ومما نقله القاضي العلامة صفي الدين أحمد بن سعد الدين ما لفظه منقول من خط سيدنا القاضي العلامة عين العلماء الأكابر شمس الدين أحمد بن يحيى بن حابس طول الله عمره ما لفظه: رفع إلي بعض أهل الخير ممن لا يلمح إليه بتصنع أنه كان إلى ليلة الإثنين ثالث شهر شعبان سنة ستين وألف ورأى هذا الرجل الجيد رؤيا عظيمة غلبة الظن صدق ما اشتملت عليه، وأنها مندرجة من النوع الثالث(1) من أنواع الوحي وهي هذه:
قال الرائي: رأيت هذه الليلة أني في مسجد واسع بلا سقف بجدرات(2) وفي الجدرات أبواب كثيرة وإذا في المسجد رجل منفرد فسألته له: ما هذا المكان؟ فقال: هذا مسجد الفضلاء يصلون فيه فقف(3) حتى يدخلوا يصلون.
قال الراوي: فوقفت وإذا بمؤذن في الجو بين السماء والأرض يؤذن بالأذان المعروف وحين فرغ من الأذان رأيت كل باب يفتح وتدخل منه جماعة عظمى قاصدين للصلاة، فتقدم إمامهم وهو رجل ضخم يزيد جرمه على من في المسجد وعلى شكل سائر الرجال المعروف بإيوان كثيرة بحيث لا يرى في الرجال مثله، فصلوا، فلما فرغوا من الصلاة خرج كل زمرة من بابها التي دخلت منه ولم يبق إلا ذلك الإمام وذلك الرجل الذي وجدته أولا.
قال الرائي: فقدمت(4) إلى ذلك الرجل فقلت له: من هذا الإمام للجماعة؟ فقال: أوما عرفته هذا الإمام القاسم -عليه السلام-.
قال الراوي: فتقدمت إليه وسلمت عليه وسألته أن يدعو لي، فدعا لي وقال: أنت فلان بن فلان وصلت إلينا أنت وعمك فلان إلى صومل، قال: وصدق -عليه السلام- فإني وصلت في صغري أنا وعمي إليه كذلك، فقال: عمك المذكور من أهل الجنة.
Shafi 16