87

Jawhar Muqtasar

الجوهر المقتصر لأبي بكر أحمد بن عبد الله الكندي

Nau'ikan

قيل له: هذا خلاف ما قلناه فإن من مات على شيء من هذا فخارج من الصفة التي وفتا وليس بميت على الدين الإباضي ونحن إنما قلنا من مات على الدين الإباضي ولا يمون على الدين الإباضي (6) إلا ولى الله تعالى مخلصا الله قوله [73] وفعله ونيته، ومن هذا صفته فلا شك أنه من أهل الجنة، ومن لم يمت على هذه الصفة فقد مات على ضدها ومن مات على ضدها فهو لا شك عندنا أنه من أهل النار، والله أعلم بالحق التوفيق.

الفصل الثالث

الباب الثاني والثلاثون

باب بيان حل الإشكال المعترض

وإما الإشكال المعترض في هذا المسألة وهى ثلاثة أشكال:

الإشكال الأول: وهو ربما يكون إنما قصر بالمنازع لنا هذه مستحقا له ويلزم الحكم له به. أرأيتم لو سمى نفسه مطيعا الله وهو عامل بمعصيته، أهو مطيع الله؟ وكذلك أن يسمى سعيدا وبرا وصالحا. وقد وقع الإجماع من الكتاب والسنة والإجماع أن كل مطيع الله أو كل تقي أو مؤمن أو صالح، فهو من أهل الجنة، وهل يدخل في هذا الحكم المتسمون بذلك وهذا ظاهر الفساد وكفى في ذلك أن الحشوية قد اتسموا بالسنة والجماعة، وشهر هذا الاسم فيهم حتى كاد أن يطبق عليهم (1).

وقد قال المسلمون إنهم كذبوا في ذلك وليسوا بأهل السنة والجماعة بل هم أهم البدعة والفرقة والله أعلم.

فلو كان المتسمى بالاسم يكون مستوجبا لحكمه لكنا مخطئين في قولنا، من مات على السنة والجماعة فهو من أهل الجنة من قبل تخطئتنا لهؤلاء المتسمين بهذا الاسم.

مسألة: فإن قال يقع عليهم على المجاز، قلنا: فمن يستحقه على حقيقة المراد؟ فإن قال: لا يستحقه أحد، قلنا: فهل تجدون اسم ما لا يقع على شيء حقيقة فلا يجدون ذلك أبدا، إذ الأسماء ما جعلها الله تعالى إلا أسماء بأشياء.

وأن قال: يقع على أهل الحق حقيقة وعلى خلافهم من الداعين له مجازا.

Shafi 94