Jawahiril Hisan Cikin Tafsirin Alkur'ani
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Nau'ikan
وقوله تعالى: { وليبتلي الله ما في صدوركم }: اللام في «ليبتلي» متعلقة بفعل متأخر، تقديره: وليبتلي وليمحص فعل هذه الأمور الواقعة، والابتلاء هنا الاختبار.
وقوله سبحانه: { إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان } قال عمر (رضي الله عنه): المراد بهذه الآية جميع من تولى ذلك اليوم عن العدو.
وقيل: نزلت في الذين فروا إلى المدينة.
قال ابن زيد: فلا أدري، هل عفي عن هذه الطائفة خاصة، أم عن المؤمنين جميعا.
وقوله تعالى: { إنما استزلهم الشيطن ببعض ما كسبوا }: ظاهره عند جمهور المفسرين: أنه كانت لهم ذنوب عاقبهم الله عليها بتمكين الشيطان من استزلالهم بوسوسته وتخويفه، والفرار من الزحف من الكبائر؛ بإجماع فيما علمت، وقد عده صلى الله عليه وسلم في السبع الموبقات.
[3.156-158]
وقوله تعالى: { يأيها الذين ءامنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخونهم... } الآية: نهى الله المؤمنين؛ أن يكونوا مثل الكفار المنافقين في هذا المعتقد الفاسد الذي هو أن من سافر في تجارة ونحوها، ومن قاتل فقتل، لو قعد في بيته لعاش، ولم يمت في ذلك الوقت الذي عرض فيه نفسه للسفر أو للقتال، وهذا هو معتقد المعتزلة في القول بالأجلين، أو نحو منه، وصرح بهذ المقالة عبد الله بن أبي المنافق، وأصحابه؛ قاله مجاهد وغيره، والضرب في الأرض: السير في التجارة، وغزى: جمع غاز.
وقوله تعالى: { ليجعل الله ذلك } الإشارة ب «ذلك» إلى هذا المعتقد الذى جعله الله حسرة لهم؛ لأن الذي يتيقن أن كل قتل وموت، إنما هو بأجل سابق يجد برد اليأس والتسليم لله سبحانه على قلبه، والذي يعتقد أن حميمه لو قعد في بيته، لم يمت، يتحسر ويتلهف؛ وعلى هذا التأويل، مشى المتأولون، وهو أظهر ما في الآية، والتحسر: التلهف على الشي، والغم به.
وقوله سبحانه: { والله بما تعملون بصير } توكيد للنهي في قوله: { لا تكونوا } ووعيد لمن خالفه، ووعد لمن امتثله.
وقوله سبحانه: { ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم } اللام في { ولئن قتلتم } هي المؤذنة بمجيء القسم، واللام في قوله: { لمغفرة } هي المتلقية للقسم، والتقدير: والله، لمغفرة وترتب الموت قبل القتل في قوله تعالى: { ما ماتوا وما قتلوا }؛ مراعاة لترتب الضرب في الأرض والغزو، وقدم القتل هنا؛ لأنه الأشرف الأهم، ثم قدم الموت في قوله تعالى: { ولئن متم أو قتلتم }؛ لأنها آية وعظ بالآخرة والحشر، وآية تزهيد في الدنيا والحياة، وفي الآية تحقير لأمر الدنيا، وحض على طلب الشهادة، والمعنى: إذا كان الحشر لا بد في كلا الأمرين، فالمضي إليه في حال شهادة أولى؛ وعن سهل بن حنيف، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
Shafi da ba'a sani ba