قال الرائي: ثم سألت الإمام -عليه السلام- عن الإمام المؤيد بالله -عليه السلام- لأسلم عليه، فكان جوابه علي يا مسكين أو يا رحمة وأين محمد؟ ما بلغنا درجته وأشار بيده إلى الجو على حد ما يفعله المعظم للشيء، ثم قال القاضي أحمد بن يحيى حفظه الله: والله على ما نقول وكيل. انتهى.
ومنها ما أخبرني الفقيه الفاضل العالم [7/ب] محمد بن ناصر بن دغيش أطال الله بقاه عن السيد المجاهد العالم محمد بن أحمد بن أمير المؤمنين الحسن بن علي(1) أن الإمام -عليه السلام- كان مشفقا من عود الترك أقمأهم الله إلى اليمن بعد فتح بغداد في عام ثمان وأربعين، وكذا مولانا الحسن، ثم مولانا الحسين.
قال: وكنت عنده -عليه السلام- عقيب وفاة مولانا الحسن رحمه الله فلما تودعته قال لي: سلم على الصنو الحسين وقل له من أجل السلطان مراد وما كان عليه فقد كفى الله شره ورفع عن المسلمين ضره أو كما قال.
قال: فقلت في نفسي ومن أين هذا الخبر البعيد عن الأذهان والأبدان؟ قال: وعرف ما في نفسي فقال: يا ولدي لا توهم إني أعلم ما سيأتي أو أن لي غير الثقة بالله فما والله ذلك إلا حسن ظن في الله سبحانه وتعالى وأنه يرحم هذه البلاد التي قد طهرت من رجسهم وقد عاثوا في المسلمين في العراق فما سلطهم الله على اليمن بعدها أو كما قال، ولأجل النظير إذا ذهب نظيره، وهذا الذي راموه ما كان له إلا الله سبحانه وتعالى والصنو الحسن رحمه الله وحيث قد ذهب فما يبقيه الله بعده، ثم فاضت عيناه عند ذكر الحسن، وهذا من حسن الثقة بالله. فما كان أياما قلائل إلا والخبر يأتي بموت المذكور بعد تمام أخبار بغداد. انتهى.
Shafi 17