Ƙoƙarin Qabbani a Fagen Wasan Kwaikwayo a Misira
جهود القباني المسرحية في مصر
Nau'ikan
الحقيقة أن الجمهور شاهد فنا جديدا غير مألوف في مصر، لم يعرف له اسما أو مصطلحا، فقامت الجريدة بوصفه بهذه العبارة التي تدل على أن هذا الفن به غناء يؤدى بصورة جماعية في حركات تعبيرية تمثيلية راقصة! ولكن الرقص المقصود هنا ليس رقص الغوازي الخليع - المعارض لرسالة القباني وهدفها - بل هو أداة مستحدثة ضمن أدوات القباني في تطبيق منهج رسالته المسرحية؛ لأنه رقص محتشم رزين، مسموح به، ومعروف في سورية باسم «رقص السماح»،
43
الذي يرجع الفضل إلى القباني في إدخاله لأول مرة إلى مصر من خلال عروضه المسرحية، وبذلك يكون عرض «أنس الجليس» نموذجا لنواة المسرح الاستعراضي، وصورة للأوبريت العربي، وبداية ناجحة للمسرح الغنائي العربي في مصر.
والملاحظ أن جريدة الأهرام في خبريها السابقين - عن وصول الفرقة وتمثيلها لمسرحية «أنس الجليس» - لم تتحدث عن عنصرين من عناصر العرض المسرحي، هما: الديكور والشخصيات النسائية، رغم وجودهما في النص المسرحي؛ فالديكور محدد في بداية كل فصل من فصول المسرحية هكذا: الفصل الأول سراية ملكية، والثاني حديقة وقصر وأنوار وناعورة، والثالث منزل ابن سليمان، والرابع ثلاثة سجون، والأخير ديوان الخليفة هارون الرشيد.
والديكور بهذا الوصف يؤكد التزام القباني بمفردات رسالته من حيث المناظر التراثية. ورغم هذا الالتزام إلا أن وصف الديكور يثير سؤالا يقول: هل استطاع القباني وضع ديكورات هذه المناظر في مقهى الدانوب؟ فلو كانت الإجابة نعم؛ لكانت جريدة الأهرام أثبتت ابتكارا فنيا لا مثيل له. وللأسف الشديد لم تذكر الجريدة شيئا عن ذلك. وإذا طرحنا السؤال بصيغة أخرى: هل مقهى الدنوب - مهما كان متسعا وراقيا - يسمح بوضع هذه الديكورات وإزالتها في أثناء العرض؟
المنطق يقول إن القباني لم يستخدم الديكور بصورته المعروفة - وإلا كانت الجريدة أشارت إليه - ولكنه استخدم ديكورا موحيا، أو رامزا، أو ابتكر أسلوبا ما لتنفيذه، تبعا لما يملكه من أدوات تعينه على تطبيق منهج رسالته من أجل تحقيق هدفه؛ لأن من غير المستساغ أن العرض يكون قد مثل أمام الجمهور بدون ديكور، وإلا اختلطت المفاهيم على الجمهور، ويكون المشاهد قد رأى عرضا لم يفهمه؛ لهذا أظن أن القباني وضع لوحة عليها اسم المنظر قبل بداية كل فصل، أو أنه جعل أحد الممثلين يشرح المنظر للجمهور قبل التمثيل، أو أنه وضع أثاثا بسيطا يدل على فكرة المنظر - وهذا الأمر صعب تنفيذه أمام الجمهور في المقهى؛ لأنه يتطلب إظلام المكان، أو إسدال الستار، ولا أظن أن المقهى كان معدا لأي من الأمرين - أو أنه وضع ستارة عليها رسم للمنظر، وهو الاحتمال المرجح.
وإذا تطرقنا إلى الشخصيات النسائية، فسنلاحظ أنها عنصر جذب كبير للعروض المسرحية في مصر في تلك الفترة، وكانت الصحف تهتم بذكر هذا العنصر في أخبارها عن الفرق المسرحية، لا سيما فرقتي سليم النقاش ويوسف الخياط.
44
وصمت جريدة الأهرام عن هذا الأمر بالنسبة لفرقة القباني يؤكد خلوها من العنصر النسائي! وبالتالي فالذي قام بدور شخصيتي «أنس الجليس، ونعيم» في العرض المسرحي رجلان.
45
Shafi da ba'a sani ba