Jekyll da Hyde
الدكتور جيكل والسيد هايد
Nau'ikan
يتعاظم قلقي بشأن الوقت؛ إذا اتجهت إلى منزلي بعد تسلمك هذا الخطاب مباشرة، من المفترض عندئذ أن تصل هناك قبل منتصف الليل. هناك احتمال أيضا أن تتأخر لسبب أو آخر، لذا من الأفضل أن أمنحك المزيد من الوقت. أرجوك أن تكون بمفردك عند منتصف الليل وتأكد من عدم وجود أي خدام على مقربة منك. وحينئذ عند منتصف الليل سيأتيك شخص يقدم نفسه لك باسمي. من فضلك أعطه الدرج الذي انتزعته من مكتبي. وعندئذ سينتهي دورك. إذا أردت أن تفهم المزيد، فسينكشف لك كل شيء في الدقائق الخمس التالية.
لن أستطيع تحمل مجرد فكرة أنك قد ترفض تلبية طلبي. أنا في حالة تشويش شديدة وغارق في الهلع. حاول أن تتخيل حالي في هذه الساعة في مكان غريب غارقا في اليأس. أعرف أنني أطلب منك الكثير، لكن استعدادك لمساعدتي سيكون له تأثير السحر على معنوياتي.
صديقك
هنري
أكد لي هذا الخطاب أن دكتور جيكل قد جن، لكن لم يكن بمقدوري المجازفة، إذ كنت على دراية بأنني لا بد أن أنزل عند رغبته. لم أستطع أن أكون رأيا نظرا لأنني لم أكن على دراية بكافة التفاصيل. وفوق كل شيء، ثمة صديق في احتياج شديد. وعليه فعلت كما هو مكتوب وتوجهت مباشرة إلى منزل جيكل، فكان خادمه بانتظاري ومعه صانع الأقفال. وكان خادمه أيضا قد تسلم خطابا مسجلا من جكيل. شرعنا في العمل لتونا. استغرق الأمر بعض الوقت، لكن صانع الأقفال نجح أخيرا وفتح باب المكتب. انتزعت الدرج الثاني من جهة الشمال كما طلب جيكل.
حالما وصلت منزلي، تفقدت محتويات الدرج الذي كان مليئا بالمساحيق والقوارير كما ذكر في خطابه. وكان جليا لي أن هذه المواد الكيميائية هي من صنع جيكل. ولم أعرف أيا منها. بدا المسحوق شكلا من أشكال الملح، أما القوارير فقد كانت مليئة بسائل أحمر له رائحة غريبة، تكاد تكون حلوة للغاية. لم أستطع أن أخمن أسماء المواد الكيميائية الأخرى، جميعها كانت غريبة للغاية. وكان كل ما علي فعله الآن هو الانتظار، وفي النهاية سيأتي هذا الرجل ليأخذ الدرج. ولم أستطع أن أفهم ما علاقة هذه المواد الكيميائية بصحة جيكل وسلامته العقلية. كل هذا أقنعني أكثر من أي وقت مضى بأن جيكل مجنون. أرسلت خادمي إلى فراشه، وانتظرت زائر منتصف الليل في مختبري.
الفصل التاسع عشر
زيارة من غريب
دقت الأجراس في تمام الساعة الثانية عشرة تقريبا عندما ظهر الغريب على بابي. سألته هل دكتور جيكل هو من أرسله، رد بالإيجاب، لذا دعوته إلى الدخول. كان ينظر وراءه كي يتأكد أنه ما من أحد رآه من الشارع. بعدها بلحظات مر شرطي بمنزلي، فلاحظت أن هذا الرجل أخذ يراقبه من نافذتي إلى أن رحل.
أقلقتني هذه التفاصيل، فتعجبت أي رجل هذا الذي أرسله جيكل إلى منزلي. فكرت في أن أفضل شيء هو أن أنهي هذه المهمة الكريهة في أسرع وقت ممكن، فتقدمته إلى مكتبي حيث تركت الدرج.
Shafi da ba'a sani ba