310

Jawahiril Hisan Cikin Tafsirin Alkur'ani

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Nau'ikan

كادت تهد من الأصوات راحلتي

إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل

تردي بأسد كرام لا تنابلة

عند اللقاء ولا ميل معازيل

فظلت عدوا أظن الأرض مائلة

لما سموا برئيس غير مخذول

إلى آخر الشعر، فألقى الله الرعب في قلوب الكفار، وقال صفوان بن أمية: لا ترجعوا فإني أرى أنه سيكون للقوم قتال غير الذي كان، فنزلت الآية في هذا الإلقاء، وهي بعد متناولة كل كافر؛ قال الفخر: لأنه لا أحد يخالف دين الإسلام، إلا وفي قلبه خوف من الرعب، إما عند الحرب، وإما عند المحاجة. انتهى.

وقوله سبحانه: { بما أشركوا } ، هذه باء السبب، والسلطان: الحجة والبرهان.

قال * ص *: قوله: { وبئس } ، المخصوص بالذم محذوف، أي: النار [انتهى].

وقوله سبحانه: { ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه } ، جاء الخطاب لجميع المؤمنين، وإن كانت الأمور التي عاتبهم سبحانه عليها، لم يقع فيها جميعهم؛ ولذلك وجوه من الفصاحة، منها: وعظ الجميع، وزجره؛ إذ من لم يفعل معد أن يفعل؛ إن لم يزجر، ومنها: الستر والإبقاء على من فعل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد وعد المؤمنين النصر يومئذ على خبر الله؛ إن صبروا وجدوا، فصدقهم الله وعده؛ وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم صاف المشركين يومئذ، ورتب الرماة، على ما قد ذكرناه قبل هذا، واشتعلت نار الحرب، وأبلى حمزة بن عبد المطلب، وأبو دجانة، وعلي، وعاصم بن أبي الأقلح، وغيرهم، وانهزم المشركون، وقتل منهم اثنان وعشرون رجلا، فهذا معنى قوله عز وجل: { إذ تحسونهم بإذنه } ، والحس: القتل الذريع، يقال: حسهم إذا استأصلهم قتلا، وحس البرد النبات.

Shafi da ba'a sani ba