Jawahiril Hisan Cikin Tafsirin Alkur'ani
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Nau'ikan
ثم أسند عن جابر قال: رأيت الشهداء يخرجون على رقاب الرجال؛ كأنهم رجال نوم؛ حتى إذا أصابت المسحاة قدم حمزة (رضي الله عنه): «فانثعبت دما» انتهى.
وقوله سبحانه: { ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم... } الآية: معناه: يسرون، ويفرحون، وذهب قتادة وغيره إلى أن استبشارهم هو أنهم يقولون: إخواننا الذين تركناهم خلفنا في الدنيا يقاتلون في سبيل الله مع نبيهم، فيستشهدون، فينالون من الكرامة مثل ما نلنا نحن، فيسرون لهم بذلك؛ إذ يحصلون لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وذهب فريق من العلماء إلى أن الإشارة في قوله: { بالذين لم يلحقوا } ، إلى جميع المؤمنين الذين لم يلحقوا بهم في فضل الشهادة؛ وذلك لما عاينوا من ثواب الله، فهم فرحون لأنفسهم بما آتاهم الله من فضله، ومستبشرون للمؤمنين أنهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون؛ ثم أكد سبحانه استبشارهم بقوله: { يستبشرون بنعمة } ، ثم بين سبحانه بقوله: { وفضل } ، أن إدخاله إياهم الجنة هو بفضل منه، لا بعمل أحد، وأما النعمة في الجنة، والدرجات، فقد أخبر أنها على قدر الأعمال.
قلت: وخرج أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن حرب صاحب ابن المبارك في «رقائقه»، بسنده، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي؛
" أن الشهداء في قباب من حرير في رياض خضر، عندهم حوت وثور، يظل الحوت يسبح فى أنهار الجنة يأكل من كل رائحة في أنهار الجنة، فإذا أمسى وكزه الثور بقرنه، فيذكيه، فيأكلون لحمه، يجدون في لحمه طعم كل رائحة، ويبيت الثور في أفناء الجنة، فإذا أصبح، غدا عليه الحوت، فوكزه بذنبه، فيذكيه، فيأكلون، فيجدون في لحمه طعم كل رائحة في الجنة، ثم يعودون، وينظرون إلى منازلهم من الجنة، ويدعون الله عز وجل أن تقوم الساعة... "
الحديث. انتهى. مختصرا، وقد ذكره صاحب «التذكرة» مطولا.
وقرأ الكسائي: «وإن الله»؛ بكسر الهمزة؛ على استئناف الإخبار، وقرأ باقي السبعة بالفتح على أن ذلك داخل فيما يستبشر به، وقوله: { الذين استجابوا } يحتمل أن يكون صفة للمؤمنين؛ على قراءة من كسر الألف من «إن»، والأظهر أن الذين ابتداء، وخبره في قوله: { للذين أحسنوا منهم... } ، والمستجيبون لله والرسول: هم الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى حمراء الأسد في طلب قريش.
[3.173-174]
وقوله سبحانه: { الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم... } الآية: «الذين»: صفة للمحسنين، وهذا القول هو الذي قاله الركب من عبد القيس لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حين حملهم أبو سفيان ذلك، «فالناس» الأول هم الركب، و «الناس» الثاني عسكر قريش؛ هذا قول الجمهور، وهو الصواب، وقول من قال: إن الآية نزلت في خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر الصغرى لميعاد أبي سفيان، و { إن الناس } هنا هو نعيم بن مسعود قول ضعيف، وعن ابن عباس؛ أنه قال: «حسبنا الله ونعم الوكيل» قالها إبراهيم عليه السلام ، حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: { إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمنا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } ، رواه مسلم. والبخاري. انتهى.
[3.175-178]
وقوله سبحانه: { إنما ذلكم الشيطن يخوف أولياءه... } الآية: إشارة إلى جميع ما جرى من أخبار الركب عن رسالة أبي سفيان، ومن جزع من جزع من الخبر.
Shafi da ba'a sani ba