Jekyll da Hyde
الدكتور جيكل والسيد هايد
Nau'ikan
شرع الرجلان في بحثهما عن دكتور جيكل فبدآ أولا بالمكتب، ثم نزلا إلى الفناء حيث كان يوجد العديد من غرف التخزين الصغيرة وقبو كبير يمكن البحث فيه، فتفقدوها جميعها بعناية. لم يطأ أحد معظم هذه المخابئ منذ سنوات، وقد عرفا من الأتربة والخيوط العنكبوتية التي تكسو الجدران أنه ما من شخص آخر قد مر من هنا . ولم يعثرا على أي أثر لدكتور هنري جيكل، حيا أو ميتا.
قال أترسون: «ربما جانبنا الصواب. لعله هرب.» ثم ذهب ليتحقق من الباب الخلفي الذي وجده مغلقا. وعثرا على المفتاح مرميا على الأرض بالقرب منه وكان صدئا بالفعل.
قال المحامي: «يبدو أنه لم يستخدم منذ حين.»
ردد الخادم في استنكار: «وكيف يستخدم؟ ألا ترى يا سيدي؟ إنه مكسور. يبدو وكأن أحدهم سحقه تحت قدميه.»
رد أترسون: «أجل. أظن أنك على صواب.» ثم تبادل الرجلان النظرات المرتعدة وقال أترسون: «لا أستطيع أن أسبر غور هذا.»
عاد الرجلان إلى المختبر في سكون، وكلاهما غارق في تفكير عميق. وعندئذ بدآ يتفقدان محتويات المكتب عن كثب. حاول كلاهما ألا ينظر إلى جثة هايد الموجودة على السجادة. لا بد أن هايد كان يمزج المواد الكيميائية معا على إحدى الطاولات؛ إذ عثرا على العديد من أكواب القياس التي تحتوي على الملح ومواد كيميائية أخرى. خمن أترسون أنهما قد قاطعا هايد أثناء قيامه بإحدى التجارب.
قال بول: «هذا هو الدواء نفسه الذي كنت أحضره له دائما. هل كان مستر هايد يقوم بنفس التجارب التي يقوم بها دكتور جيكل؟ لعل الدواء كان مطلوبا من أجل مستر هايد من الأصل.»
فجأة لاحظ الرجلان أن الغلاية كانت تغلي والماء يندفع منها؛ إذ كانا غارقين في عملهما إلى حد بعيد حتى إنهما غفلا عن الكثير حولهما. بلغ أترسون مقعد الاسترخاء حيث كانت فناجين الشاي معدة، ولاحظ كتابا موضوعا على الطاولة؛ نسخة من كتاب ديني كثيرا ما كان جيكل يتحدث عنه. وامتلأت هوامش الكتاب بالكتابة، وصدم أترسون مما قرأ؛ إذ بدت الكتابة بخط يد جيكل في حين أن الأفكار بدت مناقضة لأفكار الطبيب.
وفي منتصف الحجرة كانت توجد مرآة كاملة الطول، لها إطار خشبي وحامل، وكان الزجاج العاكس على جانبي المرآة. أدار مستر أترسون المرآة بأن أمسك بطرفها الأعلى وقلبه ثم سأل: «لماذا وضع جيكل هذه المرآة في مكتبه؟»
أجاب بول: «ليس لدي أدنى فكرة يا سيدي. هذه المرة الأولى التي أراها فيها.»
Shafi da ba'a sani ba