Jawahiril Hisan Cikin Tafsirin Alkur'ani
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Nau'ikan
قال ابن العربي: وذلك عند الابتلاء والإرشاد. انتهى.
وقوله: { ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب } ، قال ابن المسيب وغيره: هو ما كان يفعله بعضهم من إبدال الشاة السمينة من مال اليتيم بالهزيلة من ماله، والدرهم الطيب بالزائف، وقيل: المراد: لا تأكلوا أموالهم خبيثا، وتدعوا أموالكم طيبا، وقيل غير هذا.
والطيب هنا: الحلال، والخبيث: الحرام.
وقوله: { إلى أمولكم }: التقدير: ولا تضيفوا أموالهم إلى أموالكم في الأكل، والضمير في «إنه»: عائد على الأكل، والحوب: الإثم؛ قاله ابن عباس وغيره؛ وتحوب الرجل، إذا ألقى الحوب عن نفسه، وكذلك تحنث وتأثم وتحرج؛ فإن هذه الأربعة بخلاف «تفعل» كله؛ لأن «تفعل» معناه: الدخول في الشيء؛ ك «تعبد»، و «تكسب»، وما أشبهه؛ ويلحق بهذه الأربعة «تفكهون» في قوله تعالى:
لو نشاء لجعلناه حطما فظلتم تفكهون
[الواقعة:65] أي: تطرحون الفكاهة عن أنفسكم.
وقوله تعالى: { كبيرا }: نص على أن أكل مال اليتيم من الكبائر.
وقوله تعالى: { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتمى... } الآية: قال أبو عبيدة: خفتم ههنا بمعنى أيقنتم.
قال * ع *: وما قاله غير صحيح، ولا يكون الخوف بمعنى اليقين بوجه، وإنما هو من أفعال التوقع، إلا أنه قد يميل فيه الظن إلى إحدى الجهتين؛ قلت: وكذا رد الداوودي على أبي عبيدة، ولفظه: وعن أبي عبيدة: { فإن خفتم ألا تعدلوا }: مجازه: أيقنتم، قال أبو جعفر: بل هو على ظاهر الكلمة. انتهى.
و { تقسطوا }: معناه: تعدلوا؛ يقال: أقسط الرجل إذا عدل، وقسط إذا جار؛ قالت عائشة (رضي الله عنها): نزلت هذه الآية في أولياء اليتامى الذين يعجبهم جمال ولياتهم، فيريدون أن يبخسوهن في المهر؛ لمكان ولايتهم عليهن، فقيل لهم: اقسطوا في مهورهن، فمن خاف ألا يقسط، فليتزوج ما طاب له من الأجنبيات اللواتي يكايسن في حقوقهن، وقاله ربيعة.
Shafi da ba'a sani ba