مسألة: قال المتأمل وعندي أن الضدين هما اللذان ليس في نفي أحدهما مما يتصف بهما من الجواهر معنى زائد على إثبات الآخر فيه، ولا في إثبات أحدهما فيما يتصف بهما من الجواهر معنى زائد على نفي الآخر، إذ نفي أحدهما يقتضي الآخر إثبات أحدهما يقتضي نفي الآخر.
بيان ذلك: إنا متى قلنا زيد حي، وهو قولنا زيد ليس بميت سواء في المعنى، إن اختلف اللفظ في النفي والإثبات فصار قولنا ميت أي أنه حي وقولنا، ليس يساكن أي أنه متحرك فيما فعم بلفظ كيف نفهم به عقله صحة إضافة القدرة إلى اجتماع الأضداد وسيأتي بيان ذلك فيما بعد إن شاء الله.
مسألة: واختلف في أن العرضين من جنس واحد يتضادان في المحل الواحد فقال أكثرهم: إنهما يتضادان ولا يجوز أن يكون في يكون المحل الواحد إلا سواد واحد والثاني يضاده فلا يجوز اجتماعهما في ذات واحد.
ومن العلماء من قال: إن العرضين من جنس واحد لا يتضادان، و إنا إذا رأينا جوهرا أشد سوادا من جوهر آخر فإنما ذلك لاجتماع سوادين وأجزاء من السود فيه، كذلك القول في المتحرك، قال، والأول أصح وأشد.
مسألة: كل مثلين غيران، وليس كل غيرين مثلين لأن الضدين والمختلفين غيران وليسا مثلين.
مثاله: أن الحركة والسكون غيران وليسا مثلين، كذلك الحياء والقدرة غيران وليسا مثلين.
مسألة: وكل الضدين فهما مختلفان غيران وليس كل مختلفين ضدين.
جوابه: أن الحركة والسكون [20] ضدان وهما مختلفان غيران، والإرادة والعلم مختلفان غيران، والإدارة والعالم مختلفان وليسا ضدين فافهم ذلك وبالله التوفيق.
الباب التاسع
باب بيان مراتب الجوهر والأعراض
Shafi 28