93

Jawhar Muqtasar

الجوهر المقتصر لأبي بكر أحمد بن عبد الله الكندي

Nau'ikan

فإن قال قائل: إذا قلتم من مات على دينهم فهو من أهل الجنة. أنه لن يموت إلا عليه، إذ الأنبياء معصومون من الإصرار على الذنوب مقطوع عليهم بأنهم لا يموتون إلا على دين الله، وهؤلاء الذين ذكرنا لم يعلمنا الله تعالى منهم ولا أحد منهم بعينه واسمه أنه لا يموت إلا على ذلك فيجب علينا القطع بالشهادة له، وإنما كان يلزمنا ما قلته لو كنا إنما شهدنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة قطعا لأجل ما علمنا من ظاهره فيحل أن كل من صح منه في الظاهر الموافقة في القول والعمل حكم له بالجنة، ولو وجب ذلك لما وجب إلا الولاية بالحقيقة أو الوقوف لما كان الولاية الحكم بالظاهر معنى يجب الحكم بالظاهر به. وهذا ظاهر التناقض والحمد لله فقد اتضح الحق وبان العدل، وانكشف الصواب، وظهرت البينات، واندفعت الإشكالات ولزم الموافقة لنا على أن كل من مات على الدين الإباضي أو على دين عبد الله بن أباض رحمه الله الذي ظهر إلينا أو على دين المحكمة والشراة أو على دين أبي بكر وعمر رحمهما الله الذي ظهر إلينا فهو من أهل الجنة، ومن مات اليوم على خلافه فهو من أهل النار، أو الفول بضد ذلك إذ لا منزلة أخرى بين ذلك ولا دين ثالث هناك.

وفقنا الله وجميع المسلمين لما يحبه ويرضاه، ووقانا شر ما قدره وقضاه والحمد الله وصلى الله على رسوله محمد النبي وأله أجمعين وسلم تسليما.

تم الكتاب ((الجوهري)) تأليف الشيخ الأجل الفقيه العالم الأفضل أبي بكر أحمد بن عبد الله بن موسى الكندي النزواني الإباضي المحبوبي قدوة الطائفة الرستاقية.

Shafi da ba'a sani ba