Jawahiril Hisan Cikin Tafsirin Alkur'ani
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Nau'ikan
وقوله تعالى: { ثم توليتم... } الآية: خطاب لمعاصري النبي صلى الله عليه وسلم أسند إليهم تولي أسلافهم؛ إذ هم كلهم بتلك السبيل، قال نحوه ابن عباس وغيره. والمراد بالقليل المستثنى جميع مؤمنيهم قديما من أسلافهم، وحديثا كابن سلام وغيره، والقلة على هذا هي في عدد الأشخاص، ويحتمل أن تكون القلة في الإيمان، والأول أقوى.
* ص *: { إلا قليلا }: منصوب على الاستثناء، وهو الأفصح؛ لأنه استثناء من موجب، وروي عن أبي عمرو: «إلا قليل»؛ بالرفع، ووجهه ابن عطية على بدل قليل من ضمير: «توليتم» على أن معنى «توليتم» النفي، أي: لم يف بالميثاق إلا قليل، ورد بمنع النحويين البدل من الموجب؛ لأن البدل يحل محل المبدل منه، فلو قلت: قام إلا زيد، لم يجز؛ لأن «إلا» لا تدخل في الموجب، وتأويله الإيجاب بالنفي يلزم في كل موجب باعتبار نفي ضده أو نقيضه؛ فيجوز إذن: «قام القوم إلا زيد»؛ على تأويل: «لم يجلسوا إلا زيد» ولم تبن العرب على ذلك كلامها، وإنما أجازوا: «قام القوم إلا زيد»؛ بالرفع على الصفة، وقد عقد سيبويه لذلك بابا في كتابه.
انتهى.
و { دماءكم }: جمع دم، وهو اسم منقوص. أصله «دمي»؛ { ولا تخرجون أنفسكم من ديركم }: معناه: ولا ينفي بعضكم بعضا بالفتنة والبغي، وكذلك حكم كل جماعة تخاطب بهذا اللفظ في القول.
وقوله تعالى: { ثم أقررتم } ، أي: خلفا بعد سلف، أن هذا الميثاق أخذ عليكم، وقوله: { وأنتم تشهدون } قيل: الخطاب يراد به من سلف منهم، والمعنى: وأنتم شهود، أي: حضور أخذ الميثاق والإقرار.
وقيل: المراد: من كان في مدة محمد صلى الله عليه وسلم والمعنى: وأنتم شهداء، أي: بينة أن الميثاق أخذ على أسلافكم، فمن بعدهم منكم.
وقوله تعالى: { ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم... }: { هؤلاء } دالة على أن المخاطبة للحاضرين لا تحتمل ردا إلى الأسلاف، قيل: تقدير الكلام: يا هؤلاء، فحذف حرف النداء، ولا يحسن حذفه عند سيبويه، مع المبهمات.
وقال الأستاذ الأجل أبو الحسن بن أحمد شيخنا: { هؤلاء }: رفع بالابتداء، و { أنتم }: خبر، { تقتلون } ، حال بها تم المعنى، وهي المقصود.
* ص *: قال الشيخ أبو حيان: ما نقله ابن عطية عن شيخه أبي الحسن بن البادش من جعله { هؤلاء } مبتدأ، و { أنتم } خبر مقدم، لا أدري ما العلة في ذلك، وفي عدوله عن جعل { أنتم } مبتدأ، { هؤلاء } الخبر، إلى عكسه. انتهى.
* ت *: قيل: العلة في ذلك دخول هاء التنبيه عليه؛ لاختصاصها بأول الكلام؛ ويدل على ذلك قولهم: «هأنذا قائما»، ولم يقولوا: «أنا هذا قائما»، قال معناه ابن هشام، ف «قائما» في المثال المتقدم نصب على الحال. انتهى.
Shafi da ba'a sani ba