باعتبار هذا البحث قد نتبين منبت العدالة والتعدي في المدن؛ فمدينة كالتي وصفناها هي حقيقية وصحية، وإذا رمت النظر في جعلها ضخمة رفيهة فليس ثمة مانع، فإن بعض الناس لا يكتفون بالضروريات على ما مر بك وصفه، بل يرومون أيضا أن يقتنوا أسرة وموائد، وكل أنواع الرياش، مع اللحوم والطيوب والعطور والحظايا، مع الإكثار من هذه الطيبات، فلا نحصر أنفسنا في الضروري من المواد التي ذكرناها ابتداء - القوت والمسكن والكسوة والحذاء - بل يلزمنا النقش والرسم والذهب والعاج وكل متاع ثمين. ألا يلزم إحراز كل هذه الأشياء؟
غ :
يلزم.
س :
فنضطر حين ذاك إلى توسيع المدينة؛ لأن المدينة الأولى الصحية ضاقت عن وسع كل ما ذكر، واستدعى الأمر مد أطرافها، وأن تملأ بالمهن المنوعة التي لا توجد في المدن لمجرد سد الحاجات الطبيعية، مثال ذلك الصيادون وأرباب الفنون النقلية - بما فيهم من مصورين ودهانين وموسيقيين - والشعراء والمنشدون والممثلون والراقصون والقصاصون والمقاولون، وصناع الأدوات على أنواعها، وصانعو البهارج وحلي النساء، فيلزمنا عمال كثيرون، أولا نحتاج أيضا إلى المربين والمراضع والممرضات والوصائف والحلاقين والطهاة والحلوانيين؟ ونحتاج أيضا إلى رعاة الخنازير - طبقة من الناس لم نكن نحتاج إليها في مدينتنا الأولى، ولكنا نحتاج إليها في هذه - ويلزمنا أيضا كثير من المواشي لأجل من يرغبون في أكل لحومها. ألا نحتاج؟
Shafi da ba'a sani ba